«غلوبال تايمز» الصينية عن زيارة الرئيس الأسد للصين: خطوة لتوسيع اعتراف المنطقة بنهج الصين السياسي والتنموي
ترجمة وتحرير: لمى سليمان:
وصفت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية زيارة الرئيس الأسد إلى الصين بأنّها «خطوة لتوسيع اعتراف الشرق الأوسط بمفهوم الصين»، وقالت في مقال نشرته على موقعها الرسمي أمس الأربعاء: يستعدُ الرئيس الأسد للسفر إلى الصين هذا الأسبوع بعد ١٢ سنة من الحرب على سورية.
وتابعت الصحيفة: من المتوقع أن يشارك الأسد في قمة ثنائية بالإضافة إلى اجتماعات أخرى رفيعة المستوى، ونظراً للدور الإيجابي الذي لعبته الصين في التوسط للتوصل إلى اتفاق بين السعودية وإيران في شهر آذار الماضي، فإنّ الخبراء الصينيون يعتقدون أنّ زيارة الأسد من شأنها أن تعمل على توسيع اعتراف الشرق الأوسط بمفهوم الصين المتمثل في السعي إلى التنمية السلمية الإقليمية، ومن المتوقع مناقشة التعاون العملي بشأن مشاركة الصين في إعادة إعمار سورية.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن بيان للرئاسة في دمشق يوم الثلاثاء أنّ الأسد سيسافر برفقة الأولى أسماء الأسد ووفد رفيع المستوى إلى الصين يوم الخميس (اليوم) لعقد سلسلة من الاجتماعات في بكين وتشانغتشو بمقاطعة جيانغسو بشرق الصين، كما ستُعقد قمة سورية- صينية.
وحسب الصحيفة فقد أكدّ المتحدث باسم الخارجية الصينية ماو نينغ، أنّ زيارة الأسد إلى الصين هي إشارة إلى إعادة العلاقات الصينية السورية مرة أخرى إلى مستوى ما قبل الحرب على سورية، عندما كان الجانبان منخرطين في نطاق واسع من التعاون وتقاسما صداقة ثابتة بين الشعبين.
وبدوره قال الباحث في معهد دراسات غرب أسيا وأفريقيا في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، يين غانغ: إنّ البلدين يرحبان بالعلاقات الثنائية، لافتاً إلى أنّه من المتوقع أن يتطرق الرئيس الأسد إلى التعاون العملي عند لقائه مع القادة الصينيين، بما في ذلك استئناف المشاريع السابقة مثل بناء الخزانات وحقول النفط وغيرها من مشاريع البنية التحتية، فضلاً عن مناقشة مجالات التعاون.
وقال يين لصحيفة «غلوبال تايمز»: إنّ زيارة الأسد تأتي في وقت تسعى فيه سورية إلى دبلوماسية جديدة متوازنة وشاملة في الفترة التاريخية الجديدة، والصين بلا شك جزء مهم للغاية، وأن سورية تعطي أهمية كبيرة لمشاركة الصين في إعادة الإعمار بعد الحرب والتواصل مع بقية الدول باعتبار الصين دولة كبرى ومحايدة.
وأكدّت الصحيفة أنّ زيارة الأسد للصين هي امتداد لاعتراف الشرق الأوسط بالمفهوم الدبلوماسي الصيني، اذ يشير الباحث في معهد دراسات السياسة الخارجية التابع لمعاهد شانغهاي للدراسات الدولية ، لي وي جيان، إلى أنّ الصين تدعم بقوة تعزيز التنسيق والاستقلال الاستراتيجي بين الدول العربية من أجل تعزيز الاستقرار والتنمية الإقليميين بشكل مشترك، ولفت إلى أنّ مفهوم الصين المتمثل في السعي لتحقيق التنمية السلمية الإقليمية والوطنية لعب دوراً إيجابياً في دفع المصالحة الإقليمية في الشرق الأوسط. وقال: إنّ دول الشرق الأوسط تسعى الآن إلى إيجاد بيئة جيوسياسية أكثر انسجاماً وعلاقات ثنائية منذ المصالحة المتسارعة في الشرق الأوسط، و إن مطلبهم الأساسي هو تطوير أنفسهم، وهو أيضاً موقف الصين الثابت.
وختمت الصحيفة: موقف الصين الثابت يتناقض بشكلٍ حاد مع الولايات المتحدة، التي لديها صورة استفزازية في الشرق الأوسط ، وتتنصل من المسؤولية التي كان ينبغي أن تتحملها في حين تلتزم الصين باستمرار بحل النزاعات من خلال الحوار الدبلوماسي وتعارض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لسورية، كما يؤكد الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة نورثويست، وانغ جين.