غزّة الشهيدة
تشرين- إدريس هاني:
كم واريتم من جثامين
كم من جثامين صارت رماداً
اكتظت غزة بالأرواح الطيبة
غادروا ليبقوا شاهدين خلف الغيوم
على أسراب من غزاة الأرض
يتهيّؤون للرحيل.
+ + +
ينصتون للتاريخ
للتاريخ فقط
قاطعوا سلعة المكر
وأحرقوا علف الهزيمة
أُنصت للنداء يخرج متأنِّنا
من ثقوب الأرض ورماد الحارات
حديث الصباح والليل البهيم
بلا مأوى ولا فطير
سوى ضوء المحرقة والبهاء
+ + +
ومن كل حدب وصوب
زمجرة هنالك وقول رجيع
وأنهار جارفة وسيول
من دماء الطفولة الغضّة
واحتراق اللّحم والتراب
تنادي طفلها وتهمس للتراب
هل ثمة أمل أم …؟
تقول لها الأرض:
انتظري يوم تنبت هنا زيتونة بهيّة
حين يعود زمن الأنس والبساتين
لا شيء ها هنا يذهب سُدى
عند كل آهة ثكلى يُرسم مجد
عند كل دم مُراق تنبت زهرة
عند كل انتصار يُكتب تاريخ
والله أكبر فوق صوت المعتدي
+ + +
أبكيكم ملء محاجري
والقلب من آلامكم يتضوّع
ملعون من أحرق فوق رؤوسكم السّماء
ملعون من لم يشبع من دمكم
ملعون عالمٌ انهزمت فيه القوانين
ملعون، ملعون، ملعون
غزّة هاشم وشوارب النشامى
تقدّسَت حتى المُشاش
صمودا وجهادا وشهادة