خطرها لا يقلّ عن العادية ..السيجارة الإلكترونية سعرها يصل إلى ٦٥ ألفاً و “النرجيلة” تنتهي ب٧٠٠ ألف
تشرين – بشرى سمير:
يقبل العديد من الشباب على تدخين السجائر الإلكترونية، لاعتقادهم بأنها أقل ضرراً، ولأنهم يحملونها أينما ذهبوا من دون الحاجة إلى الجلوس في مقهى، أو كافيه لتدخين النرجيلة، وتحمل أعباء مالية كبيرة، ما زاد من انتشارها بشكل كبير، حتى بين طلاب الجامعة والموظفين، لكونها سهلة الحمل لصغر حجمها.
يشير الشاب محمد إلى أنه لجأ إلى السيجارة الإلكترونية لأنها أقل تكلفة من السجائر العادية وأقل ضرراً، لافتاً إلى أن سعرها مرتفع إلى حد ما، لكنها تبقى لسنوات، ويمكنه شراء التبغ بسعر الجملة لكونه أوفر.
طبيب: ” الصحة العالمية” حذرت من السجائر الإلكترونية وغيرها من وسائل التدخين الإلكتروني
ولفت الشاب علي إلى أنه تعلم على النرجيلة الإلكترونية بعد تجربتها من أحد أصدقائه، الذي شجعه على اقتناء واحدة منها، لكونها كما يزعم أقل ضرراً ولسهولة حملها، مع العلم أن أسعارها عالية جداً، وتتراوح بين 35- 60 ألف ليرة، وبالنسبة إلى النرجيلة تبدأ من 200 وتنتهي بـ700 ألف ليرة.
وقالت الشابة عبير إنها استغنت عن السجائر العادية لمصلحة السجائر الإلكترونية، لأنها تعد فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين، والتخلص من مصروف الدخان الزائد، ولفتت إلى أن رائحتها غير مزعجة نهائياً، ومصروفها قليل جداً شهرياً، إضافة إلى أنه حسب معلوماتي تعمل على نظام مفلتر وقوي جداً يحافظ على صحة الرئتين والجهاز التنفسي.
بلا رائحة في الفم
السيدة مها أحمد بينت أنها لم تكن تعرف أن هناك سجائر إلكترونية حتى تعاطتها صديقتها، وحين سألتها عن سبب لجوئها إلى هذا النوع وترك ما كانت معتادة عليه، أخبرتها أنها أقل خطورة، كما أنها لا تسبب رائحة في الفم والملابس، ولا يشم رائحتها من هم حولك، وعرفت أنها باتت مقبولة قياساً إلى السجائر العادية، وتكون بـ250 «سحبة» فقط، هذه المواصفات “شجعتني على شرائها والتعود عليها”.
مايا العلي بيّنت أنها اقتصادية لأنها تدفع ثمنها مرة واحدة، وأفضل من شراء سجائر دائماً، وخاصة إذا عرفنا أن استعمالها يدوم لفترة وفق المواصفات الجيدة التي تحملها، ولها نكهات عديدة مثل “النعناع والتفاح والقرنفل والشكولاته” وأنواع أخرى تظهر بين الحين والآخر، وأصبح الحصول عليها سهلاً جداً، فهناك أماكن مخصصة لبيع أنواع النكهات الجديدة، وبمختلف الأسعار، وتستعملها من دون علم أهلها لأنهم ضد الفكرة.
الترويج الكبير لبيعها
وتعلن محال وأماكن بيعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن وصول أنواع جديدة ومتنوعة وبعدة ألوان، والتي دخلت البلاد قبل سنوات، وانتشرت بشكل كبير بين الشباب والشابات، خاصة في أماكن العمل والشوارع والمطاعم والمقاهي والمنتديات الترفيهية.
رأي الطب
لكن هل هي فعلاً أقل ضرراً من السجائر العادية أو النرجيلة؟ هذا السؤال يجيبنا عنه الدكتور محمد شاهين اختصاصي في أمراض الرئة، مبيناً أن استخدام السجائر الإلكترونية يُزيد بقوة من خطر إصابة الرئة بأمراض مزمنة، مثل الربو أو التضخم، لما تحمله من أضرار طويلة المدى لاستخدامها والترويج لها على أنها بديل أكثر أمناً من التبغ، وكوسيلة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين.
ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية حذرت من السجائر الإلكترونية وغيرها من وسائل التدخين الإلكتروني، والتي غالباً ما تلقى رواجاً بسبب ما توفره من نكهات متعددة، وخاصة لدى المستهلكين الأصغر سناً من الشباب، لافتة إلى أن معدلات الانتقال لاحقاً من التدخين الإلكتروني إلى السجائر العادية تزيد لدى المدخنين تحت السن القانونية بنحو مرتين أو ثلاث عن الشباب الأكبر سناً.
وينسب اختراع السيجارة الإلكترونية إلى الصيدلي الصيني “هون ليك” عام 2003 وتم توزيعها عام 2004 حتى حصلت على براءة الاختراع عام 2007.