بسطات الكتب تنافس المكتبات بأسعار متهاودة… أشخاص يجدون فيها طلبهم.. وآخرون يعدّونها انتقاصاً من الكتاب

تشرين – دينا عبد:

نشطت في الآونة الأخيرة ظاهرة بيع الكتب على الأرصفة، ومع إنّ الكتاب خير جليس، إلّا أنّ مشاغل الحياة لدى البعض جعلته من آخر الاهتمامات كحالة تعكس الوضع الاقتصادي من جهة، ونتيجة حتمية لارتباط وسائط تكنولوجية أخرى باهتمام المتلقي من جهة أخرى.

لكن مساحة حضور الكتاب في الرصيف تزداد يوماً بعد آخر، حيث يقدم كتاب الرصيف عناوين جيدة وبأسعار معقولة.

في جولة لـ”تشرين” على بسطات الكتب، تبيّن أنّ أصحاب هذه البسطات يشترون الكتب من أشخاص مثقفين باعوا مكتباتهم بداعي السفر.

يقول أحمد صاحب بسطة لبيع الكتب إنّه اشترى الكتب من أشخاص تركوا البلد وهاجروا فأخذها بسعر زهيد، وهو يبيعها مع هامش ربح، مضيفاً: وصراحة لا أعرف سعر أي كتاب، فأنا لا أقرأ ولا أكتب، إنّما أبيعها كما يرغب الزبون فهناك من يعطيني ٣٠٠٠، وآخر يعطيني ٥٠٠٠ و أقبل بالسعر، المهم أن أبيع.

وتتنوع عناوين الكتب ما بين الأدبي والعلمي والفكري والطبي والتاريخي وكتب الأبراج والطبخ.

وحسب أحمد هناك كتب مدرسية يضعها الطلاب لديه لبيعها مقابل نسبة منها، وعن الإقبال على كتب المدارس تبيّن أنّ الكتب الموجودة لديه ثانوية فقط يبيعها بالكتاب، فليس كل طالب يطلب نسخة كاملة قد يكون بحاجة كتاب معين.

أما بالنسبة لمرتادي هذه البسطة فهم متنوعون منهم طالبات الجامعة، وربات البيوت اللواتي يشترين كتب الطبخ، وكذلك طلاب الجامعة الذين يدرسون فروعاً علمية ويرغبون باقتناء كتب تتعلق باختصاصهم.

ومعظم أصحاب هذه البسطات ليس لديهم مكان لعرض بضاعتهم سوى الأرصفة، لذلك فهم مضطرون للبحث عن رزقهم كما يقولون.

ربى طالبة جامعية ( تدرس لغة إنكليزية) أشارت إلى أنها تجد ما يناسبها من القصص والروايات المترجمة التي تصب في اختصاصها، فتشتريها، وتبيّن أنّ البعض يجد في بسطات الكتب طلبه، وقد يبحث عنه في أعرق المكتبات ولا يجده، بينما على بسطة الكتب قد يحظى به من دون أدنى جهد.

د.مصطفى حسون الموجه الأول لمادة اللغة العربية في وزارة التربية، لفت إلى أنّه لاشك في أنّ وضع الكتب على الأرصفة في الشوارع ظاهرة ليست مقنعة في حين احتفاء المحال التجارية الأنيقة ذات الواجهات الزجاجية الشفافة بمختلف صنوف المعروضات، لكن تبقى لتلك المهنة ظروفها، فالبعض قد يصعب عليه شراء مكتبة أو استئجارها، إلى جانب أنّ هذه الكتب معظمها قديم أو يتم الحصول عليه عن طريق الشراء بأسعار زهيدة أو عن طريق التبرع والإهداء، أياً كانت الظروف والأسباب، وأياً كان لهذه الظاهرة رواد ومهتمون ومستفيدون في ظل تفاوت الأسعار، والارتفاع الجنوني لأسعار الورق والطباعة، ورغم أنّ لهذه الظاهرة ذكريات جميلة في أذهان البعض، لكن لا يليق أن يكون الرصيف معرضاً للكتاب أو ميداناً للمثقفين، وهنا يأتي دور المعارض وأهميتها في توفير الكتاب بسعر مناسب، وبطريقة لائقة، أما البائع المتضرر من انعدام تلك الظاهرة فربما توفير البدائل ليس بالأمر العسير.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
خطاب الدجل والاستعراض بحث سبل تعزيز التعاون بين وزارة الصحة والتحالف العالمي للقاحات بنسبة 5%.. تخفيض أسعار الغزول القطنية للمرة الثانية هذا العام الطيران المروحي يشارك في إخماد حريق بين الحصن والحواش بريف حمص الغربي مصادر خاصة: اللقاء بين الرئيسين الأسد وبوتين حمل توافقاً تاماً حيال توصيف المخاطر والتوقعات والاحتمالات المقبلة وزارة الثقافة تمنح جائزة الدولة التقديرية لعام 2024 لكل من الأديبة كوليت خوري والفنان أسعد فضة والكاتب عطية مسوح الإبداع البشري ليس له حدود.. دراسة تكشف أن الإبداع يبدأ في المهد تضافر جهود الوحدات الشرطية في محافظة حماة يسهم في تأمين وسائط النقل للطلاب وإيصالهم إلى مراكز امتحاناتهم الرئيس الأسد يجري زيارة عمل إلى روسيا ويلتقي الرئيس بوتين بايدن - هاريس - ترامب على صف انتخابي واحد دعماً للكيان الإسرائيلي.. نتنياهو «يُعاين» وضعه أميركياً.. الحرب على غزة مستمرة و«عودة الرهائن» مازالت ضمن الوقت المستقطع