من إعلام العدو… نتنياهو يروّج لانتصار غير موجود في الأفق.. ما يفعله «الجيش الإسرائيلي» أشبه بمحاولة يائسة لمطاردة خصم سبقه بفارق كبير

تشرين- ترجمة وتحرير ـ غسان محمد:
سخر المحلل في صحيفة يديعوت أحرونوت، ناحوم برنياع، من حديث نتنياهو عن ضرورة تحقيق نصر كامل على المقاومة الفلسطينية، قائلاً: للأسف الشديد، لا يوجد انتصار في الأفق، وحديث نتنياهو عن حرب ستستمر لفترة طويلة هو محاولة يائسة هدفها الهرب من مواجهة الواقع، عبر الترويج لانتصار غير موجود على الأرض.
وأضاف برنياع: ينتظرنا واقع معقد، ومواجهات مع حلفاء، وإطلاق سراح أسرى، وغير ذلك. وفي ظل حقيقة تزايد قوة محور المقاومة، تحتاج “إسرائيل” إلى أميركا ورئيسها كما لم تكن بحاجة له من قبل.
وتابع برنياع: الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تريد ولا تستطيع الوفاء بشروط الرئيس الأميركي، لمواصلة دعم الحرب في غزة، ولا سيما أن الحكومة الحالية ليست مؤهلة لإدارة ومواجهة الواقع، والظروف السياسية الداخلية في “إسرائيل”، والنتيجة هي توقع المزيد من الضغط الأميركي من أجل الموافقة على وقف إطلاق النار.
وبحسب برنياع: لا وقت لدى بايدن، في ضوء المشاهد التي تصل من غزة المدمرة، والتي تعرضه لانتقادات حادة، حتى من قبل الجناح اليساري في حزبه، وتصوّره كمن رضخ لإرادة حكومة إسرائيلية لا تحظى بالشعبية حتى في “إسرائيل”. يضاف إلى ذلك، أن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة باتوا يتخوفون فعلاً على استقرار حكمهم، عدا عن استطلاعات الرأي الرهيبة، التي لا تصب في صالح بايدن، بسبب موقفه الداعم لـ”إسرائيل” وهو لا يمتلك احتياطياً كافياً من أصوات الناخبين.
وختم برنياع قائلاً: في ضوء كل ما تقدم، ستضطر “إسرائيل” في غضون أسبوع، أو أسبوعين كحد أقصى، إلى الموافقة على وقف إطلاق النار، مع إبقاء عدد محدود من قوات الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، ضمن شريط أمني بطول عدة كيلومترات، لكن السؤال هو: وماذا بعد ذلك..؟ الجواب، هو أنه ليس لدى صنّاع القرار في “إسرائيل” جواب شافٍ حتى الآن.
من جانبه، وتحت عنوان “عجز إسرائيلي رهيب” قارن المحلل العسكري في صحيفة “هاآرتس”، عاموس هرئيل، بين الحرب الحالية في غزة، وحرب تموز 2006 مع حزب الله، قائلاً إن حرب غزة دخلت يومها الـ35، أي أطول بيومين من حرب لبنان الثانية التي انتهت وفق الوصف الإسرائيلي بتعادل مُحبط، لأن “إسرائيل” لم تتمكن من هزيمة حزب الله.
وأضاف هرئيل: الظروف هذه المرة أصعب بكثير، و”إسرائيل” بدأت الحرب بعجز رهيب بعد إخفاق استخباراتي تقشعر له الأبدان. وكل ما فعله الجيش الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وما سيفعله في المستقبل، أشبه بمحاولة يائسة لمطاردة خصم سبقه بفارق كبير إلى الأمام، والحقيقة هي أنه بعد حرب العام 2006، والمواجهات الكثيرة التي تلتها في غزة، اعتاد وزراء الحرب ورؤساء أركان الجيش الإسرائيلي التحدث عن ضرورة هزيمة العدو بسرعة، لكن كان هناك دائماً تشكيك في سلاح الجو والمستوى السياسي وبقدرات القوات البرية، فـ”الجيش الإسرائيلي” يتكبد خسائر كبيرة عندما تتصيده عناصر القوات الفلسطينية من الخلف، أو حين يقترب من أماكن مهمة لهم.
ونقل هرئيل عن ضباط في هيئة الأركان العامة قولهم إن المنطقة التي يعمل فيها “الجيش الإسرائيلي” بالغة التعقيد، وهناك عوامل تزيد من حدة المصاعب التي تواجهها القوات الإسرائيلية، أهمها الأنفاق الممتدة بكثافة تحت الأرض، وإذا كان الانتصار في الحرب يتحقق عندما يتوقف جانب واحد عن العمل، فإن عناصر القوات الفلسطينية لاتزال حتى الآن، بعيدة عن ذلك، ولم تصل بعد حالة الانهيار.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج «الصحة» تطلق الأحد القادم حملة متابعة الأطفال المتسرّبين وتعزيز اللقاح الروتيني دمّر الأجور تماماً.. التضخم لص صامت يسلب عيش حياة كريمة لأولئك الذين لم تواكب رواتبهم هذه الارتفاعات إرساء القواعد لنظام اقتصادي يهدف إلى تحقيق الحرية الاقتصادية.. أكاديمي يشجع على العودة نحو «اقتصاد السوق الاجتماعي» لتحقيق التوازن بين البعد الاجتماعي والاقتصادي