تداعيات عزوف الإنسان عن الكتابة بالقلم والورقة
تشرين:
تراجع استخدام الإنسان للقلم والورقة خلال العصر الحديث، وبدأ يكتب إما بإصبعه على شاشة الهاتف المحمول، أو بلوحة المفاتيح على جهاز الحاسوب، في العمل والبيت والمدرسة والجامعة، الأمر الذي ترك أثره عليه.
ونشر موقع «هيروين» الروسي تقريراً تحدث فيه عن تداعيات عزوف الإنسان في عصر التقدم التكنولوجي عن الكتابة باليد مفضلاً الكتابة باستخدام لوحة المفاتيح أو الهاتف الذكي.
وقال الموقع: إن هذه العادة تؤدي إلى فقدان مهارات مهمة، من بينها، القدرة على التذكر السريع.
وتوصل علماء من النرويج في دراسة شملت 30 امرأة تتراوح أعمارهن بين 19 و54 عاماً إلى أن النساء اللواتي يكتبن بطريقة سريعة باليد يقرأن بشكل سريع ويعالجن المعلومات بسهولة كبيرة.
وخلال الدراسة عُرضت على المشاركات ثلاث طرق للكتابة، الأولى باستخدام قلم على الورق، والثانية باستخدام لوحة مفاتيح حاسوب محمول عادية، والثالثة باستخدام لوحة مفاتيح حاسوب لوحي تعمل باللمس، وتبين أن المشاركات اللواتي كتبن الكلمات يدوياً تمكن من استحضار كلمات أكثر، مقارنة بالمشاركات اللواتي استخدمن الأدوات الذكية للكتابة.
عقب ذلك، توصّل العلماء إلى أن الأشخاص الذين نادراً ما يكتبون باليد مهددون بفقدان القدرة على تذكر المعلومات بسرعة، العامل الذي يستوجب تدوين كل ما هو مهم في دفتر ملاحظات أو مذكرات.
معرفة القواعد النحوية والإملائية وعلامات الترقيم
بحسب عالمة النفس الأمريكية كارين جيمس فإنه من الصعب على الأشخاص الذين عزفوا عن الكتابة باليد المحافظة على مهارات القراءة والكتابة، قائلة: ينسى الكثير من الناس قواعد النحو والإملاء وعلامات الترقيم في حال الكتابة فقط باستخدام الحاسوب والهاتف، ويرجع ذلك إلى حقيقة احتواء معظم الأدوات الذكية على نص مدمج للتصحيح التلقائي أو تمييز الكلمات التي بها خطأ، ما يجعل المرء ينسى تدريجياً قواعد الكتابة والقراءة الأمر الذي يتضح عند اضطرار الشخص إلى الكتابة دون مساعدة حاسوب.
القدرة على قراءة النص المكتوب بخط اليد
علماء من ألمانيا أجروا دراسة شملت أطفالاً في سن ما قبل المدرسة وسن المدرسة، توصلوا خلالها إلى أن الأشخاص الذين اعتادوا منذ سن مبكرة على قراءة النصوص المطبوعة فقط دون الكتابة باليد لديهم قدرة ضعيفة على قراءة النصوص المكتوبة بخط اليد، وقد اتضح أن المشاركين الذين استخدموا لوحة المفاتيح حفظوا الحروف المقترحة بشكل أبطأ وكانوا أقل قدرة على إعادة كتابتها على الورق وواجهوا صعوبة في التعرف على الحروف المكتوبة بخط متصل.
القدرة على التعبير عن الأفكار بشكل صحيح
ترى ألين كيلي وهي عالمة الأعصاب من الولايات المتحدة، أنه عند توقف الشخص عن الكتابة باليد، فإنه يصبح من الصعب عليه القراءة والتعبير عن أفكاره بشكل جيد، قائلة :عند الكتابة باليد تنشط مناطق الدماغ المسؤولة عن تفسير الأحاسيس وتكوين الخطابات.
المخيّلة
ترى جين توينغ، وهي أستاذة علم النفس بجامعة سان دييغو، أن عدم الكتابة باليد يضر بالخيال موضحة أن “بعض الناس يكتبون بطريقة سريعة. ومثل هذه المهارة لا تترك الوقت للخيال وإنجاز العمل على أكمل وجه”.
المهارات الحركية الدقيقة
توضح إيفا أوسي أسكفيك، وهي عالمة أعصاب نرويجية، أن المهارات الحركية الدقيقة تساهم في تطوير أنشطة مختلفة، معتبرة الكتابة اليدوية واحدة من أفضل الآليات التي يمكن القيام بها للحفاظ على استمرار هذه المهارة،مؤكدة أن تكون المهارات الحركية الدقيقة مطلوبة لضمان البراعة اليدوية، وتعزيز الذاكرة ووظائف الكلام.