تركيب أول 5 أطراف من مركز الأطراف الصناعية في مشفى القامشلي لمصابين من دير الزور والحسكة
تشرين – خليل اقطيني:
سَلّم اليوم مركز تصنيع وتركيب الأطراف الصناعية في الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني في الحسكة، عدة أطراف صناعية من إنتاجه، لمصابين من محافظتي الحسكة ودير الزور، وقام العاملون في المركز بتركيبها لهم.
وذكر المدير العام للهيئة الدكتور عمر العاكوب أن المصابين الذين تم تسليم الأطراف الصناعية وتركيبها لهم هم 5. منهم 2 من محافظة دير الزور هما: خليفة البسيس، 74 عاماً، ويعاني من بتر طرف سفلي تحت الركبة اليسرى. وبركات الحميد، 38 عاماً، ويعاني من بتر فوق الركبة اليمنى.
مبيّناً في تصريح لـ” تشرين” أن المصابين الثلاثة الآخرين من محافظة الحسكة. هم: محمد حسين هيجة من منطقة الحسكة، 62 عاماً، ويعاني من بتر فوق الركبة اليمنى. وفاطمة المرعي من منطقة الرميلان 53 عاماً، وتعاني من بتر طرف أيسر تحت الركبة. ومحمد عامر الحسين من القامشلي،61 عاماً، ويعاني من بتر فوق الركبة اليسرى.
وأوضح العاكوب أن الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني، بدأت باتخاذ الإجراءات اللازمة لإحداث مركز لتصنيع وتركيب الأطراف الصناعية، مطلع العام الحالي. بعد حصول محافظ الحسكة الدكتور لؤي محمد صيّوح على موافقة وزارة الصحة على إحداث هذا المركز، لتخديم فاقدي الأطراف في المحافظات الشمالية الشرقية الثلاث، الحسكة ودير الزور والرقة. ووجه الدكتور صيّوح الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني بتأمين المقر اللازم للمركز ضمن المشفى. على أن يقوم فرع الحسكة للهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر بتقديم الدعم اللوجستي اللازم للمركز وتجهيزه بكافة المعدات والتجهيزات الفنية اللازمة.
مشيراً إلى أن المركز دخل مرحلة الإنتاج الفعلي بنجاح تام ووفق المواصفات المحددة في أواخر أيار الماضي. والأطراف الخمسة التي تم تسليمها وتركيبها اليوم هي من هذا الإنتاج. الأمر الذي يُبيّن أن المركز دخل مرحلة تسليم وتركيب ما ينتجه من أطراف صناعية، لمحتاجيها من سكان المنطقة الشمالية الشرقية (الرقة – دير الزور – الحسكة)، سواء من العسكريين أو المدنيين.
وأكد العاكوب أن المنطقة الشمالية الشرقية من سورية، تضم عدداً كبيراً من فاقدي الأطراف، منهم جريح وطن ومصابون بسبب الأعمال الحربية أو شظايا أو قذائف أو آلة ميكانيكية حادة أو لأسباب خلقية ومرضية.
مشدداً على أن من تسمح له ظروفه بتركيب طرف صناعي من سكان المنطقة، يتكبد عناء السفر إلى العاصمة دمشق؛ والكثير من المال والجهد. ومن شأن مركز تصنيع وتركيب الأطراف الصناعية الذي تم تجهيزه في الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني، أن يرفع هذه الأعباء عن كاهل هؤلاء المصابين.
من هنا – يضيف العاكوب – إن إحداث مركز لتصنيع وتركيب الأطراف الصناعية في محافظة الحسكة، يعدّ نقلة نوعية ومنعطفاً مهماً في الواقع الصحي في المنطقة الشمالية الشرقية برمتها. لكونها تفتقر إلى وجود هذا المركز.
ونوّه العاكوب بالدور الكبير الذي لعبه فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بتقديم الدعم اللازم للمركز وتجهيزه بالمعدات اللوجستية والمستلزمات الضرورية للعمل.
قائلاً إن المشفى يدعم المركز بالكوادر الفنية والطبية اللازمة، بعد تدريبها بالتعاون مع وزارة الصحة وفرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. ولاسيما أن المشفى يضم العديد من الكوادر الطبية والفنية والتمريضية من ذوي الكفاءة العالية، إضافة إلى تجهيزات ومعدات طبية حديثة ومتطورة يمكن الاستفادة منها في المركز.
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة علي منصور، إنّ متطوعي إدارة المياه وإعادة التأهيل في الفرع، انتهوا من تجهيز مركز لتصنيع وتركيب الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل البدني، في الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني، أواخر نيسان الماضي، بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
مبيناً أن أعمال التجهيز تضمنت إعادة تأهيل قسم المعالجة الفيزيائية، وإنشاء مركز لتصنيع الأطراف الصناعية يضم المعدات والآلات المطلوبة، إضافة إلى مستودعات لتخزين المواد المساعدة للحركة.
وأكد منصور أن تصدي فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة لتجهيز هذا المركز الحيوي والمهم، يأتي تجسيداً لدور المنظمة الإنساني برعاية فاقدي الأطراف من جهة، وتقديم الدعم اللازم للقطاع الصحي في محافظة الحسكة بشكل عام من جهة ثانية. وذلك من أجل رفع مستوى الخدمات الصحية التي تقدم لسكان المحافظة، بشقيها العلاجي والوقائي، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الواقع المعيشي لهؤلاء السكان.
أما المستفيدون من تركيب الأطراف الصناعية اليوم، فعبّروا عن سعادتهم الكبيرة باستلام الأطراف اللازمة لهم، مبينين أنهم كانوا ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر، ووجهوا الشكر للعاملين في المركز والهيئة العامة لمشفى القامشلي على الجهود التي بذلوها بإنتاج الأطراف الصناعية، ومن ثم تسليمها وتركيبها لهم.
وكانت رئيسة الجمعية الطبية السورية في الحسكة الدكتورة سمر الصومعي قامت بتوثيق بيانات وصور عدد من فاقدي الأطراف في المحافظة، تمهيداً للمباشرة بتركيب أطراف صناعية لهم، وهو ما تعمل عليه الجمعية حالياً بالتعاون والتنسيق مع الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني.