“حكومة مصغّرة” تستنفر في وزارة الزراعة لدرء كساد الحمضيات .. تعويل على التصدير و”السورية للتجارة” لإنقاذ الفلاح والمحصول

تشرين- لمى سليمان

ما بين مقترحات نفذت ومقترحات ما زالت تنتظر أن يتم تنفيذها.. جرى العرض التقديمي للمهام التي كلفت بها وزارات مختلفة لتسويق محصول الحمضيات العام الماضي و معها مقترحات تسويق محصول العام الحالي.. وعلى ما يبدو ومن مطالبات الحاضرين فإن النقل هي المشكلة الأكبر للتسويق والحل المنقذ هو التصدير أولاً والسورية للتجارة ثانياً مدعومة بالمؤسسة الاجتماعية العسكرية.
وخلال اجتماع ضم وزارات الزراعة والصناعة والتجارة الداخلية والإدارة المحلية مع ممثلين عن اتحاد الفلاحين وغرف الزراعة ومحافظي طرطوس واللاذقية، تحدث وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا عن الواقع الإنتاجي والتسويقي للحمضيات في سورية مؤكداً أهمية التنسيق والتعاون بين كل الجهات المعنية لتنظيم تسويق الحمضيات للأسواق المحلية الداخلية أو الخارجية أو التصنيع كونها تعد محصولاً استراتيجياً على مستوى المنطقة الساحلية بما يحقق عائداً اقتصادياً كبيراً للفلاحين مخففاً تكاليف الإنتاج ومشغلاً للقوى العاملة فيها.
وحدد قطنا متوسط الإنتاج للعام الحالي ب٨٢٥ ألف طن منها ٨٠ بالمئة في اللاذقية و ٢٠ بالمئة في طرطوس وأما المساحات المزروعة فقد بلغت ٤٣،٥ ألف هكتار توفر دخلاً لما يقارب ٥٧ ألف أسرة في طرطوس واللاذقية.
كما لفت إلى مقايضة محصول الحمضيات السوري مع مواد أساسية ذات احتياج كبير مع الجانب العراقي المعروف بكونه السوق الأكثر استيعاباً للمنتج السوري.

خطة تنفيذية
وأكد قطنا في تصريحه للصحفيين أنه تم وضع خطة تنفيذية لتسويق المحصول وأن هناك دعماً كبيراً للسيارات الشاحنة التي ستقوم بتسويق المنتجات إلى دول الخليج والجوار لتصدير الحمضيات ذات السمعة الطيبة، إضافة إلى دعم مباشر للتسويق الخارجي وسيكون هناك خطة للسورية للتجارة لتسويق أكبر كمية وتم تحديد الكمية المراد تسويقها عبر السورية ب٢٠ ألف طن، مع تحديد أسعار استرشادية تضمن أرباحاً مجزية للفلاحين.
وتحدث قطنا عن خطة سماها بالطموحة لاستبدال الأشجار الهرمة بغراس جديدة يتم توزيعها مجاناً على الفلاحين ضمن خارطة تم وضعها على مستوى مناطق الإنتاج بحسب الأصناف الملائمة لكل منطقة لضمان تدرج الموسم وعدم حدوث فائض في الإنتاج. إضافة إلى وجود برنامج للاعتمادية تم من خلاله تنظيم البساتين المزروعة بالحمضيات ضمن شروط فنية معينة لإنتاج مُنتج مطابق للمواصفات وخالٍ من أثر المبيدات وقابل للتصدير إلى الأسواق الخارجية، إضافة إلى دعم الإجراءات المتخذة بمعامل العصائر.

١٠ منشآت لعصائر الحمضيات
وتحدث وزير الصناعة عبد القادر جوخدار عن وجود أشكال مختلفة للتصنيع الزراعي بمجال الحمضيات أهمها العصائر معدداً ١٠ منشآت لعصائر الحمضيات تتركز في حمص واللاذقية والسويداء وهناك خطة وبرامج لاستجرار الكميات التي سيتم استهلاكها داعياً وزارة التجارة الداخلية لاستثمار الصالات الست التابعة لوزارة الصناعة حسب الطاقة القصوى لهذه الصالات بما يخدم تسويق هذه المنتجات.

اهتمام دائم
وأكد وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف الاهتمام الحكومي الدائم بمحصول الحمضيات وتسويقه وتصديره نظراً لأهميته الكبيرة بالنسبة لسكان المنطقة الساحلية، مبيناً أن هناك جملة من الإجراءات التي ستنفذ بما يساهم في تأمين متطلبات المزارعين وضمان نجاح تسويق هذا المحصول، مشيراً إلى أن تكامل الأدوار كفيل بتحقيق أفضل النتائج مع التشديد على ضرورة تكثيف الجهود وقت الذروة في تسويق المحصول خلال الفترة من 15 كانون الأول وحتى 15 كانون الثاني.

