من يختار فروع الدراسة العلامات أم الطالب؟!
تشرين- دينا عبد:
لطالما شكلت امتحانات الثانوية العامة مصدر قلق وتوتر للأهالي والطلاب فهي مرحلة مفصلية في حياة الشباب، لكن رغم ذلك لا تزال تحظى بثقة كبيرة لأنها المعيار الوحيد الأكثر عدالة لنتائج القبول في الجامعات.
علاماتي اختارت لي الفرع
الاختيار لم يكن كما أحب- هكذا قالت جودي التي حصلت هذا العام على شهادة الدراسة الثانوية بمجموع ٢١٩ للفرع الأدبي حيث قالت: علاماتي هي من اختارت لي الفرع، مضيفة إنها اختارت رغباتها حسب ما يؤهلها مجموعها في الثانوية.
ويوافقها الرأي الطالب زين الذي حصل على مجموع قدره ٢٢٩ مشيراً إلى أنه كان يحلم بالتسجيل في السنة التحضيرية لكن مجموعه وضعه ضمن خيارات المفاضلة المتاحة ليختار أحد فروع الهندسة التي لم يقرر ما هي بعد.
وهذا الحال لم يختلف عند سومر الذي كانت رغبته دراسة الهندسة المعمارية إلّا أنها لم تتحقق بسبب تدني مجموعه فقرر اختيار قسم الكيمياء؛ معترفاً بأنه لا يكره الكيمياء لكن طموحه كان الهندسة المعمارية.
وقالت هند التي سجلت اختصاص التعويضات السنية إن إجراءات التسجيل كانت سهلة وخاصة بعد أن أصبح التسجيل عبر رابط المفاضلة.
طلاب: الدرجات التي أحرزناها هي التي حددت مصائرنا وتحكمت في اختياراتنا..
حيث إنه بإمكاننا تسجيل رغباتنا بموجب التطبيق دون الحاجة للذهاب إلى الجامعة وفكرة التطبيق اختصرت علينا وقتاً وجهداً ومواصلات ومصاريف مادية نحن بغنى عنها.
الاختصاصية الاجتماعية أسمهان زهيرة بينت أنه بدا واضحاً أن هناك رغبات متعددة وميولات مختلفة وخلافات أسرية في الصراع الذي ظهر بين رغبات الطلاب ورغبات آبائهم أو بين رغبة الطالب وعلاماته التي تحدد له الفرع الذي سيدرسه بعيداً عن ميوله وقدراته وطموحاته؛ حيث إن اختيار العلامات للفرع الذي سيدرسه الطالب دون رغبة منه سيترافق مع تدني تحصيله الدراسي والشعور بالإحباط والاكتئاب؛ وقد يؤدي إلى الفشل والتسرب من الجامعة أو اللجوء إلى أسلوب عدم إعلام الأهل بخروجه من الجامعة أو نقله لفرع أقرب إلى طموحاته.
استشارية اجتماعية: اختيار العلامات للفرع الذي سيدرسه الطالب
سيترافق مع تدني تحصيله وشعوره بالإحباط..
أما بالنسبة للتأقلم مع الفرع المختار بموجب العلامات فلا يمكن أن يحقق النجاح المطلق حتى لو استمر في دراسته لكون المشكلة تظهر بعد التخرج حيث يجعل المجتمع يترهل بسرعة لعدم وجود الرغبة في تحقيق الإنجازات والإبداع ؛ لذلك حسب زهيرة نجاح الشباب يعتمد على التأقلم مع تخصصه ومسايرته والإنجاز به وهذا بدوره يحفظ صحته النفسية من الاضطرابات التي تصيب الآخرين الذين لم يدرسوا فروعاً تم إجبارهم عليها إضافة إلى ضرورة أخذ الإمكانات والميول والرغبات في اختيار الفرع وليس العلامات( تغير في آليات المفاضلة).
يذكر أنه بدأ التقدم إلكترونياً لمفاضلات القبول الجامعي اليوم ويستمر لغاية يوم الأحد ٨ تشرين الأول منه.