أصدقاء مستعارون

اختلطت لدى جارنا الموظف خلال العطلة الأخيرة مشاعر الملل بالإحباط من جراء ضيق الحال، فالتقط الموبايل ليتصفح الفيس لعله يعثر على بارقة أمل تلوح في الأفق حول تحسين الواقع المعيشي، قلّب الصفحات للأسفل والأعلى أكثر من مره لكنه لم يحظَ بمبتغاه، فأكثر المنشورات تداولاً الارتفاعات المهولة للأسعار.

وأثناء ذلك تنّبه أخونا إلى أنّ في بريده طلبات صداقة بأسماء مستعارة متراكمة كان أجل البت بها حتى يتاح له الوقت لتفحصها لعله يتعرف على أصحابها، فمر عليها وكان (أسير الأحزان) أولها، بحث بعناية في صفحته فلم يجد ما يدل على شخصيته، شاهد فقط مقاطع من أفلام رعب تطغى عليها، فرفض الطلب بلا تردد ليس لجهل الشخصية فقط، بل للمضمون الذي يرفع من منسوب التشاؤم.

انتقل لطلب آخر، فوجد (أبو عيون جريئة)، وبما أنّ الاسم بدا مشجعاً سارع بالدخول لصفحته ولم يستدل أيضاً على الشخصية، حتى بوجود أصدقاء مشتركين بينهما، لكنه أعجب ببعض منشوراته الناقدة، والتي استمد منها جرعةً من رباطة الجأش استدعته أن يذهب إلى صفحته ويكتب منشوراً، انتقد فيه بشدة تأخر معالجة الحالة الصعبة التي وصل إليها الفقراء نتيجة غليان الأسعار بمقابل الدخل الهزيل، لكن شعوره بتفريغ القليل من شحنة معاناته لم يدم طويلاً، إذ نبهه زميل على الخاص لأن يحذف المنشور تجنباً لأي تبعات، وهذا ما فعله على الفور مع رفض صداقة (أبو عيون جريئة) .. مقرراً ألا يغامر بفعلته هذه مرة أخرى.

ثم عاد صاحبنا لينجز جرد البريد، وتعرف على اثنين فوافق لهما، وبعدهما أتى طلب (زهرة الأقحوان)، وهنا لم يتأخر بالتصفح بغية التعرف عليه لاعتقاده أن الزهور مبعث أمل وفرح وتفاؤل، فطالعته منشورات دعائية عن مُركبات عشبية لمعالجة الصلع وتجاعيد الشيخوخة والتخفيف من السُمنة وأعراض سن اليأس، فحيد الصداقة قائلاً: نريد أن نأكل قبل أن نلتفت لهذه الترهات.

تلفت بعدها إلى الصديق المثير للفضول (عايش زمانو)، لكن أغلب ما يتصدر صفحته مجموعة صور ومقاطع توثق لرحلات اصطياف واستجمام وعروض بيع فلل وسيارات فاخرة، فغادرها مع الرفض لأن مثل ذلك بعيد كل البعد عن اهتماماته.

وبعد أن ضاقت نفسه بمثل هؤلاء المستعارين قرر رفض أياً منهم من دون تقصي شخصياتهم، وبالفعل مرّ على أسماء (الطير المهاجر – صمتي كبريائي – أسير العشق – ملك البراري – الطير الجارح – لك بالمرصاد) وغيرها الكثير وحذفها عن بكرة أبيها، لكن آخرها الصديق (أحلى موال) استهواه فرغب بتفحص صفحته قبل مغادرة البريد، وإذا بها تهتم بأغاني (الميجانا والدلعونا) الجملية، فقبل الصداقة بغض النظر عن معرفة الشخص، معززاً موافقته بأن مثل هذا المحتوى هو الأفضل للترويح عن النفس في مثل ظروفنا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
الحرارة أعلى من معدلاتها والجو سديمي وشديد الحرارة في المناطق الشرقية مطلع الشهر التاسع من هذا العام ستبدأ المرحلة الأولى من عملية الترقيم الإلكتروني لإناث الأبقار.. وزير الزراعة: ستقدم قاعدة بيانات في منتهى الدقة والمعرفة عن أداء وسلوك الحيوان ومراقبته التلوث والتوسع العمراني الأفقي وراء تدهور الأراضي الزراعية وتراجع المساحات الحراجية في السويداء مشاركة لمنتخبنا الشاب في بطولة غرب آسيا بالكرة الطائرة  منتخبنا الناشئ يتعرض لخسارة في طشقند...والسبت يختتم معسكره المقداد: العدوان الإسرائيلي على غزة أسقط شعارات الغرب ومزاعمه وكشف نفاقه وافتقاره للقيم الإنسانية أعمال تنتيج مواد شهادة التعليم الأساسي لا تزال مستمرة والإعلان عن موعد إصدار النتائج قبل 48 ساعة 1200 فيلم وسيناريو تقدّم للمشاركة في مهرجان كوثر الدولي السينمائي في إيران "الزراعة" تناقش الخطة الزراعية المقبلة: وضع رقم إحصائي ومراجعة بروتوكول إنتاج بذار القمح والترقيم الإلكتروني لقطيع الثروة الحيوانية برنامج ماجستير تأهيل وتخصص في التنمية المجتمعية بالتعاون بين الجامعة الافتراضية السورية ومؤسسة التميز التنموية