مزايا العود السوري.. أنغام نقية وأصوات فريدة ومتناسقة

تشرين:

تعتبر صناعة الآلات الموسيقية من المهن القديمة التي يفاخر الحرفيون السوريون بها على مستوى العالم ولايزال حفنة منهم يناضلون للمحافظة على هذه الحرفة التراثية وخصوصاً العود سلطان الآلات وأحنها، وقد عرف السوريون على مر السنين بإتقانهم صناعة آلة العود الموسيقية وبرعوا بها، حتى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» أدرت في شهر تشرين الثاني 2022 صناعة العود السوري والعزف عليه على قائمتها للتراث الثقافي غير المادي مع تميزه بصوته الفريد ومنحنياته المصنوعة يدوياً بدقة، وأعطت شرحاً عن صناعته ونغماته.
ويرجع صناع العود الدمشقي تاريخ هذه الحرفة إلى العام 1897، حيث كان عبدو النحات أشهر صانعي العود السوريين والذي لا تزال أعواده حتى اليوم تمثل قالب العود الدمشقي ومواصفاته.
يمتاز العود الدمشقي بصناعته المعتمدة على خشب الجوز والمشمش، وجودة هذه الأخشاب وتواجدها بكثرة في غوطة دمشق، وتمر صناعته بمراحل تقطيع الخشب وصقله وتكوينه قبل أن تزين بالزخارف الدمشقية وتحضن بأياد عازفي العود حول العالم.
ويمتاز ايضاً تصميم العود السوري بشكل عام بشكله الراقي الكلاسيكي وزخرفته القليلة لكونه يعتمد على عرق الخشب والتزيين بفسيفساء دمشقية بسيطة، حيث يؤكد شيوخ كار صناعة العود الدمشقي أن جمالية صوته مرتبطة بعمر الخشب المصنع منه وهو ما لا يجوز تجاوزه حين صناعة العود الدمشقي، قائلين: على الرغم من أن آلة العود موجودة في جميع أنحاء المنطقة، فإن العود السوري يشتهر بأنغامه النقية وأصواته الفريدة والمتناسقة.
شيوخ كار صناعة العود أوضحوا أن هناك عدة مدارس لصناعة آلة العود منها التركية والإيرانية والعراقية والمصرية وغيرها، لكن الصناعة السورية الكلاسيكية تمتاز بوجود الزخرفات اليدوية المميزة على العود والتي تحتاج إلى وقت طويل لإنجازها، كما أن صوته طربي من الدرجة الأولى، وأن آلة العود تتميّز بقدرتها على عزف الألحان القديمة والحديثة على السواء.
وأكدوا أن هناك نوعان من العود مثل العربي والعود التركي، والفارق الرئيس بين الاثنين هو أن العود العربي يكون أكبر حجما من نظيره التركي، وذلك يعطيه صوتا أعمق مقارنةً بالتركي الذي يعد أكثر حدة وارتفاعا، لافتين إلى أن العود جزء أساسي من هوية المنطقة عمومًا وسورية تحديدًا، لأنها الآلة رقم واحد لأي ملحّن وعازف في سورية.
عن طرق الصناعة وميزاتها في سورية ودول الجوار، يوضح أحد شيوخ كار صناعة العود أنّ الطرق متشابهة، ولكل صانع طريقته، وما زال الصُنّاع اليدويون يستعملون البخار في انحناء الخشب، ويجلبون الغراء الأحمر المستخلص من جلود الأبقار لجمع (لصق) الخشب، وهي مادة لاصقة معمرة، قائلا: يتميز وجه العود السوري بالفتحات الدائرية الثلاث، التي يطلق عليها محلياً اسم “القمرات”، في حين أنّ فتحات العود العراقي بيضاوية الشكل، حيث يفضل الدمشقيون الفتحة الدائرية لكي ينقش الصانع اسمه، ويحفر المقامات الموسيقية فيها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
خطاب الدجل والاستعراض بحث سبل تعزيز التعاون بين وزارة الصحة والتحالف العالمي للقاحات بنسبة 5%.. تخفيض أسعار الغزول القطنية للمرة الثانية هذا العام الطيران المروحي يشارك في إخماد حريق بين الحصن والحواش بريف حمص الغربي مصادر خاصة: اللقاء بين الرئيسين الأسد وبوتين حمل توافقاً تاماً حيال توصيف المخاطر والتوقعات والاحتمالات المقبلة وزارة الثقافة تمنح جائزة الدولة التقديرية لعام 2024 لكل من الأديبة كوليت خوري والفنان أسعد فضة والكاتب عطية مسوح الإبداع البشري ليس له حدود.. دراسة تكشف أن الإبداع يبدأ في المهد تضافر جهود الوحدات الشرطية في محافظة حماة يسهم في تأمين وسائط النقل للطلاب وإيصالهم إلى مراكز امتحاناتهم الرئيس الأسد يجري زيارة عمل إلى روسيا ويلتقي الرئيس بوتين بايدن - هاريس - ترامب على صف انتخابي واحد دعماً للكيان الإسرائيلي.. نتنياهو «يُعاين» وضعه أميركياً.. الحرب على غزة مستمرة و«عودة الرهائن» مازالت ضمن الوقت المستقطع