يبرود عطشى.. معاناة المواطنين تتجدد كل صيف

تشرين – علام العبد:

تتجدد شكاوى المواطنين في مدينة يبرود في القلمون الغربي بمحافظة ريف دمشق كل صيف جراء عدم وصول المياه لمنازلهم خلال ايام الدور الأسبوعي وانقطاعها لمدة عشرة أيام متتالية، حيث باتت عدة قرى مجاورة وأحيائها “عطشى” وشبكات مياهها خارج التغطية.
ويجهد المواطنون بالتنقل بين محافظة ريف دمشق والمؤسسة العامة لمياه الشرب أملاً بإيصال شكاويهم مروراً بتسجيلها بمجلس مدينة يبرود لكن بلا أي حلول أو جدوى لينتهي بهم المطاف إلى الوصول لمكتب السيد المحافظ في ريف دمشق عبر تقديم عرائض حول مشكلة المياه التي تتجدد كل عام بشكل لافت لتعود المشكلة مرة أخرى “وكأنك يا أبو زيد ما غزيت ” حيث يتم تحويل تلك العرائض إلى المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف في دمشق وريفها التي تعد بحل المشكلة.
وتكشف الشكاوى والعرائض التي اطلعت ” تشرين ” عليها عن وجود أزمة مائية خانقة تسببت بمعاناة ” عطش” شديدة للأسر والعائلات جراء انقطاع المياه عن منازلهم وعدم تلبية صهاريج المياه لطلباتهم.
وقال مواطنون من مختلف أحياء مدينة يبرود وبلدات القلمون إن مشكلة انقطاع المياه في مناطقهم مازالت مستمرة منذ مطلع الصيف، لافتين إلى أن سبب الأزمة هو ضياع حصتهم قبل وصولها إليهم وتحويل جزء كبير منها إلى مناطق أخرى.
وتعليقاً على واقع المياه في مدينة يبرود بيّن ماجد منعم رئيس مجلس مدينة يبرود في تصريح لــ ” تشرين ” أن مدينة يبرود التي يبلغ عدد سكانها( 50 ) ألف نسمة يتم تغذيتها عبر مشروعي ضخ، الأول يتركز في آبار سالم خلف عين الصرخة ويمر هذا الخط بقرية رأس المعرة وصولاً إلى مدينة يبرود، ويتم تغذيتها أيضاً عبر مشروع آخر، هو مشروع المشرفة مروراً بقرية السحل وصولاً إلى يبرود.
وبين منعم أن مستوى المياه في آبار مياه الشرب منخفض بسبب زيادة الاستهلاك فمع ارتفاع درجات الحرارة وفي الصيف يزداد الطلب على استهلاك المياه بشكل كبير وغير مسبوق، ناهيك عن أن يبرود تغذي قرى القسطل والمراح في منطقة النبك بمياه الشرب بالإضافة إلى وجود شكاوى وتعديات على خط الضخ الرئيسي وقد تم تزويد الضابطة العدلية في وحدة المياه في يبرود بآليات للحفر والكشف عن هذه التعديات، لافتاً إلى أن سبب انقطاع المياه كان جراء تعطل أربع مضخات مياه حيث قامت وحدة مياه يبرود بإصلاح مضختين وتم التواصل مع مدير عام مؤسسة مياه الشرب في دمشق وريفها في هذا الشأن وقد وعد بتأمين مضختين إضافيتين، وأكد منعم على حل مشكلة نقص المياه خلال الأيام القليلة المقبلة باعتماد آلية جديدة لتوزيعها بعدالة وشفافية، داعياً المواطنين إلى التعاون في حل المشاكل والصعوبات التي تواجه مدينة يبرود من جراء انقطاع المياه والحد منها قدر المستطاع.
ولفت منعم إلى أن محافظ ريف دمشق قام بتوجيه المؤسسة العامة لمياه الشرب لتشكيل لجنة والكشف على واقع المياه في يبرود، علماً المؤسسة تبذل كل جهودها لتزويد المناطق بالمياه خلال أيام الدور الأسبوعي بشكل مرن.
وعلى صعيد متصل، عزا سائقو صهاريج مياه الشرب سبب تفاقم أزمة زيادة استهلاك المياه في القرى المجاورة لمدينة يبرود لتزايد أعداد اللاجئين السوريين في مدن وقى القلمون الأمر الذي زاد الضغط على الآبار، وأسهم بتفاقم الأزمة المائية، ولاسيما أن الإمكانات باتت ضعيفة بسبب الحرب على الإرهاب.
يذكر أن مدينة يبرود تكتسب أهمية سياحية واقتصادية و تكمن تلك الأهمية في موقعها الجغرافي المتميز على الطريق الدولي السريع الذي يربط دمشق بوسط البلاد والساحل الغربي، كما أنها تتميز بطبيعتها الجبلية، حيث تحيط بها من أغلب جهاتها جبال شاهقة ولعل أبرزها جبل مار مارون وجبل العريض وجبال الجرد الشرقي لسلسلة الجبال السورية.