مشاهد تجعل الفقراء لا يندمون على الحرمان من المادة…الأوساخ والقاذورات أبرز ملامح سوق اللحوم في الزبلطاني..
تشرين- بشرى سمير:
ما إن تطأ قدماك سوق اللحوم في الزبلطاني بدمشق حتى يفاجئك منظر بقايا العظام المتناثرة في كل الأماكن التي تقف عليها آلاف الذباب والحشرات وتنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف، إضافة إلى منظر الدم الذي اختلط بالماء في محاولة هزيلة من أصحاب المحال للشطف والتنظيف، وخلال جولتنا في السوق أول شيء تبادر إلى ذهننا هو من يستطيع شراء اللحوم من هذا السوق الذي كل ما فيه يجعل المواطن ينفر منه حتى منظر اللحمة التي يتم تقطيعها، لونها أزرق وهذا دليل على أنها نتيجة سوء الحفظ تغير لونها.
يقول محمد وهو أب لأسرة كبيرة إنه جاء يشتري اللحمة من هنا لكونها أرخص لكن منظر السوق كان منفراً.
فيما أشار أبو جعفر إلى أنه أحضر زوجته لشراء وانتقاء اللحمة بنفسها لكنها سرعان ما غادرت السوق وهي تحذره من الشراء من هذا السوق مرة أخرى.
مدير الشؤون الصحية: يجب إغلاق السوق لمدة عام لتنظيفه
ولفتت المواطنة سهى إلى أنها قرأت عن وجود خلط للحوم بأنواع من لحوم الكلاب أو اللحوم الفاسدة ما جعلها تحجم عن الشراء.. في الوقت الذي أشارت فيه المواطنة خديجة إلى أنها تشتري من هذا السوق رغم منظر اللحوم المقزز لرخص ثمنها قياساً بالمحال الأخرى ولقربه من مكان سكانها.
وأشار أصحاب المحال إلى أن هذه العظام يتم جمعها وطحنها لتصبح وجبات لإطعام الحيوانات من كلاب وقطط، مشيرين إلى أن انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة يساهم في تغير لون اللحوم من دون أي يؤثر ذلك في صلاحيتها.
بلدية الزبلطاني
مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق قحطان إبراهيم أشار إلى أن السوق ونظافته هما مسؤولية بلدية الزبلطاني وأن السوق له بلدية خاصة به وهي التي تقوم بمخالفة المحال على موضوع النظافة، موضحاً أن مسؤولية الشؤون الصحية هي التأكد من اللحوم التي تباع هي مختومة وصالحة وصادرة عن مسلخ المحافظة أو مهربة، وفي حال وجود مخالفات يتم إغلاق المحل، وفيما يتعلق بلون اللحوم التي تميل إلى الزرقة أشار إلى أنها لحوم بقر وعجل، ولفت إبراهيم إلى أن السوق يجب إغلاقه على الأقل لمدة عام لإعادة تأهيله وتنظيفه، وخاصة أنه يشهد في ساعات المساء وجود ما يزيد على 50 جرذاً ما يجعل دخوله أمراً مستحيلاً وذلك بسبب انعدام النظافة، منوهاً إلى أنه تم التواصل مع بلدية الزبلطاني للتعاون وتقديم كل ما يلزم لتنظيف السوق من مبيدات ومواد لقتل القوارض لأن الوضع هناك مهزلة فعلاً ولا يحتمل فعلاً.
لحوم الأبقار والعواس
وفيما يتعلق ببيع لحوم كلاب نفى مدير الشؤون الصحية هذا الكلام، مؤكداً أن هناك لحوم إناث الأبقار أو النعاج وغالباً ما يتم ذبح إناث الأبقار أو العواس عند مرضها وتباع في السوق والمؤسسة السورية للتجارة سمحت بذبح الأبقار وبيعها.
وفيما يتعلق بوضع الكهرباء أشار إبراهيم إلى أن صاحب كل محل يمكنه الاكتفاء بـ3 ذبائح بدل عشر، إضافة إلى أنه يمكن لأصحاب المحا الاشتراك وجلب أمبيرات للحفاظ على سلامة اللحمة.
السوق تاريخياً
تجدر الإشارة إلى أن سوق الهال تأسس في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي في منطقة الزبلطاني بدمشق والمحاذية تماماً لمنطقة جوبر، والقريبة من ساحة العباسيين، ويعد السوق حلقة الوساطة بين محال بيع المفرق والفلاحين المنتجين باعتباره السوق الرئيسي المتخصص في بيع الخضار والفواكه واللحوم و وقد تعرض للخراب خلال الحرب.
ويمتد السوق على مساحة تبلغ نحو نصف هكتار، كما يعدّ المكان الوحيد الذي يعمل 24 ساعةً من دون توقف ولسبعة أيام في الأسبوع وبلغ عدد محال سوق الهال نحو 750 محلاً.