مهرجانّ الأغنية التراثيّة يختم فعالياته مراد: الغاية هي حفظُ التراث السوريّ من أعاصير الامّحاء
تشرين- راوية زاهر:
يأتي (مهرجان الأغنية التراثية السورية)، ضمن مجموعة من الشواغل الثقافية التي يُشرف عليها الزميل الصحفي والباحث الموسيقي إدريس مراد، والتي جميعها تؤكد على ملامح الهوية السورية بكل مكوناتها المتعددة والمتنوعة، والتي جميعها سواقٍ تصبُّ في النهر السوري الكبير.. فمن: مهرجان الأغنية التراثية السورية الذي ختم فعالياته أمس، إلى مهرجان البزق، إلى مشروع نوافذ، ثمّ مهرجان قوس قزح وغيرها، والتي تهتمّ في معظم اتجاهاتها بالموسيقا والأغنية السوريتين.
فمهرجان (الأغنية السورية التراثية)، يذكر الزميل إدريس لـ(تشرين) جاء: « نتيجة تعرّض التراث السوري الغنائي للتشويه، ولاسيما في الآونة الآخيرة، وخاصة من بعض الفرق الشبابية، وأيضاً من قبل بعض المغنين الذين يسمون اليوم «نجوماً».. فكان لابدّ من أن تكون هناك فعالية كبيرة لنقدّم من خلالها أكبر عددٍ من الأغاني التراثية، ومن هنا جاءت فكرة مهرجان الأغنية السورية التراثية..
ونذكر هنا أنّ فعاليات هذه السنة، هي الدورة الثانية من المهرجان، وقد أقيمت فعاليات المهرجان الأول في السنة الماضية،.. يقول مراد: قدمنا من خلال المهرجان وعلى مدى ثلاثة أيام ما لايقل عن (35 ) أغنية.. وكان ذلك على مسرح قصر العظم بدمشق.. أما في المهرجان الثاني هذه السنة الذي أقيمت فعالياته في المكان ذاته أي في ( قصر العظم)، كمعادل مكاني تراثي مادي لتراثٍ لامادي، فقد حاولنا أن نقدّم أغاني مختلفة عن العام الماضي، لأن التراث السوري الغنائي تراث عريق يعود عمره إلى 5000 سنة.
يُشار إلى أنّ المهرجان كان أيضاً على مدى ثلاثة أيام،وشارك فيه( 14 ) مغنياً بمرافقة فرقة موسيقية قوامها (23 ) موسيقياً على آلات مختلفة، وقاد الفرقة المايسترو نزيه أسعد، وهو الشريك الدائم في النشاطات التي تخص التراث السوري الذي – بتقدير مراد- يحتاج مئات من المهرجانات لتغطي اتجاهاته وتنويعاته المختلفة..
ففي اليوم الأول من أيام المهرجان تمّ تقديم التراث الساحلي بصوت الفنان بشار نظام، وكذلك التراث الحمصي بصوت الفنان سليمان حرفوش، كما حضرت الأغنية الشعبية الحلبية بصوت هيا الشمالي والغناء الأرمني بصوت ماري هوسبيان..
أما في اليوم الثاني؛ فحضر الغناء الفراتي من منطقة دير الزور بصوت اسكندر عبيد، والغناء الشركسي والشامي بصوت لانا هبراسو، وكذلك حضر الغناء المردلي بصوت ريناس اليوسف، والغناء الجولاني بصوت فادي العلي..
وأما في اليوم الأخير، فكان مع القدود الحلبية والمغني سامر رزوق، كذلك حضرالغناء الفراتي للمرة الثانية، لكن هذه المرة كان لمنطقة الرقة وبصوت كل من يوسف الجادر ووائلة رمضان وشغف الجادر.
إضافة إلى الأغاني الشعبية، حضرت كذلك بعض الآلات الموسيقية الشعبية مع الأوركسترا كآلة الجمبش والساز كهربا والطمبور.
وكانت الغاية من كل ما تقدم، يُجيب الباحث والمشرف على المهرجان إدريس مراد: هي أولاً: تقديم الأغاني التراثية السورية بشكلٍ لائق، وعلى المسرح حيث الحضور الذي يسمع وينصت ويحفظ، وتشجيع المغنين الشباب على حفظ هذه الأغاني وأدائها أينما كانوا، وحفظ هذا التراث عن طريق ( النوط) والتسجيل، حتى يبقى في ذاكرة الناس، وحتى لا تطويه أوراق الذاكرة في أدراج النسيان، وحفظه من التشويه أمام أعاصير الامحاء التي تجتاح العالم بلا هوادة.