الجزيرة السورية الموطن التاريخي لأصناف القمح والشعير قبل 8500 سنة قبل الميلاد
تشرين:
منذ حوالي 11 ألف عام مضت، اتخذ الناس في الشرق الأوسط أولى الخطوات تجاه الزراعة، وكان القمح واحداً من أوائل النباتات التي زرعوها.
وتعد سورية الموطن التاريخي لأصناف القمح والشعير، والمهد الذي اكتشفت الإنسانية فيه الإمكانات الاستثنائية للحبوب، وتعلمت فيه كيفية زراعة البذور وإكثارها وحصادها.
وعلى أرض الجزيرة السورية اكتشف في موقع تل المريبط أقدم قرية زراعية معروفة في العالم مورست فيها زراعة الشعير والقمح وحيد الحبة المهجن من القمح البري وحيد الحبة منذ حوالي 8500 سنة قبل الميلاد، وهذا يؤكد أن ظهور الزراعة في الجزيرة السورية سبق ظهورها في أريحا الأغوار وفي تل أسود في حوض دمشق وغيرها من قرى العصر النطوفي التي عرفت الزراعة بعد سنة 8000 ق.م. كما اكتشف قمح ثنائي الحبة في منطقة تل أبو هريرة في سورية وفي أريحا وغيرهما من المناطق التي تعدّ من أقدم مناطق الاستئناس لهذا النوع من القمح.
ويُعدّ القمح أهم غذاء أساسي على مستوى العالم، يعتمد ما يصل إلى 55٪ من سكان العالم على هذا المحصول وينتشر المحصول في المناطق المعتدلة وهو مصدر دخل مهم لملايين المُزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والمتوسطة.
ويغطي القمح – في أجزاء من سطح الكرة الأرضية- أكبر مساحة من أي محصول غذائي آخر ويبلغ الإنتاج العالمي للقمح حوالي 735 مليون طن متري في العام، وهذه الكمية يمكن أن تملأ قطار بضائع يمتد حول العالم مرتين ونصف تقريباً.
يزرع القمح في أكثر بلاد العالم مرة واحدة في السنة وفي بعض البلدان يزرع مرتين، وتعتمد زراعته على ماء المطر في السقي، وفي بلدان أخرى يزرع بالاعتماد على الري بطرق خاصة، والقمح له أنواع متعددة جداً، فمنها ما يصلح لعمل الخبز ومنه ما يصلح لعمل المعجنات أو المعكرونة.
إنّ القيمة الغذائية العالية للقمح الكامل وكمية ونوعية الغلوتين الذي يحتوي على الطاقة ويبني الأنسجة العضلية، بالإضافة إلى طول فترة التخزين، كل ذلك جعل من القمح الحبوب الأساسية لإنتاج الخبز في جميع أنحاء العالم، حيث يحتوي على معادن كثيرة مثل الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والفوسفور والبوتاسيوم والصوديوم والزنك إضافة إلى فيتامين ب1و ب2و ب3وب6، كما يحتوي على سعرات حرارية ودهون كلية وكربوهيدرات وألياف.
وطبياً يستخدم جنين القمح أيضاً في عمليات الهضم الصحيحة لاحتوائه على جملة من الأنزيمات الهاضمة وفي تغذية الجملة العصبية وللوقاية من التهاب الأعصاب وتقوية الشعر والجلد والأغشية المخاطية ومعالجة ضعف تشكل الكريات الحمراء ومعالجة حالات إجهاد العين وغيرها الكثير.