فورة “السوشال ميديا”..تحديات قاهرة للخصوصية المجتمعيّة..ووصفة وقائية على لسان خبير

تشرين- إلهام عثمان:
تحديات تواجهها الثقافة العربية في الحفاظ على هويتها وثقافتها الأصلية، سببها التأثير الثقافي الذي يطرأ “من وفي الثقافات المتعددة الأخرى”، ولا بدّ من تأثيرها في المجتمع إيجاباً أو سلباً، شئنا أم أبينا.
وشبكات التواصل الاجتماعي أهم ناقل للثقافات الأخرى، وفق رؤية الخبير الاجتماعي الدكتور ماجد عبد الله في تصريحه لــ”تشرين”، مؤكداً أنّ شبكات التواصل الاجتماعي هي العنصر الرئيس في نقل تجارب ومعارف الآخرين من ثقافاتهم وأفكارهم وبعض من تقاليدهم العشوائية ربما، لكن اللافت؛ قد تؤدي تلك التجارب إلى تشويه ثقافتنا الأصلية، وتغييرها بشكل غير مرغوب فيه متناسية ما استنشقته عبر العصور من مبادئ وفضيلة تتماهى مع قيمنا كمجتمع عربي، مضيفاً إنّ بعض التحديات لا نستطيع الوقوف أمامها، نظراً لتباين الأفكار، فيما نختار من تلك الثقافات، وتعد وسيلة لتعزيز التفاعل والتواصل بين الأجيال المختلفة، وهي أمر ضروري للحفاظ على التنوع الثقافي وتعزيز الفهم والتسامح في عالم متعدد الثقافات حسب رأيه.
الثقافة الأم.. كيف نحميها وننقلها للأجيال القادمة سؤال يفرض نفسه في ظل المتغيرات المطروحة في القرن الحادي والعشرين رغم الحاجة إلى المعرفة والثقافات الأخرى؟ شدّد عبدالله خلال إجابته عن الاهتمام بتعليم اللّغة العربية الأم، والحفاظ على التقاليد والعادات الثقافية، وتعليم الأدب والفنون والتاريخ التي تميّز الثقافة الأصلية عن غيرها، كما أضاف إنه لا بد من الحفاظ على تراثنا سواء المعالم الأثرية أو الملابس الفلكلورية التقليدية، إضافة للمنشآت السياحية، ورأى أنه لا مشكلة في التعرف على ثقافات الآخرين، وأخذ التجارب الإيجابية بكل فروعها سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتى السياسية بما يخدم مصلحة الفرد.
إلا أنّ هذا التبادل يتطلب التزاماً وجهداً مستمرين، بما يتناسب مع قيمنا وعادتنا الأخلاقية، على أن يتم ذلك بشكل طبيعي وغير قسري، عبر التفاعل والتواصل الفعال بين الأفراد لتصل إلى الأجيال القادمة.
والتنوع الثقافي هو ثروة حقيقية للإنسانية على وصف عبد الله، وعليه لا بدّ أن نعمل معاً للحفاظ على هذا التنوع وتعزيزه، وذلك بالتعرّف على ثقافات الآخرين، وفي الوقت نفسه الحفاظ على ثقافتنا الأصلية.

المحاذير
رغم الجهود البحثية والعلمية للحفاظ على العادات والقيم، إلّا أنّ تحديات جمة تعترض تلك القيم والتقاليد المحلية، حسب رأي الباحث عبد الله الذي حذر من الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، التي تسبب انعدام الخصوصية، والتعرض للحشد والمضايقة والتحرش أحياناً، وهو ما يتعارض مع القيم الأخلاقية والاحترام، وتعاطي المخدرات وغيرها والتي تتعارض مع قيم الدين والأخلاق، والمساكنة والدعارة، وهي مصطلحات غريبة على مجتمعنا وكثر لا يعرفون معناها، تحت غطاء الفقر وقلة الحيلة وأحياناً الحرية.
ويضيف إنّه من الجدير بالذكر، أنّ هذه العادات لا تنتقل بالضرورة من الثقافات الغربية إلى الشرق الأوسط، وإنما يمكن أن تنتقل من أي ثقافة إلى أي ثقافة أخرى في العالم، ويجب على الأفراد والمجتمعات اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على قيم وتقاليد الثقافة المحلية والحفاظ على الصحة والاستقرار الاجتماعي.
ومن بين الطرق الفعّالة لتحقيق ذلك صرّح عبدالله أنّه يتم ذلك بتواجد الأفراد في المجتمعات الأخرى، والاستفادة من ثقافاتهم والمشاركة في الأنشطة والفعاليات الثقافية المختلفة، والاهتمام بالتعليم، حيث يجب على الأسر والمؤسسات التعليمية تعليم الأجيال قيم التسامح، إضافة إلى تسخير وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة الإنسانية من خلال التطوع في المشاريع الاجتماعية، بإنجاز المشاريع المختلفة وتطوير المجتمعات ولا يتم ذلك، إلّا من خلال الحوار البنّاء بين الأفراد، بما يخدم قضايا المجتمع والعمل على ازدهاره وتقدمه بشكل معاصر وأنيق.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
في ذكرى تأسيس وزارة الثقافة الـ 66.. انطلاق أيام الثقافة السورية "الثقافة رسالة حياة" على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا