التنمر والسلوك الخطر ظاهرة تهدد الطلبة في مدارسهم
تشرين- محمد فرحة:
تكثر شكاوى إدارات المدارس من تنامي سلوكيات التنمر ضمن الصفوف وعلى أبواب المدارس، بشكل يصل إلى مشادات وضرب بين أبناء الجيل في مدرسة واحدة وقد يكون ذلك في شعبة صفية واحدة، الأمر الذي يتطلب من الإدارات تفعيل لائحة سلوك يهدد فيها الطلبة بالحرمان وإنزال عقوبات تربوية شديدة كي لا تبقى ظاهرة التنمر، هذه العلامة الفارقة اليوم في مدارسنا، حيث وصلت بهؤلاء الطلبة إلى تهديد مدرسيهم، حسب وصف مديرة مدرسة زكي الأرسوزي في مدينة مصياف بحماة .
فليس من المعقول والمقبول أن تتجه دوريات الأمن الجنائي يومياً صباحاً إلى أبواب بعض المدارس، فدورها أسمى من ذلك، لكن كما يبدو فإن ظاهرة التنمر لم يلتفت إليها أحد من التربويين، وهي النتيجة الطبيعية لسلوكيات غير صحية جاءت بعد إلغاء مادة التربية العسكرية من مدارسنا وفقاً لتعبير التربوية دلال عباس.
وبكل تأكيد فإن هذه السلوكيات باتت من أسباب تراجع التحصيل الدراسي للأبناء، بل قد تصل بهم، أي بالجيل المتنمر، إلى حد عدم الذهاب إلى المدرسة إلا إذا كانت هناك مشادة ومشاجرة جديدة استكمالاً لما حدث أمس، ولم يقتصر التنمر على القوة، بل اللفظي أيضاً بكلمات نابية وسوقية لا يتصورها عقل.
ليطرح السؤال الكبير نفسه هل تقابل هذه السلوكيات إجراءات من إدارات المدارس أو من الأهل في البيت الذين يعللون ذلك بأنها تصرفات مراهقين من دون أن يدركوا خطورتها على النفس وعلى المجتمع؟!
بل يصح السؤال التالي: لماذا يجنح الأبناء الطلبة نحو العنف في ظل تراجع بعض إدارات المدارس عن القيام بواجبها، بل إن هناك بعض الطلاب امتنعوا عن الذهاب إلى المدرسة بسبب العنف والتهديد من قبل الغير؟
مدرس آخر في إحدى ثانويات مدارس مدينة حماة أكد أن للأهل دوراً كبيراً في الحد من ظاهرة التنمر عند أولادهم، متسائلاً: أين دور المرشدين النفسيين ودور منظمة الشبيبة التي كان لها الدور الكبير يوماً ما في عملية توعية الجيل وتثقيفه، حيث لم نرَ لها حضوراً اليوم؟
مرشدة نفسية في مدرسة أخرى طلبت عدم ذكر اسمها قالت: حتى نحن نتعرض للتنمر من بعض الطلاب، فهذه ظاهرة من أخطر المراحل التي يمر فيها أبناء الجيل.
الخلاصة: تتحمل مسؤولية هذا التنمر الخطر على الجيل وعلى المجتمع معاً الأسرة أولاً وثالثاً ورابعاً ليأتي بعد ذلك دور الموجه والمرشد النفسي وإدارة المدرسة، وبفصيح العبارة إن سحب العديد من صلاحيات المدرسين وإدارة المدرسة جعل حالة التنمر تتنامى وتتوسع وهذه ضريبة سحب هذه الصلاحيات، فعندما تصل الأمور بالطالب أن يهدد مدرسه أو معلمه فعلى التعليم السلام