يمكن استثمارها في سورية.. فريق (سرايا الوطني لعلوم الفضاء) يستثمر بيانات الأقمار الصناعية ويقيّم الأضرار التي لحقت بقطاع غزة لمدة يوم
تشرين – سراب علي:
استطاع فريق (سرايا الوطني لعلوم الفضاء) باستثماره الوسائل و الأدوات و المهارات التي اكتسبها من الدورات وورشات العمل التي خضع لها أعضاء الفريق (أون لاين) في عدد من وكالات الفضاء العالمية ومؤسسات ومراكز أبحاث تهتم بعلم الفضاء في عدة دول أجنبية استثمار بيانات أحد الأقمار الصناعية وتقييم الأضرار التي لحقت بقطاع غزة بتاريخ ١١/٢/٢٠٢٣.
واستطاعت الطالبة لبابة قبلان من الصف الثاني الثانوي الفرع العلمي بشغفها و حبها لعلوم الفيزياء والفلك و مهاراتها باللغة الإنكليزية وتدريبها المستمر ضمن الفريق استخلاص النتائج بعد تقييم الأضرار التي لحقت بقطاع غزة مستخدمة القمر الصناعي sentinel _2 بتحليل البيانات و الصور و استخلاص النتائج.
تحليل وتقييم
وبينت لبابة في حديثها لـ(تشرين) أنها قامت بعد انضمامها إلى فريق سرايا الوطني لعلوم الفضاء بنشاطات فلكية مختلفة، كما مكنها العمل مع الفريق من حضور محاضرات والتواصل مع علماء مهمين وتعلمت أكثر عن البحث العلمي، وكيف تبدأ طريقها بمجال الفلك بشكل دقيق، مشيرة إلى أنه تم استخدام القمر الصناعي sentinel _2 لتقييم الأضرار، وتم اعتماد الألوان على الصور والفيديوهات، حيث يشير اللون الأصفر إلى ضرر شديد، اللون الأحمر مدمر، أما اللون البرتقالي تضرر بشكل معتدل، بينما اللون الأزرق يشير إلى تدمير الطرق.
وأضافت لبابة: استطعت من خلال تحليل البيانات الحصول على صور توضح كمية الضرر الحاصل نتيجة الاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة.
ولفتت لبانة إلى أن الصعوبات تمحورت بشكل عام بصعوبة التواصل المباشر مع المنظمات الخارجية، حيث لا يستجيبون للمراسلات و الإيميلات التي تصلهم عندما يعلمون أن مصدر تلك المراسلات سوري، و السبب هو العقوبات على سورية، مؤكدة أن تجربتها بالأنشطة التي شاركت فيها مع فريق سرايا الوطني لعلوم الفضاء كانت مفيدة و ممتعة و مميزة كثيراً.
استثمار البيانات
بدوره، أوضح رئيس فريق سرايا الوطني لعلوم الفضاء باسل سلطان في حديثه لـ( تشرين) أنه من صلب عمل الفريق التعامل مع بيانات الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية ومعالجتها، إذ تتم معرفة كيفية استثمارها وما هي إمكانياتها، لذلك كنا على دراية بما يمكن أن تقدمه هذه التقنية، وقد تمت بلورة الفكرة على شكل منهاج مبسط قمنا بشرحه لطلابنا و تدريبهم عليه، وهو يشمل: فكرة عن عمل أنظمة الأقمار الصناعية وخدماتها المتوفرة،
وكيفية الحصول على البيانات الخام والمعالجة، و مقارنة ومقاطعة المعلومات مختلفة المصدر ومن ثم الاستخلاص.
تدريب مع وكالات عالمية
وتابع سلطان: إضافة للتدريب الذي أعطيناه لطلابنا، قمنا بتأمين ورشات تدريب مع وكالات فضاء عالمية، كالوكالة الوطنية الجنوب أفريقية sansa ، و وكالة الفضاء اليابانية jaxa، وأردف: كل هذا يتطلب دراية بلغات برمجة خاصة وتطبيقات خاصة يتم تزويد الطلاب بها، إضافة للمهارة في اللغة الإنكليزية، و الطالبة لبابة قبلان هي ضمن فريق كامل تم تدريبه على هذه المهارات.
وبيّن أن هذا العلم جديد بالنسبة للطلاب، ولا يوجد له مراجع بحثية في بلدنا، فاعتمدنا البحث والتعاون مع وكالات فضاء أجنبية، ومقابل دفع مبالغ مالية كبيرة حصلنا على المعلومات الدقيقة و المؤكدة من مصادر داخل الأقمار الصناعية، وتم شراء الصور ذات الدقة العالية لتحليلها بطريقتنا الخاصة، حيث استغرق العمل نحو ثمانية أشهر، حيث تم تزويدنا بصور من قبل خدمة كوبرنيكوس
القمر الصناعي sentinel _2 وقام طلابنا باستخلاصها، مؤكداً إمكانية الحصول على الخدمة كل 5 أيام بشكل مجاني، حيث إن الفريق الوطني مشترك بخدمة (كوبرنيكوس).
و لفت سلطان الى أن الفريق المكون من ٣٥٠ عضواً من داخل سورية ومن خارجها و مغتربين و التابع لمدرسة (سرايا الذكية الافتراضية) يعمل في عدة اختصاصات هي الرياضيات و البرمجيات و الفيزياء والكيمياء بالإضافة لهندسة علوم الفضاء، منهم ١٦ عضواً في اختصاص الفضاء، و هناك اختصاصات مختلفة منهم من داخل سورية و منهم خارجها من عدة بلدان.
وعن سؤالنا: هل يمكن اعتماد بيانات الأقمار الصناعية في الأبحاث داخل سورية ؟.. أكد سلطان أنه يمكن اعتماد بيانات الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية في الدراسات باعتبارها مصدراً موثوقاً عالي الدقة، لافتاً إلى أن كل الخدمات التي توفرها الأقمار الصناعية يمكن استثمارها في سورية لمراقبة مستويات المياه في الأنهار والسدود، ومراقبة الغطاء النباتي والطقس والمناخ، وإنجاز دراسات علمية، ومراقبة المخالفات والتعديات على الغابات، و مراقبة عمليات البناء ومعرفة مدى مطابقتها البيانات الورقية، و مراقبة انبعاث الأدخنة من المعامل، إضافة لمراقبة أسراب الأسماك قبالة السواحل لاختيار أماكن الصيد المثالية.