الفرقة السيمفونيّة الوطنيّة السوريّة في حفلها غداً بقيادة «باغبودريان» تُحيّي فلسطين من دمشق

تشرين- إدريس مراد:
تحضّر الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة قائدها الأساسي «المايسترو ميساك باغبودريان» برنامجاً مناسباً للظروف الراهنة لأمسيتها غداً الثلاثاء (١٤/١١/٢٠٢٣) لتهديها تحيةً لفلسطين التي تقاوم أشرس عدو، ليس للعرب فحسب، بل للبشرية جمعاء، عند الساعة الثامنة على خشبة مسرح الدراما في أوبرا دمشق.
قوة القدر
يتضمن برنامج الأمسية الموسيقية التي تأتي بعنوان «سيمفونية البطولة»، عملين ضخمين، الأول افتتاحية أوبرا (قوة القدر) لجوزبيه فيردي، وسمّيت هذه الأوبرا إلى جانب أوبرا (حفلة تنكرية)، ما دعي بالمرحلة الثانية في مسيرة فيردي الإبداعية، ففي هذه المرحلة تطورت موسيقاه الدرامية تطوراً ملحوظاً، فعدت أكثر غنى على صعيد الأساليب الهارمونية.
واختارت الفرقة الافتتاحية من هذه الأوبرا، وهي دراماتيكية طويلة سمّيت «سينقونيا»، وتبدأ بسلسلة من عصفات آلة ترومبيت رامزة إلى القدر، ثم تتبع ذلك ثيمة قلقة مرتبطة بإحدى الشخصيات الرئيسة في العمل «ليونورا»، أما بقية الثيمات الرئيسة فهي ثيمة صلاة للشخصية ذاتها في الفصل الثاني، وثيمة توسل «دون الفارو» لدون كارلو قبل المبارزة المميتة في الفصل الرابع.
السيمفونيّة البطوليّة
العمل الثاني الذي ستقدمه الفرقة هو السيمفونية رقم ( 3 مصنف 55) سلم مي بيمول ماجور «السيمفونية البطولية» لبيتهوفن من أربع حركات، حيوية لامعة، مارش جنائزي وبطيئة جداً، سكيرتزو وحركة حيوية وتريو، الختام حركة حيوية ومعتدلة السرعة وسريعة جداً.
عدّ النقاد أن موسيقا هذه السيمفونية استثنائية مقارنة مع غيرها من موسيقا ذلك العهد، إذ يستخدم بيتهوفن فيها المواد الموسيقية الأساسية، ويسكب فيها حياة جديدة، ويخلق التعقيد من البساطة، ويستخدم عنصر المفاجأة بذلك الإحساس الذي لابدّ منه.
وفي حديث لـ(تشرين) قال قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية ميساك باغبودريان عن الحفل: «منذ بداية البشرية كانت الموسيقا عنصراً أساسياً للتعبير عن مشاعر الإنسان وأحاسيسه، إذ نجد موسيقا تعبر عن الفرح والحزن، عن القلق والهدوء النفسي عن الألم والأمل، ومع تطور الحياة الاجتماعية اعتمد الإنسان المشاركة الجماعية للاستماع الموسيقي، لتكون ممارسة للتشارك الاجتماعي، سواء للمناسبات الحزينة أو السعيدة.. ومن ثمّ كانت الحفلات الموسيقية».
وأضاف: «بالنسبة لنا، نحن الموسيقيين السوريين، خلال سنوات الحرب على سورية، الموسيقا وسيلة تعبير عن مشاعرنا وممارسة لواجبنا الاجتماعي الإنساني لمجتمعنا من خلال الموسيقا التي حملت رسالة الأمل ونشر الطاقة الإيجابية في المجتمع».
وينهى حديثه قائلاً: «نجد أنفسنا اليوم مرة أخرى على المسرح لنوجّه تحية لفلسطين وشعبها البطولي من خلال أعمال موسيقية تواكب الأحداث والمشاعر التي نعيشها».
الوجه الحضاريّ للوطن
والجدير ذكره أن الفرقة السيمفونية الوطنية السورية شكّلت في دمشق في العام 1993 وجاءت بعد إنشاء المعهد العالي للموسيقا في دمشق، وتتألف من خريجي وأساتذة المعهد العالي للموسيقا، إذ مثلت سورية في الكثير من المحافل والمهرجانات العربية والدولية، واستطاعت أن تبرز وجه سورية الحضاري، كما ساهم كثير من أعضائها في إحياء حفلات موسيقية مشتركة مع بقية الفرق الأوركسترالية العالمية، وقامت الأوركسترا، وبالتعاون مع المركز الثقافي البريطاني، بتقديم أول أوبرا في سورية في عام 1995 وهي أوبرا (دايدو وإينياس) تأليف هنري بورسيل، كذلك قدمت أعمالاً للمؤلفين العرب الكلاسيكيين من سورية ومن خارجها، وعمل مع الفرقة موسيقيون معروفون، عربياً وعالمياً، منهم من عمل معها ضمن ورشات عمل، وعزف مع الفرقة العديد من العازفين المنفردين العالميين والموسيقيين السوريين، إذ عزفت مع مغني التينور العالمي بلاسيدو دومينغو ومغنية السوبرانو العالمية كاللين إسبريان بقيادة القائد الألماني يوجين كون ضمن مؤتمر «التعليم بلا حدود»” الرابع في الإمارات العربية المتحدة.