أصحابها يتحكمون بالمستأجرين تبعاً لنجاحهم.. إيجارات المحال التجارية عنوان آخر لانفلات الأسعار
تشرين- دينا عبد:
يتسبب الارتفاع الكبير لإيجار المحلات التجارية في استمرار ارتفاع المنتجات التي توجد فيه خاصة الملابس والمنتجات المعمرة ( غير الغذائية)، بالرغم من حالة الركود التي يشهدها السوق في محاولة من التجار لتعويض خسارتهم من جهة وتسديد قيمة الإيجار المرتفع من جهة أخرى وتحميلها على المستهلك.
محددات
بحسب أبو جبران صاحب مكتب عقاري فإن إيجار المحلات تبدأ من ٣٠٠ ألف في المناطق الشعبية المزدحمة بالسكان، وبرأي العديد من سماسرة العقارات وأصحاب المكاتب فإن إيجار المحلات التجارية تُحدد تبعاً للمساحة والشارع الموجود فيه، وكلما كانت مساحة وموقع المحل استراتيجية ازداد إيجاره.
نوع المشروع
بدوره لم يخف أبو النور صاحب محلات يقوم بتأجيرها أن أول ما يقوم به هو سؤال المستأجر عن نوع المشروع الذي سيفتتحه؛ ويطرح مثالاً: أحد محلاته مستأجرة (حلاقة رجالية) ومن المعلوم والحديث لأبو النور أن الحلاق دخله يومي لذلك قام بتأجيره ب٥٠٠ ألف شهرياً بالرغم من أن الحلاق الذي استأجره وجد أجاره مرتفعاً ولا يتناسب مع وضع المنطقة الذي افتتح محله فيها.
جمود
صفوان هو الآخر مستأجر محل تجاري لتصليح الأدوات الكهربائيه يقول: إن الإيجارات مرتفعة جداً وليس باستطاعتنا تأمينها أغلب الأشهر بسبب الجمود في حركة البيع، مشيراً إلى أن أغلب أصحاب المحلات يعيشون خارج البلد ويوكلون أملاكهم لأشخاص يقومون بزيادة الإيجارات كل فترة ستة أشهر وكأنهم لا يعلمون الوضع الاقتصادي الصعب وعدم القدرة على تأمين الإيجارات والالتزامات المطلوبة؛ فهي تختلف بحسب مواقع المحلات ولكن بالرغم من ذلك فهو مرتفع بالنسبة للمستأجر .
خبير اقتصادي: عنوان المهنة هو المقياس الأساسي لإيجار العقار
بشير كذلك شاب مستأجر محل لبيع الأدوات البلاستيكية يقول: بخصوص إيجار المحلات التجارية المتصاعد والذي لا يُعرف له حد، أصبح المالك يقوم برفع إيجار المحل كل ستة أشهر أو كلّ سنة خاصة إذا لاحظ بأنّ مبيعات المحل لا بأس بها وزبائنه في تزايد، يلجأ صاحب المحل إلى زيادة الإيجار .
وتحكي السيدة رانيا أنها اضطرت إلى استئجار منزل بعد أن انتهى عقد منزلها في أحد المناطق فما كان من صاحب المنزل إلا أن سألها عن المهنة التي تزاولها حتى يضع المبلغ الذي يحلو له؛ لذلك تقول إن مهنة الشخص أحياناً هي التي تحدد أيجار المحل أو المنزل.
خناق عقاري
من جانبه بين الخبير الاقتصادي فاخر القربي أن عنوان المهنة هو المقياس الأساسي لإيجار العقار بغض النظر عن شهرة مهنة المستأجر وحجم رأسماله المتواضع والأرباح المتدنية أمام ارتفاع الأسعار، إضافةً إلى أن المستأجر يعيش حالة خناق عقاري، حيث يتم تقييده بعقد غير مسجل بالبلدية ومشروط بعدم تسجيله كي لا يخضع للرسوم والضرائب، بالإضافة لحرمان المستأجر من سحب أي قرض نتيجة استئجاره العقار وبما يساعد على تطوير مهنته .
بالإضافة أن آجار العقار يحدد تبعاً لقيمة العقار الرائجة بعيداً عن الأخذ بعين الاعتبار حجم دخول المستأجر الذي يعيش ما بين سندان الآجار ومطرقة الأسعار وضعف دخله من مهنته التي تكون في غالب الأحيان في بداية انطلاقتها.