حرارة شمس الصّيف تكشف هشاشة الواقع المائي في السويداء

تشرين- طلال الكفيري:

لم تكن الحلول الجذرية لأزمة المياه العاصفة بمعظم قرى وبلدات السويداء، والتي دخلت عامها الرابع، إلّا وعوداً شفهية مازال يفتقد مطلوقها صدق الأقوال والأفعال، فأزمة المياه التي سترت عوراتها أمطار الّشتاء ولو بشكل جزئي، بعد استثمار السدود المخصّصة لمياه الشّرب كشفتها حرارة شمس الصّيف ولاسيما بعد أن وصل تخزين السدود إلى الحجم الميت.

يكاد لا يمضي يوم إلّا ونسمع عن خروج بئر ارتوازية هنا وعشرات هناك، من جراء احتراق مضخاتها الغاطسة التي أغلبيتها أكل الدهر عليها وشرب لتجاوزها عمرها الزمنيّ، مع تعذر إصلاحها من مؤسسة مياه السويداء، لعدم توافر السيولة المالية اللازمة لهذا الغرض، ما دفع الأهالي وعلى مضض لفتح باب التبرعات في بعض قرى وبلدات المحافظة للإصلاح على نفقتهم الخاصّة، كما حصل في قرى ” ذكير- الثعلة- رضيمة- امتان- الخالدية- الخ” والقائمة تطول.

فواقع الأعطال شبه اليومي لآبار الشّرب أوصل عدد الآبار التي خرجت من دائرة الاستثمار المائي وحسب إحصاءات مؤسسة مياه السويداء إلى خمسين بئراً، ما تسبب بأزمة مياه وصلت حدّ الاحتياج الفعلي لمياه الشرب، بدأت من قرى وبلدات المنطقة الشمالية وصولاً للمنطقة الشرقية والغربية وانتهاء بالمنطقة الجنوبية من المحافظة، فمسلسل العطش مازال يعانيه الأهالي ريفاً ومدينةً، فمن الواضح أنّ حلقاته لم تنتهِ لتاريخه، واستمراره مرده حسب من التقتهم” تشرين” إلى وصول المياه لمستهلكيها « بالقطّارة » نتيجة تعطّل الآبار المغذية لهم مائياً، ولعدم إقلاع المشتغل منها من جراء ضعف التيار الكهربائي، المترافق مع الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي التي تصل إلى ساعة ونصف الساعة وصل، وخمس ساعات ونصف الساعة قطع، وما زاد الطين بلّة المعاناة من مزاجية بعض عمّال الشبكة في تعاطيهم مع توزيع المياه، ما ولّد حالة من عدم الإنصاف بتوزيع المياه على الأهالي، ومدينتا شهبا والسويداء مثال، أي العمال يعملون صراحة وفق أهوائهم ورغباتهم،علماً أن 80 بالمئة منهم يعملون ساعة يومياً فقط، حيث تقتصر مهامهم على فتح «السكورة» من دون متابعتها، ليتوجهوا إلى أعمالهم الخاصّة فيما بعد، الأمر الذي ترك طوالع المياه مرتعاً لعبث العابثين.

وأمام ذلك الواقع المائي المزري، لم يكن أمام الأهالي وعلى مبدأ المثل القائل مرغم أخوك لا بطل سوى التوجّه نحو خيارهم الأشد مرارة من أزمة المياه، ألا وهو شراء المياه بالصهاريج، ما أرهق كاهلهم خاصّة أن ثمن النقلة الواحدة سعة 20 برميلاً وصلت في بعض المناطق إلى نحو 60 ألف ليرة، ولسان حال الأهالي يسأل: إلى متى سيبقون يئنون ألماً ووجعاً تحت سياط الظمأ المائي، ولاسيما أمام غياب الحلول الجدية لأزمة المياه؟
سؤال نرمي به ونلقي لوزارة الموارد المائية عسى ولعلّ نلقى عندها الإجابة.

بدوره مكتب صحيفة «تشرين» بالسويداء قام بمخاطبة مؤسسة مياه السويداء الشهر الماضي أكثر من مرة للإجابة عن استفساراتنا حول واقع المياه الذي يسير من سيئ إلى أسوأ على ساحة المحافظة لكن للأسف لم تقم بالرد على تساؤلاتنا المرسلة لهم عبر الفاكس والواتس.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار