من حلويات الشتاء.. «الملبن» تقليد حمصي مستمر رغم الحداثة
تشرين:
تشتهر كل بلدة من البلدات والمناطق السورية بزراعة محصول معين أو بصناعة تنسب إليها بحكم أنها المصّنع الوحيد والأول لها، وفي هذا المجال يعد صنع (الملبن) الحمصي وأكثر تحديداً ملبن قرى ريف حمص الغربي الأكثر تميزاً في سورية.
«الملبن» عبارة عن رقائق صفراء بسمك مليمترين تصنعها العائلات في محافظة حمص، وتحافظ عليها كتقليد سنوي عند قرب انتهاء موسم العنب، حيث تقوم بقطف العنب ومن ثم غسله وعصره ليصبح سائلاً رخو القوام وتتم بعدها تصفيته من الشوائب وإضافة الطحين إليه ووضعه على النار ليغلي مع التحريك المستمر حتى يصير سائلاً متماسكاً، وبعد ذلك يفرش السائل على قطع من القماش الأبيض في مكان مفتوح حتى يجف ويعبأ بعدها في علب للضيافة.
ويعد «الملبن» من الحلويات الشتوية، إذ تقوم النسوة في ريف حمص بصنعه في فصل الخريف للاحتفاظ به لأيام الشتاء وتقديمه مع مكسرات الجوز واللوز للضيوف إلى جانب المدفأة لكونه من الحلويات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الطاقة والفيتامينات، مشيرة إلى أن صناعته أصبحت مصدر رزق للكثير من نساء القرية حيث يباع لكل المحافظات لشهرته القديمة.
ويعد طقس صناعة «الملبن» من الطقوس القروية المحببة لأهالي ريف حمص، حيث ينتظرون موسم قطاف العنب من كل عام بشغف ليعيشوا أجواءه، حيث تنشغل ربات البيوت به، مؤكدين أنه مهما تطورت الصناعات ودخلت فيها الألوان والمغريات لشرائها إلا أن الصناعات القروية اليدوية تبقى لها النكهة والطعم الخاص الذي يحمل رائحة الأرض والطبيعة والأشجار.