الوسواس القهري
تشرين- د. رحيم هادي الشمخي:
مرض نفسي يجعل الشخص يخوّن ولا يثق بمن حوله، لأن الشك سمّ قاتل يدمّر ويهدم العلاقات، وهو عدم اليقين وانعدام الثقة.. هو اضطراب يصيب الشخص يجعله غير قادر على تصديق من حوله، وفي الوقت نفسه لا يمتلك الدليل كي يقوم بتكذيبهم، وهو أيضاً تخوين وعدم ثقة، ويجعل الشخص غير قادر على الشعور بالأمان ولا يصدّق محبة الآخرين.
وهو حالة نفسية تصيب الإنسان باضطراب بين التصديق والتكذيب، والتأمين والتخوين، وهو أمر منطقي حتمي طالما ظلّ في حدوده الطبيعية من دون أن يتحوّل إلى مرض حقيقي يشبه الوسواس القهري، بحيث يترتب عليه عواقب لا تُحمد عقباها.
والبعض، وخصوصاً الزوج أو الزوجة يعتبرون أن شكّهم ما هو إلا غيرة على الحبيب، لكنه مع الأسف سمّ قاتل يقتل الحب لا محالة، وعلى هذا الأساس فالشك هو ضعف الإيمان وعدم الشعور بالأمان، فالغيرة شيء جميل ولا نستطيع أن ننكر أنها نوع من أنواع الحب، لكن الغيرة في حدود المعقول، أما إذا تعدّت الحدود أصبحت صفة ذميمة، وتحوّل الحب إلى جحيم، لأنها تتحول إلى وسواس قهري يترتب عليه عواقب جسيمة، فنرى الزوج أو الزوجة إذا تسللت إلى داخلهما الشكوك نحو بعضهم بعضاً، بدأ الشخص الشكّاك وضع الآخر تحت المراقبة ويبدأ التفتيش وراء شريك حياته ومراقبة كل تحرّكاته وأفعاله وأصدقائه ورسائله وتعليقاته، وهذا بالطبع يولّد الغضب والنفور بين الطرفين، وقد يصل كثيراً للطلاق وهدم الأسرة.