«سوسن حج إبراهيم» تَرسم عَوالمَ جديدة وتَستوحي من الأدب
تشرين- لبنى شاكر:
حِكايةٌ مَبنيّةٌ على الخيال، تتزاحم فيها أحاسيس وردّات فعلٍ قويةٍ، يختبرها أصحابها للمرة الأولى؛ هكذا وصفت التشكيلية سوسن حج ابراهيم رائعة الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو1922-2010 «العمى»، التي استوحت منها مُؤخراً إحدى لوحاتها، إذ يُصاب سكان مدينةٍ بالعمى، عدا واحداً منهم، رسمته في عملها، وعلى ما تقوله، الشخصيات ذات الحضور القوي في الرواية، والخيال الذي لا يعترف بحدود في الفنون والأدب عموماً رغم تقادم الزمن، هما أكثر ما يسترعي اهتمامها، وهنا تحديداً، فإن المعجزة الوحيدة التي نستطيع تحقيقها هذه الأيام،هي الاستمرار في العيش رغم كل شيء، تماماً كما فعل المصابون بالعمى فجأةً وبغرابةٍ قاسية، تعايشوا مع عاهتهم.
مُؤخراً أيضاً، أقامت حج إبراهيم معرضاً في برلين بعنوان «تصورات عوالم مختلفة»، كان للخيال فيه حيزٌ كبيرٌ، تحررت فيه من القيود التي يتعاطى معها التشكيليون عادةً بحذر، لِجهة الفهم والتأويل، وبدت معنيةً بنفسها قبل الآخر المُتلقي، تتحدث عن معرضها لـ «تشرين»: «تجربةٌ تجريديةٌ بتكويناتٍ بعيدةٍ عن المألوف، بحيث يرى المتلقي ما يُحب أو ما يتخيّل في عوالم جديدة، بألوان الإكريليك وتقنية الكولاج مع خطوطٍ رمزيةٍ قليلة، أثارت اهتمام الزوار والفنانين من مختلف الجنسيات، وكانت لغةً مُشتركة بيننا أسبوعين كاملين».
في أعمال حج إبراهيم، مزيجٌ لونيٌّ باهر وتوليفةٌ من الرموز والإضافات الصغيرة، ورغبة طاغية في التجريب، تجعل من كل لوحة حكايةً في حد ذاتها، تقول: «معرضي تصورات نتيجة تجاربي الطويلة التي يُرافقها الخيال الخصب بريشته وألوانه، لا أحبُّ الوقوف عند أسلوبٍ أو خطٍ أو تكوين، فالفن موسيقا تعلو وتهبط بنغماتها، أحياناً تختار الصمت، لكن الجمال يكمن في التحليق مع كل نغمة إلى فضاءاتٍ وأمكنةٍ جديدة».