سورية والتحوّلات الكبرى في ملتقى إعلامي بمكتبة الأسد

تشرين- منال الشرع:

أقام اتحاد الصحفيين ملتقى إعلامياً بمناسبة ذكرى أداء القسم الدستوري للسيد الرئيس بشار الأسد تحت عنوان: “سورية والتحولات الكبرى” في مكتبة الأسد.
وفي مداخلة للواء حسن حسن الباحث المتخصص في الجيوبولوتيك والدراسات الإستراتيجية بيّن أننا اليوم في رحاب ذكرى خطاب القسم الدستوري والحديث عن التحولات الكبرى يدفعنا بالذاكرة إلى الوراء، فعندما سقط جدار برلين لم تكن المطارق لتهدمه معلنة نهاية الحرب الباردة، بل استهدفت أي جدار أو أي عوائق أمام اجتياح الليبرالية والمسيطرين على القرار الدولي الذين أرادوا لجميع شعوب العالم أن تبارك هذه السيطرة، إذ لم يكفهم ولاء الأنظمة وولاء الدول ولا المنظمات بل أصبحوا يريدون أن يستعبدوا الشعوب عنوة، فلم يكن لأحد أن يتوقع أن دولة بحجم سورية وإمكاناتها أن تقول (لا) لكل الإذعانات وخاصة في ظل هذا التوغل والتوحش المجرد من القيم الإنسانية، فسورية لم تغيّر هويتها وثوابتها فالإرادة غير قابلة للمصادرة، لذلك فإن أهم التبدلات التي تشهدها في هذه الفترة هي التركيز على الناحية الفكرية والعقائدية والقناعات والرؤى إضافة إلى طرائق التفكير لأن الحروب بشكل عام وبتعريفاتها هي مكاسرة إرادات فعندما تكسر الإرادات تحسم الحرب وكل الحروب الآن لتقليل الإرادة وإضعافها وسورية لم تتوقف عن الإرادة وعن قول( لا) لكل الإذعانات.

من جهته الدكتور سمير أبو صالح وفي مداخلة له أشار إلى واجب الإعلاميين المشاركة في اتخاذ القرار الذي يتكئ عليه القرار السياسي، فالإعلام وضع في مخيلته وفي أهدافه كيف يصنع الرأي العام خدمة لأهدافه، وهنا يبرز التخصص الإعلامي الهام جداً، وهو الإعلام المضاد بأن تأخذ الإشاعة والمقولة والخبر الإعلامي وتصنعه في عمل إعلامي إن كان يمس التاريخ والحضارة متسائلاً، هل نقوم بهذا العمل كإعلاميين؟ مجيباً أنه لا يوجد إعلام مضاد إلا في المبادرات الشخصية، فالوزارات لم تبنِ إعلاماً مضاداً إلا في  إطار ضيق عملياً، فالإعلام المضاد اليوم هو مصنع الرأي العام العالمي فما بالك بأن معظم الرأي العام العالمي اليوم مجند لمحاربتنا في إطار الإعلام المضاد وعليه أين نحن هو التموضع الإعلامي الإستراتيجي في ظل التغييرات والتموضعات على مستوى العالم، فهناك تغيير عامودي وأفقي في كل ما نفهمه وما نعرفه وما مارسناه بوجود الأقطاب الجديدة والتكتلات والاصطفافات في السياسة وفي الاقتصاد وفي العلم أيضاً وبالتالي لا بد لنا كإعلاميين أن نتكئ على معرفة عميقة في تصنيع الرأي العام الآخر والرأي العام المحلي أيضاً.
كما تطرق الدكتور خالد مطرود  مدير شبكة البوصلة الإعلامية ليؤكد في مداخلته أننا دخلنا في زمن التحولات وهو إسقاط مشروع الشرق الأوسط الكبير بسبب صمود سورية قيادة وشعباً وجيشاً ومن التحولات أيضاً إسقاط نظام القطب الواحد وبداية العمل لنظام متعدد الأقطاب بفضل سورية وحلفائها.
والسؤال الذي بذهن كل مواطن إلى أين نتجه اليوم عندما صمدنا وانتصرنا وكيف سنجسد هذا الانتصار على مستوى الداخل وعلى مستوى التشبيك خارجاً، فنحن اليوم أمام معادلة ما بين الاشتباك الذي ما زال والمطلوب أن يبقى، وما بين التشبيك الذي يتم إنجازه ولماذا يبقى هذا الاشتباك موجوداً لأن الحرب انتهت بأهدافها الإستراتيجية ولم تعد الشعارات القديمة قائمة والمطلوب أن تستمر الحرب لأنه فرصة لن تتكرر لأعداء سورية من الإسرائيلي والأمريكي والغرب، فبمجرد إنهاء الحرب في سورية سيكون بداية زوال “إسرائيل”، فسورية اليوم استطاعت أن تتجاوز كل الرياح والأعاصير السياسية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت