برعاية الرئيس الأسد.. افتتاح أعمال المؤتمر الثاني عشر لنقابة المعلمين

تشرين – يوسف الحيدر:

تحت رعاية السيد الرئيس بشار الأسد وبحضور رسمي كبير، افتتح المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين في الجمهورية العربية السورية اليوم أعمال المؤتمر الثاني عشر له تحت شعار “بالعلم والوعي والمعرفة نحصّن أبناءنا ونبني الوطن”، في مجمع صحارى بريف دمشق وسط مباركة ودعم كبيرين لدفاع أهل فلسطين عامة عن أرضهم وتضحيات أبناء غزّة بشكل خاص.

معلمو سورية: نبارك نضال وصمود وتضحيات الشعب الفلسطيني

إذ وجّه معلمو سورية خلال الافتتاح رسالةً إلى إخوتهم في فلسطين تقول: من قاسيون الصمود إلى الأقصى المقاوم، من أريج الياسمين الدمشقي المزكّى بدماء شهدائنا إلى أهلنا.. أبنائنا.. معلمينا القابضين على جذوة النصر في فلسطين العربية، معلمو سورية ومن مؤتمرهم الثاني عشر يباركون نضالكم وصمودكم وتضحياتكم ويقدسون أرضاً مباركة ارتوت بدماء زكية لأرواح ارتقت إلى العلياء لتكون شاهداً على النصر القريب، لكم من دمشق إلى القدس ألف سلام، عاشت فلسطين حرّة أبيّة، الخلود للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى”.

الهلال: الانتماء المبني على الوطنية والعروبة
الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال ممثل راعي المؤتمر، أكد أنّ ما يرمز إلى أهمية المؤتمر أنه ينعقد برعاية المعلم الأول، القائد الذي أبدع في علم وفن صناعة التاريخ، رئيس الجمهورية السيد الرئيس بشار الأسد، ولا شكّ في أنه سوف يعلن في قراراته وتوجهاته بداية مرحلة أكثر تطوراً في مجال التربية والتعليم.
وبيّن الهلال أنّ الأهم من عقد الاستحقاقات في وقتها أن نعزز مضمون هذه الاستحقاقات، ولاشكّ في أن مجال التربية والتعليم يحتلان المركز الأول بين هذه المجالات، لأنّ التربية والتعليم يهتمان ببناء الإنسان الذي هو الأساس في الحياة، موضحاً أنّ المعلمين لا تقتصر مهمتهم على زراعة بذور العلم والمعرفة لدى الأجيال، بل الوعي أيضاً الذي يبث في نفوس الأجيال روح المقاومة والثقة بالنفس والإيمان المطلق بالقدرة على تخطّي الصِعاب والتمسك بقيمنا وعروبتنا جوهراً لوجودنا، وكي يكون الوعي صائباً لا بدّ أن يكون وطنياً وعروبياً، بحيث يؤكد العلاقة التكاملية بين الانتماء المبني على الوطنية والانتماء المبني على العروبة، وقد أشرتم إلى الأمرين في شعار مؤتمركم، مؤكدين بذلك أهمية هذا التكامل بين المعرفة والوعي.
وأشار الهلال إلى أهمية التربية والتعليم، فإذا أراد أعداء الإنسانية قتل شعب وإبادته ليس من الضروري استخدام السلاح النووي، وإنّما إفراغ عملية التربية والتعليم من مضمونها عند هذا الشعب، ما يتكفل بانهيار المجتمع بكامله، مشدداً على أنّ الاستهتار بقيم بناء الإنسان وغض البصر عن الغش في الامتحانات وتخفيض نوعية التربية والتعليم وإضعاف حماسة المعلم وإيمانه برسالته، كل هذا سيؤدي إلى أن يموت المريض بيد الأطباء الذين تخرجوا من هذه المدارس والجامعات وتنهار المباني على يد المهندسين وسيُهدر المال على يد الاقتصاديين وتموت الإنسانية والأخلاق على يد الوعّاظ وضياع العدالة على يد القضاة، وهذا ما يعمل عليه أعداؤنا ويسمونه القوة الناعمة، ولهذه القوة جانب خطير آخر، هو تحطيم المنظومة الثقافية ومنظومة القيم العربية عبر الترويج لليبرالية الحديثة، والفردانية المبتذلة التي تعارض إنسانية الإنسان في كل مكان، وتحوّل المجتمع إلى مجموعات من المخلوقات الأنانية المنفلتة من عقالها دون رادع أخلاقي أو ثقافي، وقد تحدّث السيد الرئيس بشار الأسد في أكثر من مناسبة حول مخاطر هذه الليبرالية وعبر عن فكر مبدئي وواقعي يحلل الإشكاليات والتحديات ويرسم طريق مواجهتها، وعلى المعلمين إيصال هذا الفكر للشباب الذين  تتواصلون معهم بشكل يومي.
وطالب الهلال المعلمين بحماية الأجيال الصاعدة من سيطرة مشاعر اللامبالاة واللا إنتماء، لأنّ هذه العدمية إذا أصابت أمة قضت على حيويتها وعنفوانها قضاء مبرماً دون أن تشعر، ويزداد خطر هذه اللامبالاة عند الأمة العربية لأنها واحدة من الأمم قليلة العدد، التي أسهمت في بناء الصرح الحضاري للبشرية. ولولا اللبنة العربية الكبيرة في هذا الصرح، لما وصل العالم إلى ما وصل إليه اليوم من تقدم في مجال العلوم والأدب والفلسفة، فعلماء عصر النهضة في أوروبا وفلاسفتها كانوا إما يتكلمون العربية، أو أن معهم مترجماً من العربية، يرافقهم بشكل دائم، وهذا دليل واضح وراهن على أهمية وثقافتنا، فما دامت الإنسانية مستمرة فإن الرسالة التي مضمونها إنساني ستستمر حكماً.
وأكد الهلال أنّ مقاومتنا من أجل حقوق أمتنا هي في الوقت نفسه مقاومة من أجل الإنسان والإنسانية في كل مكان. واليوم من الواضح أن من يمثل الأمة هو المقاومة..

