ليس مرضاً بل اضطراب.. النساء يتسولن العاطفة أكثر من الرجال..

تشرين-بشرى سمير:
سمعنا عن التسول بأشكاله المختلفة من التسول في الشوارع لكسب المال أو التسول عبر الإنترنت للحصول على مساعدات مختلفة من لباس ومأكل ومال، لكننا قلما نسمع بها عن التسول العاطفي حيث يلجأ الكثير الأطفال والكبار إلى التصرف بطريقة تجذب اهتمام الأهل والأقارب إليهم والعمل على استعطافهم من خلال تأليف أحداث أو مواقف، أو أقوال حدثت معهم قد تكون غير صحيحة، أو محاولة التقرب من الناس بطريقة قد تكون مزعجة، وهذا التصرف يُسمى بالتسول العاطفي، حسب ما عرفته لنا الباحثة الاجتماعية والنفسية الدكتورة حنان أحمد- مدرسة في كلية التربية-، مبينة أن التسول العاطفي يكون باستجداء الطفل أو الشخص للمشاعر المختلفة، كالتعاطف والحب والاهتمام ممن حوله.

اضطراب سلوكي
ولفتت أحمد إلى وجود نوعين للتسول العاطفي، الأول يكون إيجابياً، ويمكن أن يُطلق عليه طلب الاهتمام أو لفت الانتباه ومن خلاله يمكن للطفل لفت انتباه والدته للاهتمام به، أو لفت انتباه الأولاد عموماً لذويهم للعناية بهم، وفي الغالب لا يكون هذا النوع سيئاً.

مخاطر كبيرة له إذ قد توقع المضطرب نفسياً بيد من يستغله ويدمر حياته

أما الثاني، فهو التسول السلبي ويمثل اضطراباً سلوكياً، وفيه يقوم الشخص بمطاردة الشخص الذي يتسول منه العاطفة، كما يحدث غالباً مع المشاهير الذين يطاردون من أحد المعجبين بطريقة مزعجة، وبهدف فرض الاهتمام، أو باستجداء الحب والمشاعر منه، وذلك من خلال القيام ببعض التصرفات التي تثير العاطفة، كإرسال الهدايا أو الورود، وتظهر علامات الخلل السلوكي في تصرفات هذا النوع بشكل واضح من خلال عدم الثقة في النفس، والتي في الغالب يسعى للحصول عليها ممن حوله، لكن ذلك يسبب نفورهم منه، مما يؤدي إلى اهتزاز ثقته بنفسه.
وحسب أحمد فإن لهذا النوع مخاطر كبيرة، إذ قد توقع المضطرب نفسياً سواء كان شاب أو فتاة بيد من يستغله ويدمر حياته، بحجة الحب والعطف الزائف، وغالباً ما تكون الفتيات أكثر عرضة وسهولة للإيقاع بهن، واستغلال ظروفهن الاجتماعية والمتاجرة بهن.
وتشير دكتورة أحمد أن نسبة من يتأثرون بالإضطراب العاطفي أو الحرمان تصل إلى ما لا يقل عن 10% إلى 17% من السكان معظمهم من الإناث.

استجداء الحب
وتضيف الدكتورة أحمد: لا ننسى أن المعاناة من الفراغ العاطفي والشعور بالوحدة وعدم وجود شخص يهتم به ويتابع كل شؤونه من شأنه الى يجعل الفرد يميل إلى الانطوائية، وهذا أمر خطير، يدل على الحزن والخذلان من الآخرين، أو قد يحاول المتسول العاطفي اقتحام حياة الشخص الذي يستجدي منه العاطفة، رغم انطوائيته. ولا يشارك أسرته في أي نشاط أو حتى حديث، كما يعمد إلى الادعاء بأنه ضحية المجتمع، وأنه يعاني من ضغوطات كثيرة وأنه غير مُقدَّر اجتماعياً ويعاني دائماً من القلق والتوتر، ويسعى إلى طلب المدح للحصول على الأمان النفسي، كما أنه يبالغ في كثير من الأمور، سواء الفرح أو الحزن، ومن ابرز السلوكيات التي تظهر عليه عدم معرفته حدود في الكلام وادعائه بوجود أصدقاء كثر لديه، رغم عدمهم، كما قد يضخم من إمكانياته وإنجازاته مهما كانت بسيطة.

أسباب التسول العاطفي
وتحدد الدكتورة أحمد أسباب التسول العاطفي عند الفرد بوجود التفكك الأسري، وغياب الجانب العاطفي من الأسرة، وعدم الاهتمام به، أو بتطوير شخصيته، فينتج عن ذلك شخصية ضعيفة، كأن يكون هناك طلاق بين الأبوين وكل منهما يعيش حياته من دون الاكتراث لما يعانيه الأبناء من إهمال وضياع، ومن الأسباب أيضاً الأساليب الخاطئة في التنشئة، والتي غالباً ما يتبعها الأهل ظناً منهم أنها الصحيحة، مثل القسوة في المعاملة، أو التدليل الزائد للطفل، أو الإهانة والتحقير لأتفه الأسباب.

باحثة اجتماعية ونفسية: التسول العاطفي أسبابه التفكك الأسري والحرمان

ليس مرضاً
وبحسب الدكتورة أحمد فإن التسول العاطفي ليس مرضاً، بل اضطراب نفسي، ولا يحتاج سوى بعض الإرشادات السلوكية للشخص المضطرب أو من أسرته والمحيطين به، كأن يقوم بالمشاركة الاجتماعية، والتركيز على اهتمامات ونشاطات متعددة أخرى وعدم ربط الاهتمام بشخص بعينه، إضافة إلى الانخراط في الأعمال الخيرية، فهذه الأعمال تمكن الفرد من بث العاطفة لمن حوله بدلاً من استجدائها ومحاولة التفوق والنجاح في الدراسة، أو المجال الذي يشغله، فهذا جدير بلفت انتباه الآخرين إليه، دون أي مجهود منه للفت أنظارهم، وأخيراً، حسب أحمد، الاكتفاء بالأصدقاء المقربين فقط للتحدث معهم سواء عن المشاكل، أو الإنجازات.
الاهتمام هو العلاج
وبالنسبة للأهل فتنصح الدكتورة أحمد بالعمل على مساعدة الشخص المضطرب عاطفياً في اكتساب الثقة بالنفس وتشجيعه باستمرار، وعدم تركه وانتقاده بشكل لاذع، وتقديم الهدايا والثناء له في حال نجاحه بأي عمل سواء دراسة أو عمل أو أي نشاط استطاع من خلال أن يحرز تفوقاً أو تميزاً، وإدراك أن هذه مشكلة، ولا بد من مساعدته ودعمه نفسياً واجتماعيًا لحلها. وتنصح الأهل في حال وقوع الطلاق بين الزوجين عدم اهمال الأطفال والسعي دائماً لمتابعة كل شؤونهم سواء من الأم أو الأب، حتى لا يكونوا الضحية والإضرار بهم وبالمجتمع عموماً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج «الصحة» تطلق الأحد القادم حملة متابعة الأطفال المتسرّبين وتعزيز اللقاح الروتيني دمّر الأجور تماماً.. التضخم لص صامت يسلب عيش حياة كريمة لأولئك الذين لم تواكب رواتبهم هذه الارتفاعات إرساء القواعد لنظام اقتصادي يهدف إلى تحقيق الحرية الاقتصادية.. أكاديمي يشجع على العودة نحو «اقتصاد السوق الاجتماعي» لتحقيق التوازن بين البعد الاجتماعي والاقتصادي