عمل تشاركي
وشدد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك محسن عبد الكريم علي على العمل التشاركي بين الجهات المعنية بتسويق الحمضيات وذلك لدعم الفلاح بشكل مباشر، مؤكداً ضرورة التنسيق بين التجارة الداخلية والصناعة لاستثمار الصالات التي تملكها وزارة الصناعة وتفعيلها وضرورة دعم منافذ السورية للتجارة في أسواق الهال لتمارس دورها بالتدخل الإيجابي في تسويق الحمضيات،  وتدخل المؤسسة الاجتماعية العسكرية إلى جانب المؤسسات التي تساهم في تسويق المحصول كونها تمتلك صالات بيع مباشر، لافتاً إلى ضرورة التزام جميع الجهات المعنية بالخطة الموضوعة بما يحقق الهدف وهو إنجاح موسم تسويق الحمضيات هذا العام.

جهود للتصدير
وأكد محافظ طرطوس فراس الحامد أهمية دراسة الأسواق الخارجية والمنتج السوري من حيث الجودة والمنافسة والاهتمام بتصدير الفائض من الإنتاج وفق احتياجات تلك الأسواق، لافتاً إلى استعداد المحافظة لتقديم كل أشكال الدعم لتطبيق الإجراءات التي تم اعتمادها اليوم.
محافظ اللاذقية المهندس عامر هلال بين أن الإنتاج الأكبر في محافظة اللاذقية وهذا يتطلب بذل جهود كبيرة بالتنسيق مع كل الجهات لإنجاح عملية التسويق، لافتاً إلى أن المحافظة ستضع كل إمكانياتها لذلك.

مؤتمر سنوي
وطالب عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد العام للفلاحين أحمد هلال الخلف بإقامة مؤتمر سنوي للحمضيات أسوة بمؤتمر الحبوب لأهميته بالنسبة للمزارعين كما دعا إلى تعزيز العلاقات الإقليمية مع دول الجوار لسهولة تصدير المنتج، لافتاً إلى ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بدعم الفلاح وتحقيق أفضل المكاسب له والحصول على نتيجة تعبه لضمان استمرار عمله، ومؤكداً على استعداد الاتحاد لتقديم كل ما يطلب منه في هذا الخصوص.

مراكز الفرز
رئيس غرفة زراعة اللاذقية دعا إلى الاهتمام بمراكز الفرز والتوضيب وإيلاء عملها الأهمية وتقديم الدعم وميزات تشجيعية في عملها.

تقديم تسهيلات
أما مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا فقد تحدث عن أهمية الاجتماع كون محصول الحمضيات هو الأعلى إنتاجاً من الفواكه حيث يبلغ الإنتاج في محافظة اللاذقية لهذا العام نحو 650 ألف طن، ولكن هناك العديد من الظروف التي تعوق الإنتاجية، منها مستلزمات الإنتاج والتسويق، مشيراً إلى أنه تمت مناقشة الصعوبات التسويقية وطرح الحلول ومناقشة الإجراءات اللازم اتباعها من الجهات المعنية كافة وتضافر الجهود للوصول إلى تسهيل عملية التسويق وتوزيعها على المراكز الداخلية والخارجية، مبيناً أن من أهم المقترحات تقديم التسهيلات اللازمة إلى مراكز الفرز والتوضيب وأسواق الهال ودعم عملية التسويق للأسواق الخارجية لما تتمتع به الحمضيات من مواصفات جيدة حيث يتم اعتماد نظام المكافحة المتكاملة إذ يؤدي ذلك إلى عدم وجود أثر للمبيدات إضافة إلى طبيعة المناخ التي تعطي الذوق المميز للحمضيات السورية.
وأوضح مدير زراعة طرطوس المهندس علي يونس أن إنتاج الحمضيات في محافظة طرطوس يبلغ هذا العام نحو 174 ألف طن بزيادة نحو 20 ألف طن عن العام الماضي، مشيراً إلى أنه تم عرض العديد من المقترحات لتحقيق عائدية جيدة للفلاح في محافظتي طرطوس واللاذقية.
وبين مدير مكتب الحمضيات المهندس نشوان بركات أن الموسم جيد حيث عملت وزارة الزراعة على تأمين الوسائل كافة لنجاح المحصول من تأمين مياه الري بالتنسيق مع الوزارات الأخرى، وتأمين الأعداء الحيوية للحفاظ على الحمضيات خالية من المبيدات.
وأكد مدير عام المؤسسة السورية للتجارة زياد هزاع أن دور المؤسسة يرتبط بالتسويق بشكل مباشر من الفلاحين ضمن ارتفاع أجور النقل الحالية وارتفاع أسعار الصناديق والعمل على تخفيض هذه التكاليف بحيث يحقق الفلاح الحد الأدنى من التكلفة إضافة إلى هامش ربح كبير، حيث تسعى المؤسسة مع وزارة التجارة الداخلية إلى فتح أسواق خارجية مع الدول المجاورة.
وبحسب الإحصائيات فقد سوقت السورية للتجارة ما يقارب ١% من محصول العام الماضي بما يقارب ٧٥٠٠ طن من أصل ما يفوق ٦٠٠ ألف طن.
واستعرض مدير الاقتصاد الزراعي الدكتور أحمد دياب الواقع الإنتاجي والتسويقي للحمضيات لموسم 2023 – 2024، ومقترحات التسويق في كل من محافظتي اللاذقية وطرطوس، وإجراءات وزارة الزراعة على صعيد حصر وتسويق إنتاج الحمضيات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار