واثقُ الخُطوة يمشي ملكاً
تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
إن البعض من الناس يرون التميز أحياناً يستفزهم، فمنهم من يتفاعل، وتكون غيرته سلبية، وقد تعقب ذلك أفعال ومقاومة للمتميزين، وهناك غيرة إيجابية تفرز الحماس والطموح والتطلع، لذلك لابدّ لأي إنسان متميّز من أن يتحلى بأهم مهارات النجاح، وهي الصبر وقوة الصمود أمام أي تحديات أو صعوبات، وحينما نرى من يقاومون النجاح، نحمد الله ونشكره لأن هذه المقاومة قد تصنع قوة داخلية كامنة للإنسان تجعله أكثر حرصاً وقوة، لكن في المقابل، من الخطأ أن يدخل الإنسان معترك الحياة، وهو يعتقد أنه من مدينة فاضلة، بل الواقعية، فهناك من يفرحون بنجاحه، وهناك العكس، لذا لابدّ من أن يقترب ممن يكونون شركاء في النجاح، ويحذر من أعداء النجاح حتى ولو لبسوا لباس الحب والصداقة، مبيناً أن مدى تأثيرهم على المجتمع يختلف من شخص لآخر، فمن كان مركز التحكّم لديه خارجياً فهو للأسف سوف يتأثر بكل عامل خارجي، وربما غيّر مسار حياته، ومن كان مركز التحكم لديه داخلياً فهو واثق الخطوة عميق التفكير لا تهزه الرياح.
والسلوك غير السوي تجاه بعض الناجحين أو المتميزين هو نتاج التربية منذ الصغر، فمَنْ تربى على العنف مع والديه لينال ما يريده لم يتعلم طريقاً أخرى لتحقيق أغراضه فيلجأ تلقائياً إلى إيذاء الآخرين وابتزازهم عاطفياً حتى يحقق الغرض المطلوب الذي يريده، لأن هناك من يلجأ لمثل تلك السلوكيات المزعجة والعنيفة لمجرد أنه يرى في نجاح الآخرين شيئاً من الملل والتكرار غير المحبب لهم، فيلجأ إلى هذا السلوك ظناً منه أنه يكسر الملل ويشيع البهجة من خلال السخرية والانتقاد اللاذع أو الحديث المؤذي من دون موضوعية.. إن العامل المشترك بين هذه النماذج وغيرها ممن يُطلق عليهم أعداء النجاح هو شعورهم بأنهم أقلّ من غيرهم، ولجوؤهم للتقليل من شأن الناجحين بدلاً من تطوير أنفسهم، وعلى إثر ذلك نرجع إلى المقولة المأثورة: «واثق الخطوة يمشي ملكاً».