العيش في هذه الأوقات العصيبة.. الامتنان وممارسة التسامح طريقان لتحسين صحتنا النفسية
تشرين- حسيبة صالح:
أحداث غزة ومآسيها والحرب التي تعرضنا لها في سورية والتي مازالت آثارها تلامسنا حتى اليوم، فالعيش في هذه الأوقات العصيبة يمثل تحدياً وخاصة للصحة النفسية، فكيف نتكيف ونمضي..؟
في حوار خاص مع “تشرين” أوضح الدكتور يوسف لطيفة اختصاصي في الأمراض النفسية وأستاذ في جامعة دمشق أن الخوف هو ردٌ فعليٌ سوي عندما يتعرض الإنسان إلى شيء يهدد توازنه الجسدي أو النفسي، فيستجيب الجسد بالخفقان والتعرّق وهي كلها أعراض طبيعية، وعلينا أن نتقبلها من دون حدوث أيّ معاناة ولكن علينا ألا نضخّم الأمور، فالقلق هو ردٌ فعليٌ مبالغٌ فيه لأشياء غير حقيقية وزيارة أعراضه تجعله من الأمراض النفسية التي علينا أن نراجع الطبيب فيها.
يضيف د.لطيفة: لنكون نحن الداعمين للأشخاص الذين نعيش معهم ولديهم جوانب سلبية، ولنضع لهم قائمة بنقاط القوة والإيجابية في حياتهم ونسجلها على ورقة ونضعها أمامهم ليقرؤوها بشكلٍ دائم، لأن التفكير الدائم بالجوانب الإيجابية ونقاط القوة يساعدنا على أن تحل هذه الأفكار مكان الأفكار السلبية.
وأكد د.لطيفة أن هناك عادات يومية علينا أن نتبناها لتساعدنا في تخطي الأزمات، فانغماسنا في الماضي والمستقبل، ينسينا الحاضر، إذ علينا أن نكون مسؤولين عن حاضرنا، لا يمكننا العودة إلى الوراء وليست لدينا سيطرة على ما يخبئه الغد.
كما ختم د. لطيفة حديثه لـ”تشرين” بعدة نصائح لتعزيز الصحة النفسية، شارحاً: ما يمكننا التحكم به هي أفعالنا وأفكارنا الفورية، فيجب القيام بإعادة ضبط نظامنا من خلال النوم باكراً والاستيقاظ باكراً وممارسة الرياضة، حيث تساعد على زيادة الدورة الدموية.
وتابع: لنكن ممتنين ومقدرين للفضل والجميل، فالامتنان يساعدنا على التقبل ويمنحنا القوة، وليكن من روتيننا اليومي أخذ لحظات لتغذية روحنا فلنخصص وقتاً لها ولنبدأ بالقراءة، وأخيراً، لنتعلم التسامح، فقد نحتاج لمسامحة أنفسنا والآخرين عدة مراتٍ في اليوم لتسمو روحنا بعيداً عن الحقد والكراهية.