بعد أمراس الكهرباء…كابلات الهاتف في مرمى لصوص الألمنيوم والنحاس.. استنزاف للبنى التحتية يتطلب تشريعاً زاجراً
تشرين – ثناء عليان:
لفت المهندس بديع ونوس مدير فرع الشركة السورية للاتصالات في طرطوس إلى تفشي ظاهرة سرقة الكابلات الهاتفية وهذا يحمل الشركة أعباء إضافية ويؤدي إلى خروج قرى خدمية عن الخدمة الهاتفية أحياناً، ما ينعكس سلباً على تقديم الخدمات للمشتركين، إضافة إلى حدوث تعديات بشكل دائم على الشبكات الهاتفية الضوئية والنحاسية بسبب أعمال الحفريات العشوائية من قبل بعض المواطنين وحالة سرقة الكابلات الهاتفية المتكررة، مؤكداً أنه تم إلقاء القبض على عدد من السارقين بفضل جهود قيادة الشرطة وبالتعاون مع مديري المناطق والنواحي.
وأوضح ونوس أن التقنين الكهربائي الحالي أثر في قطاع الاتصالات، إذ إن هناك 96 محرك ديزل تعمل على كامل قطاع المحافظة بمعدل 20 ساعة على الأقل في اليوم الواحد، وأغلبية هذه المحركات أصبح عمرها الزمني أكثر من 20 عاماً، وهذا يجعلها تتعرض للأعطال بشكل يومي، بسبب فترة العمل الطويلة لها، ما يؤدي إلى استهلاك المحروقات بشكل كبير وهذا يشكل عبئاً كبيراً على ميزانية الفرع ويزيد من النفقات، كما أن الوحدات الضوئية في كامل قطاع المحافظة والبالغ عددها 117 وحدة ضوئية تعمل على البطاريات والكهرباء وتحتاج للشحن الكهربائي لمدة ست ساعات متواصلة على الأقل وهذا لا يحصل حالياً، ما يؤدي إلى توقفها.
وفي سياقٍ موازٍ، لفت مدير “اتصالات طرطوس” إلى معاناة الشركة من نقص في العمالة وخاصة اختصاص “كوابل، تركيبات” في المراكز الهاتفية حيث يوجد 53 عاملاً في الخدمة الاحتياطية، ما يؤثر سلباً على أعمال صيانة خطوط المشتركين، ودعا إلى تأمين تغذية مستمرة من دون تقنين للمراكز الهاتفية الرئيسة في الفرع، وإلى ضرورة التنسيق مع شركة الاتصالات عند قيام أي جهة بالحفر بجوار الكابلات.
وعلى مستوى الأعمال التي نفذتها الشركة، بيّن المهندس بديع ونوس أنه تم خلال العام الحالي الانتهاء من تنفيذ عدد من المشاريع كمشروع مد كبل ضوئي من مركز اتصالات طرطوس الأول إلى مركز اتصالات الدريكيش، كما تم الانتهاء من تنفيذ مشروع ربط ضوئي بين مركزي اتصالات بلوزة ومركز اتصالات الرمال الذهبية، إضافة إلى الانتهاء من تنفيذ مشروع خط تغذية كهربائية معفى من التقنين لمبنى فرع اتصالات طرطوس حيث وصلت نسبة التنفيذ في جميع هذه المشاريع إلى 100%.
وعن مشروع توسيع الشبكة الهاتفية في كل من دوير الشيخ سعد والقدموس بيّن ونوس أنه يوجد الآن توسيع بوابات في مقسم دوير الشيخ سعد بسعة حوالي 3000 بوابة، أما القدموس فقد تم إعطاء أمر المباشرة للمتعهد الجديد لتوسيع الشبكة الهاتفية والفرعية في مركز الاتصالات التابع لها على حساب المتعهد الناكل، لافتاً إلى أنه يوجد 16 وحدة ضوئية خارجية مدرجة ضمن خطة عام 2023 لتركيب نظام الطاقة الشمسية لها.
وأشار ونوس إلى أنه تم تركيب 6086 خطاً هاتفياً في جميع مراكز المحافظة حتى نهاية أيار لتصل نسبة التركيب إلى 44% من خطة هذا العام البالغة 14000 رقم هاتفي، كما تم تركيب 7570 بوابة إنترنت في جميع مراكز المحافظة من ضمنها 5745 بوابة تراسل لتصل نسبة التنفيذ إلى 95% من خطة العام لمزود تراسل والبالغة 6000 بوابة تراسل، وتأمين البنية التحتية لخدمة “FTTH” وهي خدمة ليف ضوئي إلى المنازل بسرعات تتراوح بين 8-16 ميغابايت/ثا حيث وصل عدد المشتركين إلى 362 مشتركاً، كما تم تفعيل خدمة “IPTV” وهي خدمة مشاهدة قنوات البث التلفزيوني عبر اتصال منفصل عن خدمة الإنترنت شريطة توفر البوابة لدى المشترك وهي متوفرة في 23 مركزاً هاتفياً، حيث وصل عدد المشتركين بهذه الخدمة إلى 3372 مشتركاً حتى نهاية شهر أيار.
ختاماً – الكلام لنا – تبدو معدات البنى التحتية في حالة استنزاف متسارع، لاسيما في قطاعي الكهرباء والاتصالات، من قبل “لصوص النحاس والألمنيوم”..إذا سبق و تكررت شكاوى المواطنين ووزارة الكهرباء من التعديات المباشرة على الشبكة، ليس لاستجرار التيار الكهربائي، بل لسرقة الأكبال والأمراس خلال فترات التقنين وانقطاع التيار، وبشكل باتت شركات الكهرباء معه عاجزة عن تأمين بدائل سريعة للأكبال المسروقة.. والأمر ذاته بالنسبة لقطاع الاتصالات.
وهنا نتساءل لماذا لا يتم تفعيل القوانين النافذة لإنزال أشد العقوبات بمن يتجرأ ويتعدى على تجهيزات الشبكة، أو إصدار تشريعات خاصة تنزل عقوبات قاصمة بحق هؤلاء، ليصار إلى إيجاد حالة من الردع، تحمي الممتلكات العامة من عبث العابثين؟