فوائد اقتصادية وبديل طبي عن الأدوية.. سيدات يعملن في جني الأعشاب الطبية من أجل إعالة أسرهن

تشرين- نهلة أبو تك:
تتميز المرأة السورية بسعيها الدؤوب للعمل والنجاح، من خلال إيجاد فرص عمل لها، إذ لا تكاد تخلو أسرة من قيام الأم بالعمل بأي مجال للمساعدة في تلبية متطلبات عائلتها في ظل الوضع المعيشي الصعب.
“الحاجة المادية هي أهم الأسباب التي تدفع المرأة للعمل جنباً إلى جنب مع الرجل”، هذا ما عبّرت عنه السيدة ميادة (أم لثلاثة أطفال) لـ”تشرين” عن عملها بجني الأعشاب من غابات قريتها باب جنة التابعة لناحية صلنفة، وأضافت: في البداية لم يكن جني الأعشاب مهنة، لكن بسبب الإقبال المتزايد عليها أصبح بالنسبة لي مصدر رزق لعائلتي.
وتابعت ميادة: جني الأعشاب يتطلب خبرة ودراسة في أصنافها وأنواعها التي تعلمتها من والدي، فقرية باب جنة جبلية وفيرة المياه، ما ساعد على وجود وتنوع أصناف هذه الأعشاب حيث ينمو أغلبها قرب الأنهار والينابيع.
وعن أهم الأعشاب التي تعمل على بيعها، بيّنت أنها الزعتر الأخضر الذي لا يكاد يخلو بيت منه لأهميته الغذائية والعلاجية، إضافة إلى زهرة الأوركيد التي تدخل في صناعة مشروب السحلب، والسماق، والبابونج، والزوفا، وورق الغار، والمريمية، وأعشاب أخرى.
وعن موسم جني هذه الأعشاب، بيّنت ميادة أنّه يبدأ من الربيع حتى الخريف، حيث تبحث عن أصناف الأعشاب المفيدة المنتشرة في الجبال، ما يحتاج إلى وقت ومجهود للحصول عليها، ثمّ تقوم بتنقيتها وتجفيفها، ومن ثمّ تخزينها بطرق معينة لتبقى محتفظة بخصائصها لفترة زمنية طويلة.

وأشارت ميادة إلى أنها في البداية واجهت صعوبة، لأنها كانت تبحث بمفردها عن الأعشاب، أما بعد أن زاد الإقبال على شراء الأعشاب فإنها استعانت بنساء من القرية يعملن معاً في جني الأعشاب وتجفيفها وتسويقها، مؤكدة أنه يتم تسويق هذه الأعشاب إلى بقية المحافظات، وقد زاد الطلب بشكل كبير على هذه الأصناف من الأعشاب لجودتها وأسعارها المقبولة.
من جهتها، أكدت الدكتورة الصيدلانية ريم عبد الرحمن والمختصة بالأعشاب لـ”تشرين” أهمية الأعشاب الطبية، خاصة أنّ أغلبية أصناف الأدوية تدخل في صناعتها الأعشاب؛ كالزعترالبري الذي يستخدم في علاج السعال، وعشبة الطيون المضاد للجراثيم، وإكليل الجبل للروماتيزم.
وأضافت: هناك إقبال متزايد على الأعشاب بسبب ارتفاع أسعار الأدوية، ناهيك بأنها موروث الأجداد ولها أهميتها وفائدتها، وتابعت: صحيح أن بعض أصناف الأدوية تعتمد على الأعشاب في صناعتها، لكنها ليست بديلاً عن الأدوية، مبيّنة أنّ الأعشاب تساعد في علاج حالات الزكام، حيث تستخدم الأعشاب بكثرة، وخاصة في فصل الشتاء كالمريمية والزوفا والبابونج.