في كلمة له خلال مؤتمر موسكو الـ 11 للأمن الدولي العماد عباس: كيان الاحتلال الإسرائيلي يشكل أكبر تهديد لأمن المنطقة وهو شريك أساسي لأمريكا في اعتداءاتها
تشرين
أكد وزير الدفاع العماد علي محمود عباس أن العالم يشهد اليوم ارتفاعاً في حدة النزاعات والصراعات، ما يتطلب جهوداً إضافية فاعلة وتعاوناً جدياً للوصول إلى الحالة الأمنية الأفضل التي تتطلع إليها الشعوب، مشيراً إلى أن دولاً كثيرة عانت من شرور الغرب الاستعماري الذي عمل من خلال إثارة النزاعات، ودعم التنظيمات الإرهابية على تدمير دول مثل العراق وليبيا ولبنان وسورية التي ما زالت تعاني من العدوان والإرهاب لأكثر من 12 عاماً.
وأوضح العماد عباس في كلمة اليوم خلال مؤتمر موسكو الـ 11 للأمن الدولي أن هذا المؤتمر المهم دليل قوي على حرص روسيا الاتحادية والرئيس فلاديمير بوتين على توطيد دعائم الأمن والاستقرار وإعادة التوازن للعلاقات الدولية، في الوقت الذي يشهد فيه العالم ارتفاعاً في حدة النزاعات والصراعات في مناطق مختلفة، الأمر الذي يتطلب من الدول المشاركة في المؤتمر جهودا إضافية فاعلة وتعاونا جديا للوصول إلى الحالة الأمنية الأفضل التي نطمح إليها جميعاً، وتتطلع إليها شعوبنا.
وبين العماد عباس أن الأمن في الشرق الأوسط والقارة الأفريقية والتهديدات والتحديات الإقليمية من الأمور المهمة التي يركز عليها المؤتمر، وهذا دليل على أهمية ودور هذه المنطقة في تحقيق الاستقرار العالمي، لافتاً إلى أن الأهمية الجيوسياسية لأي منطقة في العالم تلعب الدور الأبرز في تحديد طبيعة وشكل وهدف العلاقات بين دول هذه المنطقة، ودول العالم، وهي انعكاس طبيعي للواقع الجغرافي والسياسي والاقتصادي.
وأشار وزير الدفاع إلى أن منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية ذات أهمية إستراتيجية بالغة للعالم أجمع، بسبب موقعها الجغرافي وكثرة الموارد الطبيعية فيها، وقد عانت طوال العقود الماضية حتى الآن من تعقيدات سياسية واقتصادية واجتماعية وتاريخية متنوعة، ما جعلها عرضة لتهديدات وتحديات كثيرة أهمها الإرهاب والفوضى بسبب وجود عوامل متداخلة فيما بينها أنتجت شكلاً من الفوضى وعدم الاستقرار الداخلي والخارجي.
ولفت وزير الدفاع إلى أنه بعد نجاح الجيش العربي السوري بمساعدة الأصدقاء، وفي مقدمتهم روسيا في دحر العدوان والقضاء على جزء كبير من الإرهاب لجأت هذه الدول إلى شن حرب اقتصادية، وحصار قاتل ضد الشعب السوري، وما زالت واشنطن وحلفاؤها مصرين على دعم هذا الإرهاب، موضحاً أن نظرة بسيطة إلى ما يجري اليوم على حدود روسيا تظهر ما أحدثه الغرب في أوكرانيا والتجييش الكبير والدعم المستمر من واشنطن وحلف الناتو للمرتزقة والإرهابيين والنازيين الجدد بالعتاد والسلاح، لندرك أن هؤلاء هم المسؤولون عن كل ما يحدث من دمار وفوضى وانتشار الإرهاب العابر لحدود الدول والقارات.
وقال العماد عباس: إن أحد هذه التحديات والتهديدات الاحتلال الأجنبي الذي يسيطر على أجزاء كبيرة في العديد من الدول، ويعمل على تقويض قوة الدولة المستهدفة، والدليل على ذلك ما يحدث في سورية منذ سنوات عديدة من قبل قوات التحالف الأمريكي الغربي الذي يحتل مناطق مهمة من سورية، ويقوم بسرقة ثرواتنا ومقدرات شعبنا، ويدعم الإرهاب والعصابات المسلحة والميليشيات الانفصالية التي تخدم أهدافه وأجنداته الاستعمارية، ولا يخرج عن هذا السياق الاحتلال التركي لأجزاء من سورية، وما يرتكبه من ممارسات إجرامية في المناطق التي يحتلها، الأمر الذي يشكل انتهاكاً صارخاً للمواثيق والأعراف الدولية واعتداء سافرا على دولة ذات سيادة واستقلال.
وأوضح وزير الدفاع أن من بين التحديات والتهديدات أيضا الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ومعاناة شعبها من جرائمه منذ أكثر من 70 عاماً، فهذا الكيان يشكل العامل الأبرز في تهديد أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها، وهو شريك أساسي للولايات المتحدة في اعتداءاتها على المنطقة، بحجة الحفاظ على أمنه المزعوم فكيف يمكن أن يتحقق الأمن بانتهاك القوانين الدولية والاعتداء على سيادة الدول المجاورة، وارتكاب المجازر بحق الإنسانية جمعاء، وقد وصلت جرائم هذا الكيان إلى أفريقيا من خلال التدخل في شؤونها الداخلية، وتعزيز النزاعات والعمل على خلق حالة من التوتر فيها.
وأشار العماد عباس إلى أنه من ضمن التحديات والتهديدات سباق التسلح واختلال موازينه، وخاصة في ظل التطور التقني والإجراءات الاحترازية التي تلجأ إليها الدول لحماية أمنها القومي، إضافة إلى التوترات الإقليمية وعدم الاستقرار والنزاعات المسلحة والتطرف والصراعات الدينية والعرقية والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة، وتهريب الأسلحة والمخدرات والتهديدات الأمنية في منطقة الساحل الأفريقي، وتحالف الجماعات الإرهابية والأزمات الداخلية في كثير من دول الشرق الأوسط وأفريقيا، والتغيرات المناخية والتحديات الاقتصادية والتنموية والتهديدات في الأمن السيبراني لجميع الدول والتلوث البيئي، موضحاً أن الحديث عن أمن
منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا يحتاج إلى حوار