الصين: العالم بحاجة للتنسيق المشترك.. وجهود الغرب لتخفيف المخاطر الاقتصادية فرضية زائفة
قال رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ: أن عصر البطولات الفردية في مواجهة التحديات العالمية الخطيرة قد ولى، ويجب على الإنسانية أن تعمل معاً، لافتاً إلى أن جهود الغرب لتخفيف المخاطر الاقتصادية فرضية زائفة.
و في كلمة له خلال مراسم افتتاح الاجتماع السنوي الرابع عشر للمنتدى الاقتصادي الدولي «دافوس الصيف»، قال لي تشيانغ: إن تاريخ تطور المجتمع البشري هو تاريخ التغلب المستمر على مختلف التحديات والصعوبات. وفي مواجهة الأزمات الخطيرة، لا يمكن لأي بلد أن يهتم بنفسه فقط، ولا يمكن لأي بلد أن يحل جميع مشاكله بمفرده… الوحدة والتعاون هما الطريق الأمثل للبشرية، مشيراً إلى أن جميع دول العالم على مدى السنوات الثلاث الماضية بذلت جهوداً جبارة لمواجهة تحديات الوباء، ما يدل على القوة الهائلة للتضامن والمساعدة المتبادلة للبشرية.
وأضاف: لن يكون وباء “كوفيد-19″ آخر أزمة صحية عامة ستواجه البشرية، ما زلنا نواجه عدداً من التحديات والصعوبات العالمية، بما في ذلك مكافحة تغير المناخ، ومشكلة مخاطر الديون، وتباطؤ النمو الاقتصادي، والفجوة بين الأغنياء والفقراء، لافتاً إلى أن أقدار الناس حول العالم مترابطة على نحو وثيق، لهذا من الضروري زيادة تطوير مفهوم التعاون متبادل المنفعة، والعمل معاً لحل المشكلات العالمية والمساهمة في تقدم الحضارة الإنسانية بجهود مشتركة.
كما أكد المسؤول الصيني على ضرورة ألا يعود العالم إلى حالة العزلة والإغلاق، قائلاً: العولمة الاقتصادية اتجاه تاريخي، وعلى الرغم من أننا نواجه عدداً من الصدمات في هذه العملية، إلا أن الاتجاه العام للعولمة الاقتصادية وتطورها لم يتغير أبداً، لاسيما في ظل التطور المتسارع الراهن في التقنيات الجديدة المتمثلة في التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، وهو ما خلق ظروفاً أكثر ملاءمة للعولمة الاقتصادية.
وتابع: يجب أن نتبع اتجاهات العصر، ونسعى إلى مزيد من الإجماع حول التنمية، ونتبنى سياسة الاقتصاد العالمي المفتوح، ونعارض بشدة التسييس المصطنع لقضايا التجارة والاقتصاد، مشدداً على الحاجة إلى الحماية المشتركة لأمن واستقرار واستمرارية سلاسل الإنتاج والتوريد العالمية، حتى يمكن لثمار العولمة الاقتصادية أن تعود بالفائدة على مختلف البلدان والمجموعات المختلفة من الناس بشكل عادل.
وانتقد رئيس الوزراء الصيني، الجهود التي يبذلها الغرب لتخفيف مخاطر الاقتصاد العالمي واعتبرها «فرضية زائفة»، لافتاً إلى أن الغرب، يبالغ البعض بإبراز أهمية ما يسمى تقليص الاعتماد والتخفيف من المخاطر.
وأضاف: هذان المفهومان فرضية خاطئة، لأن تطور العولمة الاقتصادية جعل الاقتصاد العالمي كياناً مشتركا نتداخل فيه أنا وأنت.. اقتصادات العديد من الدول تختلط مع بعضها البعض وتعتمد على بعضها البعض وتحقق انجازات بسبب بعضها البعض وتتطور معاً، مؤكداً أن هذا في الواقع شيء جيد، وليس سيئاً.
على صعيد آخر، قال لي تشيانغ إن بلاده بصدد تحقيق هدف النمو المرسوم للسنة الراهنة، رغم تباطؤ الانتعاش في ثاني اقتصاد عالمي.
وسجل نمو إجمالي الناتج المحلي في الصين 3% العام الماضي، بعيداً عن الهدف الرسمي المحدد بـ5.5 % وهو من الأبطأ منذ 4 عقود، والعام الحالي حددت الحكومة هدف النمو عند 5% تقريباً.
وافتتح الاجتماع السنوي الرابع عشر للمنتدى الاقتصادي العالمي لقادة العالم الجدد، المعروف بـ”دافوس الصيف” اليوم الثلاثاء في مدينة تيان جين الساحلية شمال الصين، تحت عنوان “ريادة الأعمال: قاطرة الاقتصاد العالمي”، وهو الأول بعد توقف دام 3 سنوات بسبب وباء كوفيد، ومن المقرر أن يستمر حتى الخميس.
ويشارك في المنتدى أكثر من 1500 مشارك من حوالي 90 دولة بمن فيهم السياسيون ورجال الأعمال وممثلو مراكز الفكر والمنظمات المجتمعية الدولية.