تسويق ١٣٥ ألف طن من القمح في حماة والخط البياني بدأ بالتراجع
تشرين – محمد فرحة:
قد يكون من الخطأ الأكبر الذي لم يفعله المعنيون، إن لم نقل تجاهلوه أو لم يعيروه الاهتمام الكافي واللازم لجهة توفير الحد المعقول من مستلزمات إنتاج القمح والشعير، ولو فعلوا ذلك لاختلف الوضع تماماً وامتلأت صوامعنا ومستودعاتنا بالقمح ووفرنا الملايين من القطع الأجنبي على الخزينة العامة، وخاصة أن الظروف المناخية هذا العام كانت ملائمة ومناسبة للقطاع الزراعي بشهادة المعنيين في وزارة الزراعة، فلو اكتملت مع المزارعين والمحاصيل لكانت الفرحة أكبر للمزارعين والمستهلكين في آن معاً.
وفي لغة الأرقام نتحدث هنا عن إنتاج محافظة حماة، فقد بلغ الإنتاج عام ٢٠١٩، ١٤٢ ألف طن، وفي عام ٢٠٢٢، ١٢٣ ألف طن و135 حتى الثلاثين من شهر حزيران، أي قبل أيام من إقفال أبواب مراكز استلام المحصول من المساحات نفسها التي تزرع سنوياً.
المهندس وليد جاكيش مدير فرع السورية للحبوب أوضح في تصريح لـ«تشرين» أن الكميات التي تم تسويقها حتى صباح هذا اليوم الثلاثاء وصلت إلى ١٣٥ ألف طن، وزاد على ذلك بأن الإنتاج هذا العام أفضل من العام الماضي نظافة وإنتاجاً، فلو توافرت للمحصول ومزارعيه المستلزمات الكافية لكانت النتائج مغايرة تماماً.
وأشار جاكيش إلى أن الخط البياني سيبدأ بالهبوط التدريجي مع اقتراب نهاية شهر حزيران، آملاً أن يتعدى الإنتاج المستلم الـ٢٣٠ ألف طن، منوهاً بأنه يجري تباعاً صرف قيمة المحصول المسوق من دون تأخير.
عدد من المزارعين في سهل الغاب وريف حماة الجنوبي والشرقي أكدوا أن إنتاج وحدة المساحة في الحقول الإكثاربة كان لافتاً ومميزاً ووصل إلى ٧٠٠ كغ، في حين بأحسن الأحوال لم يتعد الـ٣٠٠ كغ في حقول غير إكثارية وفقاً لشهادة طاهر العيسى.. معللاً الأسباب بأنه دائماً يجري التركيز على الحقول الإكثارية رغم أنها لا تزيد أهمية عن الحقول الأخرى لدى المزارعين، فلو وفروا لنا الحد المعقول من الأسمدة ومياه الري لكان للإنتاج كلامٌ آخر.
بالمختصر المفيد هاهي وزارة الزراعة تقول إن الظروف المناخية كانت مناسبة وملائمة هذا العام للمحصول، وهذا كلام دقيق، لكن نخشى ألّا يأتي الإنتاج المبتغى والمراد لتعود وتنفي الوزارة بأن الجو والمناخ لم يكونا مناسبين .
إننا نريد إنتاجاً يملأ صوامعنا ويلامس سقفها العالي، وبالتالي التوفير بالإقلال من استيراد القمح.