معرضُ «أبجديّة من نور» يوثّق المواقع الأثرية في طرطوس

تشرين- ثناء عليان:

على مدار يومين، أقامت جمعية «العاديات» ودائرة آثار طرطوس معرضاً للمواقع الأثرية في محافظة طرطوس بعنوان «أبجدية من نور» في صالة طرطوس القديمة على الكورنيش.

وتضمن المعرض صوراً للمواقع الأثرية مع لمحة تاريخية عنها، إضافة إلى صورٍ لطبيعة المحافظة وتراثها، ورافق افتتاح المعرض في اليوم الأول حفل فني تراثي لأطفال معهد كورال هارموني بقيادة مديرة المعهد روان الجندي، إذ قدموا في أول مشاركة لهم أجمل الأغاني والمعزوفات التراثية.

وبينّت رئيسة جمعية العاديات الدكتورة بتول عيسى أن الهدف من المعرض نشر الوعي والجمال بالتراث، والتعريف بأهمية الآثار في حفظ تراث البلد، والقيمة التاريخية الاقتصادية الثقافية والهوية، مؤكدة ضرورة حماية التراث المادي واللامادي من قبل المجتمع لكونه الحاضن الحضاري والإنساني والثقافي للبلد، لافتة إلى أنه تم دمج مجموعة من النشاطات الثقافية التراثية في بيئة تفاعلية واحدة من خلال إقامة هذا المعرض الذي يضم صوراً للمواقع الأثرية في طرطوس على شكل «بوسترات» تغطي أغلبية المواقع في المحافظة، ومؤكدة أهمية تراثنا فهو حضارتنا، وماضينا الذي نفتخر به, ورسالتنا التي نحملها لمستقبلنا, وثروتنا التي تعزز اقتصادنا , وهويتنا التي تميزنا عن شعوب الأرض .

وفي اليوم الثاني للمعرض ألقى المهندس مروان حسن- رئيس دائرة آثار طرطوس محاضرة استعرض خلالها التاريخ الزلزالي للمنطقة من حيث الأضرار التي لحقت ببعض المواقع الأثرية في المحافظة من جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة في 6 شباط هذا العام، وقدم توصيفاً عاماً للزلازل والهزات الارتدادية، مصنفاً المخاطر التي تعرضت لها المواقع الأثرية بـ: مخاطر مرتبطة بالظواهر الطبيعية، كالزلازل، والفيضانات، والحرائق، ومخاطر مرتبطة بالنشاطات الإنسانية غير السياحية، مثل التطور العمراني وضغوطات النشاطات الاقتصادية والتلوث والصراعات، مخاطر متصلة بالنمو والتطور السياحي، ولفت إلى أن سياسة الحفاظ على المواقع الأثرية تهدف إلى وضع الخطط والأساليب التي تسمح بتقليل الأضرار، وتفترض كل عملية لإظهار القيمة الثقافية والسياحية للإرث الثقافي تقويماً مسبقاً للمخاطر التي يمكن لهذا الإرث أن يتعرض لها والتي يمكن أن يواجهها الزوار، والهدف من هذا التقويم هو اعتماد استراتيجية حماية ينتج عنها تطبيق إجراءات خاصة.. كما تحدث عن الإجراءات التي قامت بها دائرة آثار طرطوس فور وقوع الزلزال، إذ تم التواصل مع جميع مراقبي الآثار وحراس المواقع لبيان التوصيف الأولي للأضرار التي نجمت عن الزلزال، ليتم مباشرة تشكيل فرق فنية متخصصة مهمتها إجراء جولات ميدانية على جميع المواقع والمباني الأثرية والتاريخية المتضررة التي قامت بدورها بإعداد استمارات توصيف وتقييم لجميع الأضرار، والمتمثلة بأضرار بسيطة ومتوسطة وخطرة، كما تم التواصل اليومي مع المديرية العامة للآثار والمتاحف لموافاتهم بكل التفاصيل والإحصاءات التي تم جمعها، وقد بلغ عدد المواقع المتضررة حدود 20 موقعاً أثرياً، منها المتصدعة ومنها التي انهارت جزئياً، لافتاً إلى أبرز المواقع المتضررة وهي: قلعة المرقب- قلعة العليقة– قلعة قدموس– قلعة الخوابي– برج صافيتا- الشريحة التاريخية في مدينة بانياس- الأبنية السكنية التاريخية في مدينة طرطوس القديمة– متحف طرطوس– خان مرقية– خان سمريان– مدفن أبو عفصة في عمريت- برج أم حوش.. الخ.. إذ قامت دائرة الآثار بتدعيم الأقواس المتصدعة في الطابق العلوي من برج صافيتا، وإعادة عزل الأماكن المتضررة من سطح البرج منعاً لتأثير مياه الأمطار، وذلك من قبل المجتمع المحلي ومطرانية صافيتا، وتحت إشراف ومتابعة دائرة آثار طرطوس، كما تم تعليق الزيارة إلى قلعة المرقب نظراً لخطورة الوضع الراهن على السلامة العامة، كما تم القيام بإزالة الركام والأجزاء المنهارة في مدفن أبو عفصة/ عمريت من قبل فريق البعثة السورية الإيطالية المشتركة، إضافة للقيام بجولات ميدانية مع لجنة مشكلة من قبل محافظ طرطوس للوقوف على واقع الأضرار مع وضع المقترحات والحلول المناسبة.

وفي ختام المحاضرة استعرض رئيس دائرة آثار طرطوس الدراسات والتقييمات التي تمت في قلعة المرقب من قبل خبراء مختصين وفريق البعثة السورية الهنغارية المشتركة، لجهة تأثير الزلازل عبر التاريخ في الموقع، إضافة لعرض لأهم المباني المتضررة في قلعة المرقب بعد أن تم توثيقها بدقة.