زراعة القمح من الانتعاش إلى الانكماش وهذه هي الأسباب… البذار بـ٣٩٥٠ ليرة وتسعيرة الشراء عند الحصاد بـ٤٢٠٠ ليرة

تشرين- محمد فرحة:
كل المؤشرات والدلائل تشي حتى الآن بأننا ذاهبون إلى موسم زراعي شتوي هو الأسوأ والأضعف لجهة المساحات التي ستزرع، نظراً لضعف الرغبة لدى المزارعين، في حين تسعى الحكومة لأن يكون الأفضل، لكن الرغبة شيء ومجريات الواقع شيء آخر ومغاير تماماً.
ولعل من أهم الأسباب التي تحول بين زراعة المحصول والمزارعين هي ضعف تسعيرة الشراء، إذ تم تحديد مبيع كيلو البذار من القمح بـ٣٩٥٠ ليرة وتسعيرة شراء القمح عند عملية الحصاد بـ٤٢٠٠ ليرة، لكن تم الاستدرك والتأكيد أنها تأشيرية، وسيعاد النظر فيها وفقاً لأسعار التكلفة.
غير أنه من الصواب أن تحدد الحكومة منذ الآن تسعيرة شراء المحصول، كونه أحد أهم الأسباب التي تدفع بالمزارعين لزراعة المحصول وتنفيذ الخطة والزيادة عليها. لكن يبدو أن المعنيين بالشأن الزراعي يريدون قططاً من خشب تصطاد ولا تأكل، أي نريد قمحاً يملأ مستودعاتنا من دون تكلفة باهظة، وبمعنى أوضح من دون تسديد مبالغ مرتفعة كقيمة شراء المحصول من المزارعين.
مدير فرع إكثار البذار في حماة المهندس لؤي الحصري أكد لـ”تشرين” أنه تم توزيع كميات كبيرة من البذار على المصارف الزراعية المعنية بعملية البيع للمزارعين، في حين يمكن لمن يريد الشراء مباشرة من فرع الإكثار في حال أحضر بيانات تثبت صوابية عملية الزراعة وأنه يملك حيّزاً من الأراضي الزراعية أصولاً.
وأضاف الحصري: لكن من خلال مراجعة عدد من المزارعين وما نسمعه منهم، لا يملكون الرغبة والإصرار نفسهما لزراعة القمح كما كانوا في السنوات الماضية، رغم قناعتنا بأن تسعيرة القمح قد يعاد النظر بها لاحقاً، لكن نرى من الأفضل تحديدها منذ الآن، حيث تشكّل حافزاً كبيراً ومهماً لزراعة كامل الخطة المقررة ويزيد عن ذلك.
عدد من المزارعين التقيناهم في “إكثار البذار” أكدوا: لم نعد نزرع لنخسر، فلا التسعيرة مجزية ولا المستلزمات متوافرة، بدءاً من المازوت ومروراً بالتسعيرة التي تم تحديدها من قبل وزارة الزراعة بـ٤٢٠٠ ليرة للكيلو الواحد.
وتساءل المزارع أبو محمد: هل درست اللجنة الاقتصادية تكلفة زراعة الدونم حتى تسعّر في وقت مبكر شراء الكيلو بـ٤٢٠٠ ليرة؟ مضيفاً: إن أسعار المستلزمات وفلاحة الأرض اليوم أضعاف العام الماضي، وأجرة حصاد الدونم ونقل الإنتاج ستكونان أضعاف العام الماضي، ولذلك لا رغبة لدينا في زراعة محصول القمح حقيقة وهذا لا يسرّنا بل يقلقنا، لكن من يزرع ليحصد الخيبات دوماً؟.. ويجيب لا أحد.
بالمختصر المفيد: إن تسعيرة شراء القمح منذ الآن من شأنها أن تحفّز المزارعين لزراعة المزيد، ولاسيما إن كانت مقنعة وتغطي تكاليف الإنتاج مع تحقيق هامش ربح يحقق الريعية الاقتصادية للمزارعين، وبغير ذلك لا جدوى من كل “التطمينات” والتصريحات من قبل المعنيين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
حادث المروحية واستشهاد الرئيس رئيسي حدث يوازي بصخبه الثقل الدولي لإيران .. أميركا و«منْ يحكم غزة».. هكذا ترتب واشنطن لـ«اليوم التالي» على قاعدة «إسرائيل المهزومة» وبمخاطر عالية على المنطقة الهلال الأحمر الإيراني: فرق الإنقاذ الإيرانية هي من قامت بعملية البحث عن حطام طائرة الرئيس بدء استقبال طلبات الترشيح لانتخابات مجلس الشعب في الحسكة حساسية الطقس «حمى القش» وكيفية التعامل معها عدم استكمال البيانات في «عقاري جبلة» يمنع وصول رسالة التفعيل للمتعاملين «التجارة الخارجية» في اللاذقية تؤمّن أدوية الأمراض السرطانية للمشافي الحكومية بقيمة 61 مليار ليرة معالم دمشق التاريخية تشعُّ على جدران المتحف الوطني استثمار المتوافر من الإمكانات في «المتحدة للصناعة» ساهم في إنتاجية قيمتها 16.5 ملياراً خلال أربعة أشهر على أعتاب حصاد القمح.. مراكز درعا جاهزة لاستلام المحصول.. ومطالب بتلافي أي ازدحام والالتزام بأجور الحصاد طلاب الشهادات قاب قوسين أو أدنى مع امتحاناتهم ..أكثر من ٥٢٠٠ مركز امتحاني على مستوى القطر