مع خروج المناخ عن السيطرة والحر الشديد وحرائق الغابات.. البشرية تدخل عصرالغليان العالمي”
تشرين – رصد:
بعد إعلان الأمم المتحدة دخول البشرية في مرحلة “الغليان العالمي”، بالارتفاع القياسي بدرجات الحرارة، لم يبقَ وقت يُستهلك بمجرد التحذيرات والتوقعات بالقادم، لكن يلزم التحرك لكبح سرعة ودرجة الغليان قبل أن تمحى الحياة على الأرض، وفق خبير بيئي.
أيام شديدة الوطأة مرت وسورية تكافح حرائق الغابات، لكن المشهد ضم دولاً أخرى ما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وصف تغيرات المناخ الجارية بسرعة بـ”المرعبة”، معلناً أنه “انتهى عصر الاحتباس الحراري.. حل عصر الغليان العالمي”.
ودعا غوتيريش في تصريحات لإجراءات جذرية فورية، وحث “القادة على القيادة”، قائلاً: “لا مزيد من التردد. لا مزيد من الأعذار. لا مزيد من انتظار أن يتحرك الآخرون أولاً”.
وما يؤشر أيضاً إلى دخول كوكب الأرض مرحلة حرجة هو ما كشفته دراسة إسبانية من أن مياه البحر الأبيض المتوسط تزداد حرارة وملوحة بالتزامن مع الحر الشديد وحرائق الغابات التي تضرب دولاً في ضفافه، منها إيطاليا واليونان وسورية.
المناخ “يخرج عن السيطرة”
الحرائق في سورية وقد تطول لبنان.. المناخ “يخرج عن السيطرة”
3 عقود حرجة
الخبير البيئي، دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي (جمعية للتوعية بالبيئة مقرها بيروت)، يصف التغيرات الحادة الحالية بـ”الخطرة وغير المسبوقة”، وعما ستتسبب فيه السنوات القادمة، وفرص كبحها، يقول لموقع “وكالات”:
• فيما يتعلق بالارتفاع غير المسبوق بدرجة حرارة مياه البحر المتوسط، يرتبط بالتغيرات المناخية الحادة التي تضرب العالم ككل ولا ينفصل عن هذه التغيرات.
• حركة المياه في دول عديدة بالعالم تأثرت بشكل غير مسبوق بظاهرة الاحترار العالمي، وهي، أي الاحترار العالمي، مرحلة قد نكون تجاوزناها إلى ما هو أصعب، وفق تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بتأكيده دخولنا مرحلة الغليان العالمي.
• الوصول إلى هذه المرحلة لم يكن مفاجئاً، بل كان متوقعاً منذ بداية التحذير من ظاهرة الاحتباس الحراري، والخطر سيتزايد العقود المقبلة 2030 و2040 و2050 مع توقع استمرار ارتفاع الحرارة وانخفاض المتساقطات (الأمطار) وتمدد التصحر، وهو ما سينعكس على مياه البحار.
كما أن ارتفاع درجة حرارة البحار والمحيطات بمقدار درجتين أو ثلاث له تداعيات كارثية على الحياة البحرية، فهناك أنواع من الأسماك لا تتحمل ارتفاع الحرارة.
وطبيعة المناخ في الفترة من 1950 إلى 2000 تغيرت بشكل جذري بعد عام 2000 وحتى الآن، ما يعني أننا وصلنا إلى مرحلة صعبة تدفع للبحث عن حلول ناجزة تصد الخطر القادم.
لقد كانت التوقعات تشير إلى أنه في عام 2050 لن تزيد درجة الحرارة على درجة ونصف الدرجة، لكن تقارير الأمم المتحدة تتوقع أن تتخطى درجتين ما ستسبب بظواهر عنيفة.
شرق أوسط أخضر
وعن الحلول الممكنة قبل انصهار الحياة في الغليان العالمي يقول كامل: ربما يكون تخصيص 50 مليار دولار لمواجهة تغير المناخ، هو أولى خطوات التحرك الفعلي لمواجهة التداعيات الكارثية.
• ومن الحلول أنه لابد من الاهتمام بإعادة كثافة الأشجار داخل المدن، وتوفير غطاء أخضر، وهذه خطوة مهمة جداً لتخفيف حدة الظواهر الحالية، مع ضرورة تخفيف استخدام الوقود الأحفوري.
• نريد أن نصل إلى “شرق أوسط أخضر”، وهذا من أهم المشروعات التي يجب أن تسعى المنطقة إلى تنفيذها لما له من بالغ الأثر في استمرار الحياة على الأرض.
عصر مناخي جديد
الأمين العام للأمم المتحدة أعلن أن “تغير المناخ بداية لعصر مناخي جديد”، محذراً من تواصل الارتفاع القياسي بدرجة الحرارة بعد تأكيد علماء المناخ أن شهر تموز الماضي هو أكثر الأشهر تسجيلاً لارتفاع الحرارة في العالم.
ونقلت وكالات عن غوتيريش قوله: “بالنسبة للكوكب بأكمله، فإنها كارثة”، مشيراً إلى أنه “باستثناء العصر الجليدي المصغر خلال الأيام المقبلة، فإن تموز 2023 سيحطم الأرقام القياسية في جميع المجالات”.
ولا يرى المسؤول الأممي مفاجأة في حدوث تغير المناخ، لكن “المفاجأة الوحيدة هي سرعة التغيير”، داعياً إلى وضع حد لاستخدام الوقود الأحفوري، مضيفاً: “الهواء غير قابل للتنفس والحرارة لا تطاق.. ومستوى أرباح الوقود الأحفوري وتدهور المناخ غير مقبول”.