فتح مسارات للحلم ..رؤية مختلفة للتخطيط العمراني ومسار لربط سورية بطرق جديدة مسار طرطوس – بغداد جريء ولم تبادر جهة واحدة لاحتضانه

تشرين – ابتسام المغربي:

التخطيط العمراني واستثمار الموارد، وتثبيت الهوية العمرانية وأثر البيئة المفترض في العمران.
يثير الحزن كثيراً امتداد العمران الفاقد للهوية والثابت في كل المحافظات على اختلاف الجغرافيا والبيئة.
نبني لسدّ احتياجات السكن المتزايدة من دون استراتيجيات توضع لتكون شاملة للطرقات والموارد والاحتياجات! للأسف الهوية تم وأدها، والموارد استنزفت.
في وسط هذا الركود برقت مبادرة جريئة من فريق عمل، قدم رؤية متكاملة لتطوير ونمو منطقة كبيرة، تمتد من طرطوس إلى بغداد.
المبادرة تتضمن مدناً وضواحي وصناعات، ولجرأة المبادرة واحتياجنا لمثلها التقت” تشرين ” المهندس وسيم الحسن رئيس فريق الدراسة لمسار طرطوس – بغداد، الذي قدم مبادرته الشهر الماضي في نقابة مهندسي دمشق.

الشغف أولى خطوات النجاح
يبدو الحسن شغوفاً بالعلم والجديد والابتكار، قدّم مشروعه حول مسار طرطوس – بغداد، الذي نحتاج إلى أفكاره ومقترحاته، حيث جسّد المشروع طموحاً كبيراً وقلباً لكل مفاهيم التخطيط والتنظيم العمراني التقليدي، حيث وضع الحلول الحالمة، والتي تحتاج إلى الكثير من المقومات لتكون واقعاً.
الحلم هو واقع الحل، يتحدث الحسن عن مشروع قرية من بيئة مختلفة ستحدث في طرطوس، ومناطق سكنية تقليدية على مسار الطريق، واستثمارات ستتم في موقع المسار، ولأنه يعمل بروح الفريق عرض فريقه إدارة مشروع محور التنمية طرطوس – بغداد لمحة عنه، مقترحاً رؤية لأجل إنشاء مساكن اقتصادية للمتضررين من الكارثة – مبانٍ ريفية مستدامة، ومشاريع سكنية للمتضررين والمهجرين في إطار مبادرة المدينة الخطيّة المستدامة وتواصل مناقشاتها لإحداث مجتمعات عمرانية صديقة للبيئة.

مدينة خطية مستدامة
في هذا الإطار تحدث الحسن حول المشروع بأن مبادرة محور التنمية طرطوس- بغداد، التي أطلقتها مجموعة من الشباب العاملين في الجهات العامة ومن المتطوعين المهتمين بتقديم الرؤى العلمية لتنمية التجمعات السكانية، حيث تستمر فعاليات المبادرة من خلال التواصل مع الجهات العامة والمؤسسات العلمية والبحثية، ومنظمات المجتمع الأهلي والقطاع الخاص القادرة على تنفيذها مستقبلاً.

ورشات مستقبلية
بالإضافة إلى عقد اللقاءات وورشات العمل، وذلك انطلاقاً من رؤية هؤلاء الشباب لدورهم في مواجهة الحرب الإرهابية، التي تتعرض لها سورية، عبر تقديم نموذج لإحداث مجتمعات عمرانية مستدامة في البادية السورية.

دعم قطاع السكن ولكن لا مجيب
وحول الجهات التي تتعامل معهم، والمعنية بالمبادرة، أكد الحسن أن المبادرة ستسهم في دعم القطاع السكني من خلال سد الفجوة التنظيمية الناتجة عن عدم وجود أراضٍ كافية معدة للبناء مزودة بالخدمات، ففي المستقبل في حال تنفيذ المشروع فإنه سيشكل مساراً للتنمية في قطاعات عدة،
أهمها سيكون قطاع الطاقات المتجددة وطاقة الهيدروجين وصناعة التكنولوجيا وصناعات الملح والرمل، موفّرة بذلك فرصاً خضراء للعمل وإحياء طريق الحرير.

إعمار البادية
لإطلاق المبادرة تم تشكيل فرق عمل تسعى إلى تقديم رؤيتها المتخصصة في مجال إعمار التجمعات السكانية في البادية السورية، وتشمل هذه الفرق، بالإضافة إلى إدارة المشروع وإدارة الحاضنة العلمية، فريق المناخ والبيئة و فريق الصناعة والطاقة وفريق المياه والغذاء، بالإضافة إلى فريق المخطط الإقليمي وفريق نظم المعلومات الجغرافية وفريق مصادر التمويل، إلى جانب فرق العلاقات العامة والإعلام و بنك أفكار محور التنمية.
الحسن أكد وجود محاور ولجان تتابع في دراسة وخلق بيئة تتناسب وإمكانية بناء مجتمعات إيكولوجية، تستخدم المواد البيئية المحلية وتراعي الحفاظ على البيئة، وتدرس الموارد وإمكانية استثمارها.

الخبرات تعبّر عن رأيها
رغم الحذر الكبير من معظم الحاضرين، أكدت الدكتورة عبير عرقاوي سعادتها بما وصفته حلماً كانت تراه واسعاً وتخيلياً، وشجعت صاحب المبادرة على الإصرار والمتابعة لتحقيق الحلم، فيما أكد نقيب مهندسي دمشق السابق ماجد تينة على تشجيع النقابة للمبادرة وضرورتها لتحقيق عمران مختلف، وحماية القديم، وهذا يتطلب التركيز على أثر البيئة وأهمية فتح مسارات للحلم.
وأكد معظم المناقشين على أهمية المبادرة ووضع استراتيجية لتنفيذها.

لم إهمال المبادرة..؟
لفتني جداً هذا الإهمال للمبادرة، فلا متابعة ولا رعاية ولا قبول ولا رفض، رغم حاجتنا إلى تغيير مفاهيم التخطيط العمراني وأهمية فتح مسارات جديدة للعمران وللطرق، وربط سورية بمسارات طرقية جديدة، تصلها بكل البلدان الصديقة، وتمنع التحكّم بمسار البضائع، وبالتالي عوائد عالية واقتصاد ينمو، ألم نطلع على تبجّح أعدائنا بمسار جديد يربطهم بدول عربية وينحي قناة السويس كمنفذ عبور بحري هام؟
لمَ نهمل المبادرات؟ مهما كانت سلبياتها فهي مبادرة تقدم رؤية وحلولاً وتفتح مسارات، نحن بحاجة لها؟
لنخرج من عقد وظلام وسواد الخطوط الثابتة في التنظيم العمراني وفي فتح الطرقات التي تنفذ، وصولاً إلى قرى وبلدات، ولا تدرس كمسار متكامل، يخدم الاقتصاد ومسار البضائع ويحقق اختلافاً في الاقتصاد وتطويراً في المجتمع، وحتما لايمكن نسيان أثر التخطيط العمراني السيئ في استنزاف الموارد وتغييب الهوية وسد المسارات عوضاً عن فتحها، وحتى لا يخفى أثره العميق في بؤر أزمتنا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سيتم إطلاقها بالتوازي مع المنصة الوطنية للحماية الاجتماعية.. وزير الاتصالات والتقانة: منصة الدعم النقدي ستكون جاهزة خلال الأشهر الثلاثة القادمة بسبب ارتكاب مخالفات واقتراع الناخبين ذاتهم أكثر من مرة.. القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من مراكز حلب وريفها المقداد يعزي البوسعيدي بضحايا حادث إطلاق النار الذي وقع في محافظة مسقط ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج