العصب الأقوى زراعياً.. بدء العمل في سوق الهال في الصفصافة بطرطوس بشكل تدريجي بعد طول انتظار

تشرين- وداد محفوض:
تشكّل منطقة سهل عكار الواقعة جنوب محافظة طرطوس “العصب الأقوى زراعياً بين مناطق المحافظة نظراً لخصوبة أراضيها واعتماد أهلها على الزراعة، والتي تضم نحو ثلاثين قرية تنتج العديد من المحاصيل الزراعية، لذلك كان من الضروري وجود سوق لتصريف هذه المحاصيل.
ورغم أهميته الكبيرة تأخر إنجازه ووضعه بالاستثمار.

مزارعو سهل عكار : السوق يخفف الأعباء المادية وأهمها أجور النقل

ومؤخراً وعلى الرغم من عدم إنهاء كافة الأعمال، وضع سوق الهال الجديد بالخدمة بشكل تدريجي، ليكون منفذاً تسويقياً رئيساً لمنتجاتهم ومشروعاً حيوياً تنموياً يهدف إلى تقليل التكاليف المالية وتخفيف الأعباء عن الفلاحين.

تخفيف الأعباء المادية
عدد من مزارعي المنطقة ممن التقيناهم أشاروا في حديثهم ل”تشرين” إلى أن وضع سوق الهال الجديد في بلدة الصفصافة بالاستثمار، يوفر عليهم مشقة نقل منتجاتهم الزراعية إلى أسواق مدينة طرطوس، وبالتالي تخفيف الأعباء المادية وضمان وصول تلك المحاصيل بحالة جيدة إلى السوق متمنين بدء العمل به على اعتباره يتوسط مناطق الإنتاج.

ارتفاع قيمة الضمان
فيما أكد المستثمرون لـ”تشرين” أنّ استثمار هذه المحال يعتبر مشروعاً جيداً طالما انتظروه، لكنه في الوقت نفسه يشكل عبئاً كبيراً لأنه من غير المعقول أن يدفعوا ضمان للمحال بين 15 إلى 40 مليون ليرة حسب “المزاد”, وأشاروا إلى أنه يترتب عليهم “كسوة” هذه المحال من نفقتهم الخاصة لأنها على الهيكل، وملزمون بدفع إيجارات شهرية أيضاً بعد 60يوماً من المباشرة، وبينوا أن ساحة السوق لم يتم تزفيتها إلى الآن، وأنها تعيق الحركة العامة للسيارات والعمال، بالإضافة إلى عدم الانتهاء من أعمال شبكة الصرف الصحي.

الحد من ظاهرة الانتشار العشوائي
للإضاءة على واقع السوق “تشرين” التقت المهندس علي مصطفى رئيس مجلس بلدة الصفصافة الذي بيّن أن سوق الهال في الصفصافة يقع على طريق خط الجديد ويبعد ٤٠٠ متر عن اوتوستراد حمص طرطوس على مساحة 4000 متر مربع ويضم 27 محلاً و 10 مخازن وكافيتريا وقبان إلكتروني، وهو جاهز على الهيكل، ووفق دفتر الشروط الفنية للاستثمار يقوم المستثمر الذي رسى عليه المزاد بإكساء محله.

رئيس مجلس بلدة الصفصافة : تأخر الإنجاز لضعف الاعتماد

وعن الخدمات التي أنجزت أوضح مصطفى أنه تم وصل مياه الشرب لمدخل كل محل وإيصال الكهرباء وتم تركيب محولة كهربائية للسوق، لكن هناك خدمات لم تنجز حتى الآن كتزفيت ساحة السوق، وإكمال أعمال الصرف الصحي ووصله بالشبكة العامة، وجدار استنادي من الجهة الشرقية للسوق.
وأشار مصطفى إلى أن السوق يمثل حالة زراعية تنظيمية اقتصادية مهمة، وسيقدم خدماته الموثوقة للفلاحين، ويحفظ حقوقهم من خلال الحد من ظاهرة الانتشار العشوائي لمراكز بيع الخضار، و يخفف من نفقات المواصلات على الفلاحين، ويسهم في ضبط أسعار المنتجات والتسويق، بالإضافة إلى التنسيق مع بقية أسواق الهال في المحافظات.

ضعف الاعتماد
ولفت إلى أهم المعوقات التي أخّرا البدء بالعمل وتأخير التنفيذ، عدم وجود اعتماد مالي حتى اليوم لإنهاء خدمات السوق من (تزفيت وصرف صحي وجدار استنادي)، وأيضاً” الإقبال الضعيف على المزادات التي أقيمت للاستثمار بسبب تخوف المستشمرون من ضعف عمل السوق في ظل وجود المراكز المنتشرة والتي لم يتم إغلاقها في قرى سهل عكار.

تسهيلات المستثمرين
و نوه مصطفى إلى أن البلدية تقدم التسهيلات للمستثمرين وتتعاون معهم لحل مشاكلهلم وتلبية متطلباتهم، واستكمال الخدمات العامة للسوق لتفعيل العمل فيه، كما قامت البلدية بتخفيض قيمة التأمينات النهائية من 10٪ إلى 5٪ من قيمة الاستثمار كاملاً”، لتخفيف الأعباء المادية على المستثمرين .
وأردف بالقول أن مدة الاستثمار 15 عاماً، وقيمة الاستثمار السنوي تحدد لكل محل للمستثمر بالمزاد العلني عندما يرسو العرض المالي عليه.
مشيراً إلى أنه يحق لأي مواطن دخول المزاد عند تحقيقه للشروط الواردة في دفتر الشروط الفني والمالي والحقوقي.

إغلاق مراكز البيع
وحول المحال المرخصة المنتشرة في قطاع الصفصافة من جملة وأنصاف جملة أكد المهندس علي أنه تم إنذارهم من قبل البلدية للإغلاق، وتم إبلاغ بقية بلديات سهل عكار عن طريق المحافظة لإنذار المراكز غير المرخصة للإغلاق كل ضمن قطاعه.

إنذارات لإغلاق مراكز بيع الجملة والمفرق في قرى سهل عكار

مؤكداً أن البدء بالعمل في السوق يحتاج إلى تعاون الجهات الإدارية والفعاليات الاقتصادية والأهلية.

منفذ تسويقي مهم
من جهته رئيس اتحاد الفلاحين في طرطوس فۇاد علوش أوضح أن سهل عكار يعتبر السلة الغذائية الرئيسة للمحافظة، حيث ينتج جميع أنواع المحاصيل، ويعتبر سوق الهال منفذاً تسويقياً رئيساً مهماً لفلاحي المنطقة، من خلال تسويق منتجاتهم الزراعية إلى مختلف المحافظات، لكن الفلاح يستطيع تسويق منتجاته إلى أي سوق يناسبه، ولا يمكن أيضاً حصر جميع

التجار في هذا السوق، ويبقى لهم الخيار في البقاء في السوق أو في محلاتهم المرخصة خارجه ولا أحد يلغي الآخر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار