نيران الاحتجاجات تلتهم مئات المباني والسيارات في فرنسا وتمنع ماكرون من مغادرة البلاد

تشرين:
فشلت الحكومة الفرنسية في إعادة الأمن إلى باريس ومدن أخرى رغم العنف المفرط الذي تمارسه الشرطة ضد المتظاهرين المحتجين على مقتل الشاب الجزائري نائل المرزوقي، فقد قالت قناة «BFMTV» التلفزيونية، إنه تم إضرام النيران في أكثر من 1300 سيارة و234 مبنى في فرنسا خلال الليلة الماضية أثناء أعمال الشغب التي اندلعت بعد مقتل فتى على يد الشرطة في وقت سارع فيه عمدة مدينة ليون الفرنسية ،غريغوري دوسيه، إلى طلب الدعم وإرسال تعزيزات أمنية إلى المدينة.
وفيما يتعلق بالأضرار المادية، قالت القناة: تم تسجيل وقوع 2560 حريقاً في الأماكن العامة، وتم حرق 1350 سيارة، وكذلك احترق أو تضرر 234 من المباني».
ووفقاً للقناة، هاجم المحتجون 31 مركزاً لوزارة الداخلية و16 مركزاً للشرطة البلدية و11 ثكنة لقوات الدرك.
في هذه الأثناء طلب عمدة مدينة ليون الفرنسية، غريغوري دوسيه، إرسال تعزيزات أمنية إلى المدينة وسط أعمال الشغب حسب ما نقلته صحيفة «لوموند».
وقال غريغوري دوسيه في المساء، لم تكن الشرطة كافية للتعامل مع أعمال الشغب.. نحن بحاجة إلى تعزيزات إذا كنا لا نريد أن يحدث هذا مرة أخرى.
وصرّح المسؤول الفرنسي بأنّ المدينة واجهت خلال الليل عنفاً غير مسبوق، مشيراً إلى أنه قد تم نهب نحو 40 متجراً، إضافة إلى إضرام النيران في نحو عشرين سيارة.
هذا، وذكرت صحيفة «لو فيغارو» نقلاً عن مصدر في الشرطة أن 7 من ضباط الشرطة على الأقل أصيبوا بالرصاص الليلة الماضية خلال أعمال شغب في ليون.
ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله: «في ليون، أصيب 27 شرطياً ليل الجمعة، سبعة منهم بطلقات أسلحة».
ولفت المصدر إلى أن أحد الضحايا أصيب في عينه وخده وحالته حرجة، كما أصيب أربعة آخرون في أرجلهم.
إلى ذلك شهدت العاصمة الفرنسية باريس، والعديد من المدن مظاهرات حاشدة ليل أمس رغم نشر الحكومة الفرنسية 45 ألف شرطي وعنصر أمن مدعومين بآليات مدرعة لاحتواء الاحتجاجات وقمعها.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن وزارة الداخلية قولها في بيان: إنّ الشرطة اعتقلت 322 شخصاً في فرنسا استناداً إلى حصيلة مؤقتة، بينهم 126 في باريس وضاحية نانتير غربها و56 في مرسيليا و21 في ليون.
وجرت اشتباكات عنيفة في جادة الشانزليزيه في باريس ومدن مرسيليا وستراسبورغ ونيس لليوم الخامس على التوالي استخدمت فيها الشرطة المدرعات والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وقد قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتأجيل زيارة دولة إلى ألمانيا كانت مقررة في 2-4 تموز بسبب الاحتجاجات في بلاده، وفق ما أعلن عنه مكتب رئيس الدولة الألمانية فرانك فالتر شتاينماير، وأضاف المكتب في بيانه: «اتصل الرئيس الفرنسي ماكرون بالرئيس شتاينماير اليوم، وأطلعه على الوضع في البلاد. وطلب الرئيس ماكرون تأجيل زيارة دولة كانت مقررة لألمانيا».
ونوه البيان بأن شتاينماير أعرب عن أسفه لقرار ماكرون، لكنه قال إنه يتفهم ذلك تماماً في ضوء الاحتجاجات، وشدد البيان على أن الزيارة، يجب أن تتم في القريب العاجل.
يشار إلى أن هذه الزيارة كانت ستصبح أول زيارة دولة يقوم بها رئيس فرنسي إلى ألمانيا منذ 23 عاماً.
على صعيد ردود الأفعال الدولية فقد دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الحكومة والشرطة في فرنسا إلى ضبط النفس ونبذ العنف، واحترام مبادئ الكرامة الإنسانية والاحتجاج السلمي والاهتمام بمطالب المحتجين.
وقال كنعاني في تصريح اليوم: إنّ ممارسة التمييز ضد المهاجرين وعدم تقبلهم وعدم تصحيح التعامل الخاطئ معهم من قبل بعض الدول الأوروبية، أدى إلى خلق أوضاع غير مناسبة للمواطنين الأوروبيين ولا سيما في فرنسا”.
وشدد كنعاني على ضرورة احترام الحكومة الفرنسية مبادئ الكرامة الإنسانية، وحرية التعبير وحق الاحتجاج السلمي للمواطنين، ووقف التعامل التعسفي مع مواطنيها.
ونصح كنعاني الرعايا الإيرانيين بتجنب السفر غير الضروري إلى فرنسا قدر الإمكان في ظل الأوضاع المتأزمة الحالية، داعياً رعايا إيران المقيمين في فرنسا إلى تجنب التردد غير الضروري إلى المدن، والمناطق التي تشهد احتجاجات بسبب الأوضاع غير الآمنة في فرنسا والتي لا يمكن التنبؤ بها.
وكانت الشرطة الفرنسية أقدمت الثلاثاء الماضي على قتل فتى يبلغ من العمر 17 عاماً عند نقطة تفتيش مرورية في ضاحية نانتير، ما أثار احتجاجات شعبية واسعة في أنحاء فرنسا لليوم الخامس على التوالي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
1200 فيلم وسيناريو تقدّم للمشاركة في مهرجان كوثر الدولي السينمائي في إيران "الزراعة" تناقش الخطة الزراعية المقبلة: وضع رقم إحصائي ومراجعة بروتوكول إنتاج بذار القمح والترقيم الإلكتروني لقطيع الثروة الحيوانية برنامج ماجستير تأهيل وتخصص في التنمية المجتمعية بالتعاون بين الجامعة الافتراضية السورية ومؤسسة التميز التنموية إطلاق أول اجتماع لشرح آليات تنفيذ دليل التنمية الريفية المتكاملة في طرطوس وزارة الداخلية تنفي ما يتم تداوله حول حدوث حالات خطف لأشخاص في محلة الميدان بدمشق على خلفية مشكلة خدمة دفع الفواتير عبر الشركة السورية للمدفوعات.. "العقاري": السبب تقطع في خطوط الاتصال وتم الحل المشهد الأميركي- الانتخابي والسياسي- يتخذ مساراً تصاعدياً بعد محاولة اغتيال ترامب.. لماذا إقحام إيران؟.. بايدن يُمهد لانسحاب تكتيكي ويلمح إلى هاريس كـ«رئيسة رائعة» أول تجربة روسية للتحكم بالمسيرات عبر الأقمار الصناعية تربية دمشق استقبلت نحو 17 ألف اعتراض 42 ضابطة مائية في دمشق.. والمياه تسرح لغسيل السيارات وتبريد الشوارع!