المخدراتُ لا علاج لها سوى الاجتثاث
تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
يبدو أن ظاهرة المخدرات راحت تتسع، وتمتد بين صفوف الشباب والعاطلين في أنحاء البلاد العربية، وبرغم قيام الأجهزة المعنية بعمليات نوعية وشبه يومية لملاحقتها واستئصالها، والقيام بإلقاء القبض على عدد كبير من تجّار ومروّجي هذه (الجائحة) الخطرة، لكنها لاتزال تتصاعد بشكل لافت.
لقد كشفت التقارير أن حجم التعاطي بين شرائح الشباب بلغ مستويات عالية، وخاصة بين طلاب الجامعات والمدارس الثانوية، وكذلك العاطلون عن العمل، ولفت ناطق باسم مفوضية حقوق الإنسان أن «نسبة الإدمان قد تصل إلى نسب عالية بين الشباب» إذ يوجد أفراد العصابات المروجون والمتاجرون بهذه السموم في بعض الدول العربية بكثرة، وخاصة في الأحياء الفقيرة والمناطق التي تكثر فيها البطالة وغيرها من المشكلات الاجتماعية.
إن اتساع هذه الظاهرة يستوجب إعداد كادر مؤهل لتنفيذ القوانين، وقادر على ردع المتاجرين والمروجين لهذه الآفة، فضلاً عن دعم الجهات الصحية لتوفير المصحات اللازمة لمعالجة المدمنين، والتعاون مع الأجهزة الأمنية المعنية في القبض على المتاجرين والمتعاطين، وهذا يعني أنه لابدّ من أن يكون هناك عمل تنفيذي متكامل، وأن تكون المتابعة يومية، وتشكيل كادر متدرّب ومؤهل وكبير للقيام بهذه المهمة، وأن ترافق هذه الحملات والمهمات المشتركة (حملات) توعية إعلامية قادرة على إقناع الشباب والعاطلين بعدم الوقوع في كماشة هذه الجرائم التي راحت تهدد المجتمع، وتروّج لجميع أنواع الرذيلة والأفكار المنحرفة والشاذّة.
ولابدّ من الإشارة هنا إلى العوامل الأخرى المؤثرة لدفع الشباب نحو المخدرات، وفي مقدمتها (العنف الأسري)، إضافة إلى تصعيد الخلافات الزوجية وانتشار ظاهرة الطلاق والحالة الاقتصادية المتردية وغيرها.