برلماني أوروبي: العقوبات ضد روسيا تدمر الاتحاد.. وبريطانيون يطالبون باستفتاء لرفعها ووقف مساعدة أوكرانيا
تشرين:
وقّع أكثر من 11 ألف بريطاني على التماس يدعو لإجراء استفتاء في عموم المملكة المتحدة لرفع العقوبات عن روسيا، ووقف مساعدتها لأوكرانيا.
وجاء في نص الالتماس الذي تم نشره على الموقع الرسمي لمجلس العموم البريطاني: في حال لم تغير حكومتنا سياستها المتعلقة بفرض عقوبات على روسيا والتي تشكل في حقيقتها هزيمة للذات من خلال التسبب بارتفاع أسعار الطاقة والتوقف عن إرسال أسلحة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا.. سيكون عليها إجراء استفتاء في عموم المملكة المتحدة حول هذه القضية في غضون ستة أشهر على الأكثر.
وأضاف نص الالتماس: الحكومة البريطانية تدخلت في النزاع في أوكرانيا من دون أي تفويض من مواطني الدولة الذين بات عليهم الآن تحمل معاناة العواقب الاقتصادية المترتبة على هذا التدخل، ومن بينها ارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف المعيشة وأسعار الفائدة والتضخم والبطالة وزيادة الضرائب والفوائد، إضافة إلى الإضرابات وإلحاق الضرر بالشركات وتقليص الخدمات العامة.
وأوضح الالتماس أن دافعي الضرائب البريطانيين دفعوا حتى الآن ثمناً يقدر بمئة مليار جنيه لدعم أسعار الطاقة وعشرة مليارات أخرى في مساعدات عسكرية وغيرها لأوكرانيا، لافتاً إلى أن الكفاح لإرساء السلام سيسهم في الحد من إراقة الدماء، وكذلك في عودة الاستقرار ووقف تصاعد أسعار الطاقة والغذاء وفي وضع اللجوء.
وحسب الموقع الإلكتروني لمجلس العموم فقد وقع حتى الآن 11629 شخصاً على الالتماس، وفي هذه الحالة سيكون على حكومة البلاد الرد عليه نظراً لأنه حصل على أكثر من عشرة آلاف توقيع، وفي حال جمع مئة ألف توقيع فسيتم تحويل الالتماس للمناقشة في مجلس العموم.
في سياق متصل، قال عضو البرلمان الأوروبي، إيفان فيليبور سينتشيتش: إنّ العقوبات والقيود المستمرين ضد روسيا تدمر دول الاتحاد الأوروبي.
وأضاف سينتشيتش في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» نشرت اليوم: إن العمل على الحزمة الـ12 من العقوبات ضد روسيا سيستمر لأسباب دعائية، لافتاً إلى أن الحزمة الـ11 من العقوبات ضد موسكو تثير الضحك، وتشمل هذه الحزمة عقوبات، لمواجهة تحايل روسيا على العقوبات من خلال دول ثالثة، وحظر على حركة الشاحنات من الاتحاد الروسي، وحظر عبور النفط عبر الفرع الشمالي لخط أنابيب دروغبا.
وتابع : بالكاد عانت روسيا من الجولات الـ10 السابقة من العقوبات، والحزمة الـ11 لن تغير الوضع. أعتقد أن روسيا لم تعد تهتم بأوروبا فإذا تمكنوا من التجارة مع أوروبا، فلا بأس عندهم بذلك. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف تركز روسيا على الأسواق الآسيوية وغيرها وتنسى أوروبا إلى الأبد…
أوروبا، بسياستها الطائشة، جعلت نفسها غير ذات صلة بروسيا، مشيراً إلى أنه لا يوجد شيء تقريباً يمكن تضمينه في العقوبات الجديدة.
ويعتقد سينتشيتش أن العديد من البلدان لها مصالحها الخاصة، لذلك كان من الصعب عليها التوصل إلى اتفاق بشأن أي قضايا.
واستشهد بمثال إحجام بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي عن فرض عقوبات على روساتوم (مؤسسة حكومية روسية للطاقة النووية)، وبالتالي تعريض مشاريعهم المتعلقة بالطاقة للخطر.
وتابع النائب الأوروبي: الاتحاد الأوروبي فهم في البداية أن النفط والسلع يتم تداولها عبر دول ثالثة أو وسيطة، لكنه تجاهل ذلك بسبب اعتماده على الواردات من الاتحاد الروسي.
ووفقاً لسينتشيتش فإن العقوبات مدمرة ذاتياً لأوروبا، موضحاً أنه حتى الآن جاءت معظم السلع إلى الدول الأوروبية من خلال وسطاء، في حين أصبحت أسعارها أعلى بكثير.. وهذا يقوض القدرة التنافسية لأوروبا، مشيراً إلى أن الناس والشركات يعانون بشكل كبير من مشاكل في إدارة الميزانية وأن الاتحاد الأوروبي يغرق ببطء في الركود وتراجع التصنيع.
وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن العوامل ذات الصلة لن تكمل المناقشات حول الحزمة الـ12 من القيود ضد روسيا، فمن الصعب التنبؤ بما ستشمله هذه الحزمة ومتى سيتم اعتمادها، حيث سيتم إجراء العديد من المناقشات قبل الاتفاق على أي شيء.
من جهة ثانية، رجحت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية أن يتجنب الاتحاد الأوروبي تطبيق عقوبات تعهد بفرضها على دول آسيا الوسطى، التي رفضت الالتحاق بالعقوبات الغربية ضد روسيا.
وأضافت “بوليتيكو”: إن الحزمة الحادية عشرة من عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا تشمل آلية “لمعاقبة” الدول الثالثة التي تساعد روسيا في تجاوز العقوبات الغربية، مشيرة إلى أنه رغم ذلك، يعارض بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي “معاقبة” بلدان آسيا الوسطى.
وقال مسؤولون أوروبيون: إن هناك مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بالعلاقات الدبلوماسية، وكذلك زيادة تعاون اقتصادات هذه الدول مع روسيا والصين، والابتعاد عن الاتحاد الأوروبي.
وترى ألمانيا وعدد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى أنه يجب استخدام العقوبات الثانوية خطوة أخيرة، حيث إن مثل هذه الآلية ستدفع شركات تلك الدول وخاصة في آسيا الوسطى إلى أحضان روسيا والصين.
وتسببت حزم العقوبات المتتالية على روسيا بعد بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا في اضطراب سلاسل التوريد وارتفاع أسعار الوقود والغذاء في المملكة المتحدة وأوروبا والولايات المتحدة.