خبراء يفسرون آلية تعامل الجسم عند الشعور بالخطر
تشرين:
عندما يتعرض الإنسان لموقف يدرك من خلاله أنه بخطر، تعمل عدة مسارات على إعداد أجهزة الجسم المختلفة للقيام بعمل بدني مكثف، كما يشعر بأشياء غريبة تحدث لجسمه.
وحسب الخبراء، عندما يرى الإنسان أمراً خطراً أو يتعرض لموقف حرج يثير الرعب داخله، تنتقل المدخلات الحسية أولاً إلى اللوزة الدماغية، التي تكتشف الأهمية العاطفية للموقف وكيفية الرد عليه بالسرعة المطلوبة لذلك.
ونقلت مجلة «ساينس ألرت»، عن خبراء مختصين في الطب النفسي قولهم: تعمل عدة مسارات على إعداد أجهزة الجسم المختلفة للقيام بعمل بدني مكثف، وترسل القشرة الحركية للدماغ إشارات سريعة إلى عضلاتك لإعدادها لحركات قوية، وتشمل: عضلات الصدر والمعدة التي تساعد على حماية الأعضاء الحيوية في تلك المناطق, ويساهم ذلك في الشعور بالضيق في صدرك ومعدتك في الظروف العصيبة.
وأضاف الخبراء: يعمل الجهاز العصبي الودي على تسريع الأنظمة المشاركة في القتال أو الهروب، كما تنتشر الخلايا العصبية الودية في جميع أنحاء الجسم وتكون كثيفة بشكل خاص في أماكن مثل القلب والرئتين والأمعاء.
وتحفز هذه الخلايا العصبية الغدة الكظرية على إطلاق هرمونات مثل الأدرينالين الذي ينتقل عبر الدم للوصول إلى تلك الأعضاء، وزيادة معدل جاهزيتها لاستجابة الخوف، وتعمل الإشارات الصادرة عن الجهاز العصبي الودي على زيادة معدل نبضات قلبك والقوة التي ينقبض فيها.
وأضافوا: في رئتيك تعمل الإشارات الصادرة عن الجهاز العصبي الودي على توسيع المسالك الهوائية وغالباً ما تزيد من معدل التنفس وعمقه، ويؤدي هذا في بعض الأحيان إلى الشعور بضيق في التنفس، ويبطئ التنشيط الودي أمعاءك ويقلل تدفق الدم إلى معدتك لتوفير الأوكسجين والمواد المغذية للأعضاء الأكثر حيوية مثل القلب والدماغ.. ثم تُنقل كل الأحاسيس الجسدية إلى الدماغ عبر مسارات الحبل الشوكي، ويقوم دماغك القلق واليقظ للغاية بمعالجة هذه الإشارات على المستويين الواعي واللاواعي.
وتشارك قشرة الفص الجبهي أيضاً في الوعي الذاتي، خاصة عن طريق تسمية هذه الأحاسيس الجسدية، مثل الشعور بالضيق أو الألم في معدتك، ونسب القيمة المعرفية إليها، مثل “هذا جيد وسيختفي” أو “هذا أمر فظيع وأنا أموت”.
ووفقاً للخبراء، هناك عدد قليل من المناطق الرئيسة في الدماغ التي تشارك بشكل كبير في معالجة الخوف.
فاللوزة الدماغية تطورت لتجاوز مناطق الدماغ المشاركة في التفكير المنطقي، بحيث يمكنها المشاركة بشكل مباشر في الاستجابات الجسدية.
ويشارك الحصين، الموجود بقرب وعلى اتصال باللوزة الدماغية، في حفظ ما هو آمن وما هو خطر، خاصة فيما يتعلق بالبيئة، ويضع الخوف في السياق.
وتثير رؤية أسد غاضب في حديقة الحيوان وفي الصحراء استجابة مختلفة للخوف في اللوزة الدماغية، ويتدخل مثلاً الحصين ويمنع هذه الاستجابة للخوف عندما تكون في حديقة الحيوان لأنك لست في خطر.
وفي حال قرر دماغك أن استجابة الخوف لها ما يبررها في موقف معين، فإنه ينشّط سلسلة من المسارات العصبية والهرمونية لإعدادك لاتخاذ إجراء فورين وتحدث بعض ردود فعل القتال أو الهروب في الدماغ، لكن الجسد هو المكان الذي تحدث فيه معظم الأحداث.