خبز الأفران الخاصّة في حلب ناقص جودة ووزن.. ومدير التسعير ينصح بالشكاوى الخطيّة للتحرك السريع والمحاسبة
تشرين – رحاب الإبراهيم:
لا تزال جودة خبز الأفران الخاصّة في مدينة حلب محط انتقاد من الأهالي، وخاصة المنتج في الأفران الواقعة في مناطق بعيدة عن مركز المدينة، حيث يرتكب أصحاب الأفران جل المخالفات كإنقاص وزن الربطة، وتقليل كميات الخميرة والطحين، بحيث تنخفض جودته إلى درجة كبيرة تجعله غير صالح للأكل في بعض الأحيان، من دون مقدرة من الجهات المعنية على ضبط هذه المخالفات، التي باتت تتكرر حتى في الأفران الواقعة في مركز المدينة، وإن كانت أفضل حالاً من غيرها، لذا تشهد دوماً (طوابير) طويلة للحصول على رغيف خبز يصمد أقله لليوم التالي.
أهالي حي الكلاسة لـ”تشرين”: الأفران الأربعة تخالف في الوزن وتنتج خبزاً لا يؤكل
واقع الخبز الرديء اشتكى منه أهالي حي الكلاسة الشعبي، حيث أكدوا لـ”تشرين” أنّ الأفران الأربعة الموجودة في الحي ترتكب كل المخالفات من دون محاسبة أو مساءلة، حيث يتم التلاعب في وزن الربطة مع إنقاص عدد الأرغفة، والأكثر مرارة نوعية الخبز الذي لا يؤكل لكنهم مضطرون إلى شرائه، لكونهم لا يقدرون على شراء الخبز بسعر 2500 ليرة أو السياحي بسعر 7 آلاف ليرة.
وطالب أهالي حي الكلاسة بإيجاد حل لمشكلة الخبز، وخاصة أن العائلات اليوم باتت تعتمد عليه لإشباع بطون أفراد العائلة في ظل الغلاء الكبير الذي طال معظم السلع، مشيرين إلى ضرورة تشديد الرقابة على الأفران الأربعة ومحاسبة المخالفين، بغية إنتاج رغيف خبز مقبول الجودة كالخبز المنتج في بعض أفران المدينة الواقعة في المركز كالرازي، الذي انخفضت جودة إنتاج رغيفه عن السابق.
عقوبات مشددة
“تشرين” تواصلت مع مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حلب أحمد السنكري، الذي أكدّ أنّ الدوريات التموينية تشدد رقابتها على الأفران، التي تستحوذ على الحصة الأكبر من وقت واهتمام الرقابة التموينية، حيث ينظم كل فترة ضبوطاً بحق الأفران المخالفة وفق قانون حماية المستهلك رقم 8، الذي ينطوي على عقوبة مشددة وخاصة عند إثبات الإتجار بمادة مدعومة كالطحين، بما فيها عقوبة السجن، لكن للأسف تعود هذه الأفران إلى المخالفة من جديد.
مدير (التجارة الداخلية) في حلب: الدوريات التموينية تراقب الأفران بصورة دائمة وتحاسب المخالفين
وبيّن السنكري أنّ الأفران تحصل على حصتها من الطحين والخميرة، بما فيها الأفران الخاصة حتى الأكياس توزع لها مجاناً، لكن المشكلة أن بعض أصحاب الأفران يرتكبون المخالفات بصورة مستمرة رغم العقوبات المشددة التي لم تشكل رادعاً لهم حتى الآن، مبيّناً أنّ خبرة الفران تلعب دوراً في إنتاج خبز جيد من عدمه، في حين يعمد بعض الأفران إلى تمرير رغيف الخبز بسرعة من أجل توفير المازوت، مشدداً على أن دوريات الرقابة التموينية تتابع عمل الأفران بصورة يومية، وتنظيم ضبوط في حق المخالفين، متوعداً بحل مشكلة الخبز بحي الكلاسة ومعالجتها.
شكوى خطية
مدير التسعير في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك ممدوح ميسر، أكدّ على ضرورة تقديم المواطنين في حي الكلاسة شكوى خطية بهذه المخالفات، حتى تبادر الدوريات التموينية فوراً إلى تنظيم الضبوط بحق الأفران المخالفة، فأي تلاعب بالخبز سواء لناحية الجودة أو البيع بسعر زائد أو إنقاص الوزن، تنظم الدوريات التموينية ضبوطاً تتم من خلالها محاسبة المخالفين فوراً وفق القانون، معتبراً أنّ الخبز خط أحمر ولا يجوز السكوت عن مخالفات الأفران، التي تقوم دوريات الرقابة التموينية بمتابعة عملها من الساعة الخامسة صباحاً وحتى انتهاء عملها، لكن أحياناً هذه الدوريات لا تقدر على كشف مخالفات الأفران البالغ عددها 300 فرن بين عام وخاص، لذا تبقى الشكوى من أهالي الحي أفضل من أجل معالجة هذه المخالفات بصورة أسرع، والإسهام في إنتاج رغيف خبز أكثر جودة.
وبيّن ميسر أنه بناء على اتصال “تشرين” سيتم معالجة هذه الشكوى والتوجه إلى أفران الحي لضبط هذه المخالفات، وتأمين مادة الخبز بنوعية جيدة للمواطنين.
سيارات جوالة
وقد تواصلت “تشرين” أيضاً مع مدير المؤسسة السورية للمخابز في حلب المهندس جميل شعشاعة، الذي أكدّ أنّ الأفران الواقعة في حي الكلاسة جميعها أفران خاصة ولا تتبع لـ(السورية للمخابز)، التي تحاول في أحيان كثيرة تزويد الأهالي في هذا الحي وغيره من الأحياء التي لا يوجد فيها مادة الخبز، بسبب تعطل الأفران أو لأي سبب آخر بمادة الخبز عبر السيارات الجوالة.
مدير “السورية للمخابز”: تزويد الأحياء التي لا يوجد فيها أفران عامة بالخبز عبر السيارات الجوالة
وبيّن شعشاعة أنّ أهالي حي الكلاسة غالباً يأتون لأخذ حصتهم من الخبز المدعوم من الأفران العامة سواء من فرن الزبدية أو الرازي، وهذا يؤكد على أن الخبز في الأفران العامة أفضل جودة، ويدلل أيضاً على ثقة المواطنين بالخبز المنتج في هذه الأفران.