إذ لا يمكن معرفة أحوال الأمة إلا عبر معرفة أحوال من يمثلها، والعالم اليوم يشهد أي إرادة صلبة تلك التي تمتلكها المقاومة والشعب المقاوم وحتى لو استخدمنا أكثر المعايير العالمية دقة، لا بدّ للجميع من أن يقرّ بأنّ المقاومة اليوم ظاهرة أسطورية بكل ما للكلمة من معنى، هذه المقاومة هي التي تمثل جوهر الأمة ومعدنها، وهذا الجوهر يظهر بأجلى صورة في الأوقات الصعبة والتحديات الوجودية الهائلة، حيث تركز الصهيونية وحماتها ورعاتها وقوى الإرهاب بمختلف أنواعها كل قواتها على فلسطين وقبلها جنوب لبنان، وما زالت الحروب بأنواعها موجهة ضد سورية وشعبها العظيم، مشيراً إلى أنّ المقاومة في فلسطين والتصدي الأسطوري للإرهاب والاحتلال، والحروب الاقتصادية والسياسية في سورية طوال اثني عشر عاماً، يؤكد أن القوى المقاومة تظهر وعياً صائباً في تقدير الأوضاع، وتفهماً مناسباً لحقائق الأحداث وترسم استناداً إلى هذا الوعي، أشكال الممارسة والفعل المنسق والمتكامل بين قوى المقاومة بما يخدم الهدف الواحد والمعركة الواحدة ضد العدو الواحد.
وبيّن الهلال أن الثمن الذي يدفعه هذا الشعب ضخم جداً، لكن أليس الاستسلام والاستكانة أمام عمليات الإبادة أكثر ثمناً؟ ولو استسلمت سورية منذ بداية الحرب الإرهابية لكان على المعلمين القادمين من حلب اليوم أو من اللاذقية أو دير الزور وغيرها أن يحصلوا على جواز سفر وتأشيرات عبور حتى يصلوا إلى دمشق، مؤكداً أنّ ما يحدث الآن يظهر أن جوهر الأمة العربية جوهر مقاوم وأنّ قضية فلسطين ما زالت حية وراهنة وأن الأجيال لم تنسَ كما كان الصهاينة يظنون، بل للصهاينة أنفسهم أن كيانهم طارئ ومؤقت وغريب وأنه زائل في النهاية.

وزير التربية: دور مهم للنقابة في دعم المعلمين ورفد فرصهم في مختلف المجالات

وزير التربية محمد عامر مارديني أشار إلى دور نقابة المعلمين كمؤسسة وطنية تمثل شريحةً أساسية في المجتمع، حملت على عاتقها مسؤولية تنشئة الأجيال الشابة التي يقوم على طاقاتها مستقبل وغد سورية الحقيقي الذي نتطلع إليه جميعاً، مؤكداً أهمية دور النقابة في العمل على دعم المعلمين ورفد فرصهم في مختلف المجالات للارتقاء بمنزلتهم في المجتمع وتلبية احتياجاتهم الصحية والمهنية المختلفة.

نقيب المعلمين: جنود في معركة بناء الإنسان
وحيد زعل نقيب معلمي سورية أكد أنّ أعمال المؤتمر بدأت بمزيد من المسؤولية والواجب للارتقاء بعملنا النقابي في كل مستوياته من خلال مناقشة جادة بهدف رسم استراتيجية عمل وآلية تنفيذ في إطار العلاقة مع وزارتي التربية والتعليم العالي لتعزيز مكانة المعلم المؤتمن على تنشئة جيل يواجه التحديات كافة وينتمي للوطن ويحافظ على ثقافته وعاداته ولغته العربية وانتمائه القومي.
وشدّد زعل على أنّ المعلمين كما وصفهم الرئيس بشار الأسد جنود في معركة بناء الإنسان والعقل والفكر وفي معركة تصحيح مفاهيم الجهل والتخلف والدفاع عن هويتنا وثقافتنا وانتمائنا عبر تحصين أبنائنا بالوعي والعلم والمعرفة.

مروحة حوار واسعة
عدد من النقابيين من مختلف المحافظات أكدوا أهمية هذا المؤتمر، ولاسيّما مع الرعاية الكريمة للسيد الرئيس، إضافةً إلى الحضور الرسمي والإعلامي الكبيرين، ما يحتم على المجتمعين السعي  لمناقشة مختلف مجالات عمل المعلمين والعمل على وضع مقترحات وتوصيات لتذليل الصعوبات كلها وتأمين جميع الوسائل المناسبة للعمل، متمنين التوفيق للجميع في مناحي عملهم.
بعد الافتتاح بدأت لجان المؤتمر أعمالها من خلال عدة نقاشات جرت بين أعضائها وهذه اللجان هي اللجنة السياسية والعلاقات الخارجية واللجنة التنظيمية ولجنة التربية والتعليم العالي والثقافة والإعلام واللجنة المالية والمشاريع وشؤون الأعضاء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار