لا تعليم بدون تربية.. العنف الجسدي واللفظي والتعدي على الموجودات المادية أخطرها.. سلوكيات الطلاب المزعجة نذير خطر يهدد المنظومة التربوية

تشرين- بشرى سمير:
لا يمكن أن يكون هناك تعليم من دون وجود تربية، لذلك سميت الوزارة المختصة بالتعليم في مراحله الأولى بوزارة التربية، ليتكامل دورها مع دور الأسرة في التربية والتعليم، ولا تعليم من دون تربية فهما وجهان لعملة واحدة.
لكن ما تشهده اليوم مدارسنا من فوضى وسوء تربية ينذر بالخطر لوجود جيل قادم ينقص نسبة كبيرة منه الكثير من التربية والتهذيب.

أحد مديري التربية: غير قادرين على ضبط بعض المدارس التي ينتشر فيها الشغب

ومع انتشار ظاهرة الشغب والفوضى في الكثير من المدارس، باتت مديريات التربية عاجزة عن التصدي لها، وذلك حسب اعتراف أحد مديري التربية الذي أشار إلى أنه غير قادر على ضبط بعض المدارس التي ينتشر فيها الشغب، بفعل تجاوزات سلوكية تجسد الخلل في نظام التربية، من ظاهرة تطاول الطلاب على المدرسين باعتداءات لفظية واعتراضات على المعلمين وتعنيفهم، وذهاب هيبة المدرس، إلى ظاهرة سحب الخناجر والسكاكين بين الطلاب أنفسهم، أو تشكيل عصابات للتعدي على زملائهم، والغريب أن بعض الطلبة يسجلون جرائمهم، سواء بالاعتداء على زملائهم أم معلميهم، بالصوت والصورة، ويتباهون بنشرها من دون إدراك خطورة ما يفعلونه.
الهروب من المدرسة
ولا ننسى حادثة قيام بعض الطلاب في إحدى المدارس بريف دمشق بإنشاء فتحة كبيرة في جدار المدرسة للهروب منها من دون أن يجرؤ مدير المدرسة على إغلاقها خوفاً من انتقام الطلاب، كذلك ظاهرة التدخين داخل حمامات المدارس، وسط تغافل الإداريين والمشرفين على المدرسة، والأمر لا يقتصر على مدارس الذكور بل تعداه إلى مدارس الإناث.
ومن المظاهر اللافتة للنظر، قيام بعض الفتيان بقصّ شعرهم بطريقة غريبة وصبغه بألوان لافتة للنظر لا تتناسب مع طالب ذاهب إلى المدرسة بتقليد أعمى للغرب، أو ارتداء ثياب ممزقة.

موجهة: عدم اعتماد علامة السلوك دمّر التربية وأغلب الطلاب لا يهتمون بالعلامة

علامة السلوك
الموجهة مها الحسن أشارت خلال حديثها لـ”تشرين” إلى أن عدم الاعتماد على علامة السلوك دمّر التربية، لأن أغلب الطلاب أصبحوا لا يهتمون بعلامة السلوك التي غالباً ما تكون شكلية، وفي الأغلب يتم استدعاء ولي الأمر للتوقيع على تعهد بعدم قيام ابنه بهذه التصرفات مجدداً، مع التنبيه عليه بذلك، لكن سرعان ما يتكرر الأمر وتعود “حليمة إلى عادتها القديمة”.
وترى المرشدة النفسية نيفين عباس أن تطاول الطلاب يدل على وجود خلل في طريقة التربية التي تلقوها في المنزل، وأن علامات السلوك في المدارس باتت عاجزة عن ردع هذه النماذج الطلابية وإعادة تقويمها. وغالباً ما يمارس الشغب الطلاب الذين لا يعيشون حياة أسرية طبيعية، منها وجود طلاق بين الوالدين أو وجود خلافات مستمرة ضمن المنزل، أو محاولة للفت النظر إلى أنفسهم، ومن الممارسات أيضاً التأخر عن المدرسة أو التغيب من دون إذن، أو الهروب من المدرسة وعدم إحضار الكتب والأدوات، والدخول والخروج من الفصل وقت الحصة من دون استئذان، والإهمال في أداء الواجبات المدرسية، وإحضار الهاتف النقال إلى المدرسة، والكتابة على الجدران المدرسية والأثاث المدرسي، والشجار وتهديد الآخر بالقول أو الفعل، والتلفظ بأسلوب غير لائق مع الزملاء والمعلمين.

ليس مجرد سلوكيات
وأكدت المرشدة الاجتماعية نوال المهدي أن ما يحدث ليس مجرد سلوكيات عادية، بل هو جرائم لا يجوز وجودها داخل الحرم المدرسي، مبينة ضرورة إيجاد حلول مساندة للائحة السلوك التي منحت الطالب كل الحقوق، وسلبت المعلم هيبته، وأثرت سلباً في مفاهيم احترام المدرسة ومكوناتها، في ظل غياب دور الأسرة وانسحاب الآباء من أدوارهم التربوية، التي تملي عليهم محاسبة أبنائهم ومراقبة سلوكهم الخاطئ بشكل مستمر. وبالتالي لا بد من عقوبات رادعة للطالب المشاغب حتى لا يتجرأ على تكرار المخالفة من دون خوف، أو مجرد تفكير في المخاطر، مؤكدة أهمية عقد لقاءات مع أولياء الأمور تمنع دخول الطالب إلى المدرسة ما لم يُحضر الطالب والديه للمدرسة، وتوقيع ولي الأمر والطالب على تعهد باحترام الحرم المدرسي والمعلمين والكوادر التربوية الأخرى، وتكثيف الحملات لردع تلك السلوكيات، مع الحد من المسلسلات المنافية لعادات وتقاليد المجتمع، التي تشجع على العنف، والتركيز على تكثيف حملات الإرشاد السلوكي بشكل دوري، وتفعيل دور الاختصاصي النفسي والاجتماعي في المدارس، وإبرام اتفاقيات مع اختصاصيين نفسيين لدراسة ومعالجة السلوكيات الخاطئة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سيتم إطلاقها بالتوازي مع المنصة الوطنية للحماية الاجتماعية.. وزير الاتصالات والتقانة: منصة الدعم النقدي ستكون جاهزة خلال الأشهر الثلاثة القادمة بسبب ارتكاب مخالفات واقتراع الناخبين ذاتهم أكثر من مرة.. القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من مراكز حلب وريفها المقداد يعزي البوسعيدي بضحايا حادث إطلاق النار الذي وقع في محافظة مسقط ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج