“إسرائيل من الفكرة إلى الزوال” في ثقافي أبو رمانة

تشرين- هبا علي أحمد
أقامت مؤسسة القدس الدولية فرع سورية بالتعاون مع اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق محاضرة في يوم القدس الثقافي بعنوان”إسرائيل من الفكرة إلى الزوال”  للدكتور محمد البحيصي رئيس  جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية، في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة.
وقدم البحيصي عرضاً تاريخياً وقراءة في الواقع حول المشروع الصهيوني،  مشيراً إلى أن هذا  المشروع  أخطر ما مرّ على الأمة العربية لأنه استهدف الأرض والإنسان مستفيداً من كل التجارب السابقة الإحلالية و الاستعمارية، أضف إلى أن أخطر ما تفتق عنه العقل الأوروبي هو تأسيس هذا المشروع لأنه خلاصة تجربة الصراع الغربي مع بلادنا.
ولفت البحيصي إلى أن الغرب الأوروبي عمل على التخلص من عبء  اليهود في بلادهم، لأن الوجود اليهودي غير قابل للاندماج في المجتمعات الغربية، وبالأخص في ظل ظهور النزعة القومية في أوروبا وظهور المسألة اليهودية، لذلك بدأت تدور الأسئلة والخطط ولا سيما في بريطانيا الاستعمارية حول كيفية ترحيل اليهود إلى فلسطين و استخدامهم وتوظيفهم كأداة تخدم مشروعهم الغربي في منطقتنا التي تعد منطقة حيوية في قلب العالم والتي من يتحكم بها يتحكم بمفاتيح العالم كله ولا سيما في أوروبا على اعتبار أن المنطقة مجاورة لها، منوهاً بدعوة نابليون بونابرت ١٨٩٧ لليهود ليكون لهم دور وظيفي في غزوه لمنطقتنا.
وأوضح البحيصي أنه في سبيل حل المسألة اليهودية عقدت الاتفاقيات والمؤتمرات وأدرجت عصبة الأمم المتحدة وعد بلفور في قانون الانتداب وبالتالي أصبح وعداً دولياً وليس بريطانياً ولا بد للدولة المنتدبة على فلسطين والتي كانت بريطانيا تنفيذه، ومن ثم تكثفت الهجرات اليهودية إلى فلسطين في حين أغلقت أبواب الهجرة عليهم في أوروبا والولايات المتحدة، كما لفت إلى مفارقة حول أن الاستيطان  في فلسطين بدأ منذ منتصف القرن السابع عشر أي في عهد السيطرة العثمانية حتى ما قبل وعد بلفور.
وقال البحيصي: الصهيونية فكرة غربية المنشأة وليست يهودية، بل تم توظيف اليهودية ونصوصها وأساطيرها وحشو المشروع الصهيوني بهذه الأساطير لإثبات الصبغة الدينية المقدسة على هذا المشروع لتسهيل المهمة.
وحول الحديث عن نهاية “إسرائيل”، أوضح البحيصي أن هذا الحديث كان يشكل هاجساً حتى مع بداية نشأة الكيان الصهيوني ما دفع بن غوريون لصياغة نظرية “الأمن القومي الإسرائيلي” تقوم على ركائز إستراتيجية وأمنية وعسكرية، مبيناً “أن الدفاع عن أي شيء ضد كل شيء” هو مفهوم أمني مطلق لدى الكيان لأجل “أمن” مشروعه  الذي من عناصره استمرار تهويد الأرض وأسرلة الإنسان إن استطاعوا، تأمين المجال الحيوي عبر المنطقة، استقطاب اليهود عبر الهجرة وهو  ما يواجه تحديات، واستقرار العلاقة مع الدول الراعية للمشروع وإنهاك محيط الكيان عبر الفتن والحرب الاقتصادية وضرب الجيوش وإثارة القلاقل، إضافة إلى بناء علاقات مع الجوار ما أمكن.
وأشار البحيصي إلى أنه من عوامل زوال الكيان أنه كيان مصطنع وظيفي صنعه الغرب للقيام بوظائف بديلاً عنه، الشعب الفلسطيني الذي يشكل عامل خطر على الكيان وبالتالي سقوط الإجماع الصهيوني على صهر الجماعات اليهودية في فلسطين، وأزمة الهوية وتراجع هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة، وفشله في الحروب، وعدم اليقين بالمستقبل وتآكل المنظومة الاجتماعية للكيان وغيرها.
وختم البحيصي حديثه بالقول: الأمم المتحدة شريك أساسي في تأسيس الكيان الصهيوني بتبنيها وعد بلفور ومن ثم إدراج قرار التقسيم وغيره من القرارات المجحفة بحق الشعب الفلسطيني، كما أن بقاء  كيان الاحتلال مرتهن باستمرار دوره الوظيفي دون أن يشكل عبئاً على رعاته .
بدوره، أشار مدير عام مؤسسة القدس الدولية فرع سورية، الدكتور خلف المفتاح، إلى أن الكيان الصهيوني هو وجود بالقوة وليس شرعياً وهذه نقطة غاية في الأهمية تقود إلى عنوان المحاضرة، فالكيان لم يستطع تحقيق عناصر الاستمرار من حيث تجميع اليهود في فلسطين المحتلة وهو في صميم المشروع الصهيوني، ولم يتحول إلى واقع في المنطقة رغم موجات التطبيع إذ ما زال مرفوضا شعبياً، ولم يستطع الكيان انتزاع الشعب الفلسطيني لا من أرضه ولا من الجغرافيا الروحية لفلسطين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
خطاب الدجل والاستعراض بحث سبل تعزيز التعاون بين وزارة الصحة والتحالف العالمي للقاحات بنسبة 5%.. تخفيض أسعار الغزول القطنية للمرة الثانية هذا العام الطيران المروحي يشارك في إخماد حريق بين الحصن والحواش بريف حمص الغربي مصادر خاصة: اللقاء بين الرئيسين الأسد وبوتين حمل توافقاً تاماً حيال توصيف المخاطر والتوقعات والاحتمالات المقبلة وزارة الثقافة تمنح جائزة الدولة التقديرية لعام 2024 لكل من الأديبة كوليت خوري والفنان أسعد فضة والكاتب عطية مسوح الإبداع البشري ليس له حدود.. دراسة تكشف أن الإبداع يبدأ في المهد تضافر جهود الوحدات الشرطية في محافظة حماة يسهم في تأمين وسائط النقل للطلاب وإيصالهم إلى مراكز امتحاناتهم الرئيس الأسد يجري زيارة عمل إلى روسيا ويلتقي الرئيس بوتين بايدن - هاريس - ترامب على صف انتخابي واحد دعماً للكيان الإسرائيلي.. نتنياهو «يُعاين» وضعه أميركياً.. الحرب على غزة مستمرة و«عودة الرهائن» مازالت ضمن الوقت المستقطع