العدو الصهيوني بوجهه الأكثر فجاجة.. «قنبلة نووية» سبيل الخلاص من انتهاء رصيد الخيارات والمراهنات

تشرين:
رغم همجية العدو الصهيوني خلال عدوانه على قطاع غزة والشهية الدائمة للدماء، ورغم حجم الخراب والدمار والمأساة، إلا أنه مازال يتحدث ليل نهار عن العملية البرية، والتي بدأها وما زال متدرجاً بها، وهذا يعود إلى الحذر والخشية مما ينتظره عند التوغل الواسع والاجتياح الكامل، ولاسيما وهو يشاهد عنجهيته تتحطم منذ البداية وعلى الأطراف، فكيف سيكون حاله في الداخل؟ وهل يمكن أن يسعفه ما استدعاه من جنود الاحتياط بعد أن تخلّف الكثير منهم خوفاً ورعباً؟.. الجواب؛ لا، وسنشاهد توثيق المقاومة الفلسطينية لتحطم العدو وآلياته، ولأن الجواب لا، دعا أحد وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي لإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، وهو الأمر الذي لا يعد مستغرباً بل يعبر عن مستوى الانحطاط والنازية والسادية لدى الكيان المحتل القائم على القتل والإبادة الجماعية.
نعود للتأكيد أنه رغم الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني بأطفاله ونسائه وشيوخه وأرضه والانتقام الهمجي من القطاع الصحي والإعلامي وكل مقومات الحياة، إلا أن دعوة الوزير الصهيوني تنم عن مدى الانهيار الذي يعانيه الكيان وفشل كل الخيارات التي راهن عليها العدو، ولاسيما الاجتياح البري ولا سبيل للتخلص من هذا الانهيار إلا بهذه الوحشية وهذه الجريمة التي في حال حدوثها تعد جريمة حرب.. كل الإدانات لا تكفيها.
كل وحشية يمكن أن يقدم عليها هذا الكيان الغاصب ولاسيما في حال الوصول إلى نقطة اللاعودة، لكن هذا التوجه الأرعن سترتد تبعاته على الجميع والكيان الصهيوني على السواء يعني حالة «الإفناء» إن صح التعبير ستصل إلى الكيان وبأيدي الكيان، لذلك لا تتعدى الدعوة سوى كونها إظهاراً لمزيد من الوحشية من جهة ومن أخرى محاولة إخفاء نفاد رصيد «القوة» المزعومة إسرائيلياً، وانتفاء الخيارات وبالتالي انتفاء تحقيق الأهداف التي يريدها الكيان، كما هي محاولة للتخلص من حال المراوحة والعجز التي تشهدها العملية البرية.
التحذيرات والشكوك بفاعلية الاجتياح البري ترافقه، كما أن الأثمان الباهظة سبقته من خسائر مادية وبشرية وعسكرية وسياسية ونفسية، وحتى لو كانت قليلة جداً مقارنة بالمأساة اليومية التي نتلقاها عبر ارتقاء المزيد من الشهداء والتدمير الممنهج الوحشي للقطاع، إلا أن رجع صدى خسائر العدو كبير جداً فالرهان كان كبيراً، ولاسيما أن الاجتياح البري بالنسبة للكيان الصهيوني أتى كخيار لا مفرّ منه بعد الفشل الكبير الذي مني به في تحقيق إنجاز عسكري بعد قصف قطاع غزة بشكل جنوني هستيري وحشي غير مسبوق.. لتكن حصيلة الاجتياح البري منذ بدايته قبل نحو أسبوع 30 جندياً إسرائيلياً قتيلاً منذ بداية العملية البرية، والمحصِّلة منذ الـ7 من تشرين الأول الماضي 346 قتيلاً من «جيش» الاحتلال، بينهم ضباط رفيعو المستوى.
ويرى مراقبون أن سقف التوقعات الأمريكية في شأن الاجتياح الإسرائيلي البري لقطاع عزة بات منخفضاً ومتراجعاً أيضاً وهو ما عكسته تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في ختام زيارته لـ«تل أبيب» حينما قال إنه ناقش مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مسألة «هدنة إنسانية وترتيبات على الأرض توفّر الأمن للمدنيين وتسمح بتوصيل المساعدات الإنسانية بشكل أكثر فعالية واستدامة»، وجدّد تأكيد.. «التصميم على ألّا تكون هناك جبهة ثانية أو ثالثة»، في حين شكك أحد المسؤولين الأمريكيين بمدى فعالية العملية، وشدد مسؤولون آخرون على أنّ «هالة القوّة التي كانت تحيط بالجيش الإسرائيلي» اهتزّت بعد 7 تشرين الأول الماضي.
ووفقاً للخبير العسكري رومان شكورلاتوف «فإن كلاً من نتنياهو والقيادة السياسية في (إسرائيل)، وفي المقام الأول جنرالات الجيش الإسرائيلي وأجهزة المخابرات، يدركون جيداً أن الكارثة ستحدث بمجرد انخراط (إسرائيل) بشكل كبير في العملية البرية، وبمجرد دخولهم غزة، والمعارك لن تنتهي بشكل جيد بالنسبة للجيش الإسرائيلي حيث ستكون هناك خسائر فادحة في المركبات المدرعة والجنود.. الجميع يفهم جيداً كيف ستكون ردة فعل المجتمع الإسرائيلي، الذي يعاني حساسية شديدة تجاه الخسائر البشرية، والذي ينتظر انتصارات سريعة، لكن هذا لن يحدث».
لا يمكن التقليل من خطورة الوضع، ولاسيما أن كل الخيارات واردة ومفتوحة، وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمحاكم الدولية ذات العلاقة كل تصريحات مسؤولي الاحتلال على محمل الجد، واتخاذ ما يلزم من إجراءات عاجلة لوقف حرب الإبادة التي يرتكبها هذا الكيان في قطاع غزة، ومحاسبته على جرائمه الفظيعة لأن الصمت أو التقاعس الدولي سيعدّ تشجيعاً لمواصلة مجزرة القرن وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وسيجعل المنطقة بأسرها على بركان لهب يهدد الإقليم والعالم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج «الصحة» تطلق الأحد القادم حملة متابعة الأطفال المتسرّبين وتعزيز اللقاح الروتيني دمّر الأجور تماماً.. التضخم لص صامت يسلب عيش حياة كريمة لأولئك الذين لم تواكب رواتبهم هذه الارتفاعات إرساء القواعد لنظام اقتصادي يهدف إلى تحقيق الحرية الاقتصادية.. أكاديمي يشجع على العودة نحو «اقتصاد السوق الاجتماعي» لتحقيق التوازن بين البعد الاجتماعي والاقتصادي