مشاريع خدمية مهمة في مدينة الحسكة هذا العام

تشرين – خليل اقطيني:
مدينة الحسكة على موعد مع العديد من المشاريع الخدمية المهمة، خلال العام الحالي في مختلف المجالات، حيث يقوم مجلس المدينة حالياً باتخاذ الإجراءات اللازمة للمباشرة بتنفيذ هذه المشاريع الحيوية.

مشروع لاستبدال 8 كم من شبكة الصرف الصحي بتكلفة 13 مليار ليرة

وحسب رئيس المجلس المهندس عدنان خاجو تحوّل مجلس مدينة الحسكة في هذه الفترة إلى خليّة نحل من أجل إنجاز كل التحضيرات اللوجستية والفنية والإدارية الضرورية للإقلاع بالمشاريع الخدمية، التي تم إقرارها في خطة مجلس المدينة خلال العام الحالي 2023، وإنجازها خلال المدد الزمنية المحددة، ولاسيما أن البعض منها- إن لم يكن كلّها- لا بدّ من الانتهاء من تنفيذه قبل حلول موسم الأمطار في فصل الشتاء القادم، وذلك لأن من شأن هذه الأمطار التأثير سلباً على جودة التنفيذ ونوعيته، وهذا أمر مرفوض كلياً لأن تنفيذ جميع المشاريع المدرجة في الخطة لا بدّ أن تكون وفق المواصفات المحددة في الدراسات الفنية.

أكبر المشاريع
وذكر خاجو أن مشروع استبدال أجزاء من شبكة مجرور الصرف الصحي في المدينة يعدّ من أكبر المشاريع. وذلك من حيث طول الشبكة التي سيتم استبدالها من جهة، والقيمة المالية للمشروع من جهة ثانية. مبيناً أن المسافة الطولية التي سيتم استبدالها في هذا المشروع من شبكة مجرور الصرف الصحي في المدينة تبلغ 8 كم، وهي مسافة طويلة لم يتم تنفيذ مثيل لها في السنوات الماضية، وسينفذ المشروع بدعم من منظمتي اليونيسيف وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بتكلفة 13 مليار ليرة، ويتضمن استبدال خطوط مجرور الصرف الصحي القديمة التي تعاني مشكلات واهتراءات واستعصاءات، ناتجة عن قدم شبكة المجرور في المدينة وصغر أقطارها، الأمر الذي جعلها غير قادرة على استيعاب التوسع العمراني الذي شهدته مدينة الحسكة خلال السنوات الأخيرة، نتيجة استقرار الكثير من الأسر الوافدة من المحافظات الأخرى فيها. ومن شأن هذا المشروع أن يشكل انفراجاً في مشكلة الصرف الصحي في المدينة والأحياء التابعة لها ، وسيتم استبدال القساطل القديمة بقساطل جديدة مصنوعة من الإسمنت المسلّح المقاوم. يبلغ طول كل قطعة منها مترين، وهذا يحدث لأول مرة في مدينة الحسكة، فقد جرت العادة على استخدام قساطل بطول 1 متر لكل قطعة، علاوة على أن القساطل الجديدة ذات أقطار كبيرة، تصل إلى 50 سم.

1000 جهاز لاستكمال إنارة شوارع المدينة بالطاقة الشمسية

وأوضح خاجو أن مجلس مدينة الحسكة سبق أن نفذ عدة مشروعات لاستبدال شبكة مجرور الصرف الصحي بدعم من المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي في المحافظة بطول 12.7 كم. ومع المشروع الجديد الذي سينفذ في المرحلة القادمة من هذا العام يصبح طول شبكة المجرور التي تم استبدالها في مدينة الحسكة 20.7 كم من الطول الكلّي لشبكة مجرور الصرف الصحي في المدينة البالغ نحو 50 كم. وستلي هذا المشروع مشروعات أخرى، ما يعني قطع شوط كبير في القضاء على مشكلات واختناقات شبكة مجرور الصرف الصحي في المدينة، إن لم يكن القضاء على هذه المشكلات والاختناقات نهائياً. وبعد الانتهاء من تنفيذ مشروع استبدال أجزاء من شبكة مجرور الصرف الصحي، سيقوم مجلس المدينة بتزفيت الشوارع التي تم حفرها من جراء تنفيذ هذا المشروع.

شوارع المدينة تتلألأ بالطاقة البديلة
أما المشروع الثاني الذي سيتم تنفيذه في العام الحالي، فهو مشروع استكمال إنارة شوارع مدينة الحسكة بالطاقة البديلة.
ويوضح خاجو أن المشروع يتضمن إنارة شوارع وساحات في المدينة من خلال تركيب 1000 جهاز إنارة جديد، تعمل على الطاقة الشمسية باستطاعة 30 واط، تؤمّن الإنارة للشوارع والساحات طوال الليل ما دام ثمة ظلام؛ ولا تنطفئ إلّا بحلول النهار. مشيراً إلى أن المشروع سينفّذ في الشوارع التي لم تتم إنارتها من المشروع السابق، الذي انتهى مجلس مدينة الحسكة من تنفيذه في آذار الماضي، بدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وتضمن تركيب 625 جهاز إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، إضافة إلى نصب 198 عاموداً، وصب قواعد بيتونية لتثبيتها، وذلك في عدد من الشوارع الرئيسة ضمن المدينة.
ولفت خاجو إلى أهمية مشاريع إنارة شوارع وساحات المدينة بالطاقة البديلة، لجهة توفير الإضاءة في مركز المدينة وساحاته وأسواقه وشوارعه الرئيسة ليلاً حتى ساعات الفجر، وذلك بعد طول معاناة من انتشار الظلام نتيجة عدم توفر التيار الكهربائي النظامي خلال ساعات المساء، مشدداً على أن المشروع سيسهم في إعادة تفعيل عمل الأسواق التجارية، وتنشيط حركة المواطنين ضمن المدينة.
لافتاً إلى أن هذا المشروع هو حصيلة الجهود والدراسات الفنية التي قام بها مجلس مدينة الحسكة، حرصاً منه على استمرار تقديم الخدمات البلدية الأساسية لسكان المدينة، ومعالجة المشكلات التي يعانون منها وإيجاد الحلول البديلة لها، من خلال الاستخدام الأمثل لكل الطاقات البشرية والفنية المتوافرة لدى المجلس، وزج الآليات والمعدات والتجهيزات رغم قلتها وقدمها بأقصى طاقتها لخدمة السكان وتنفيذ المشروعات الخدمية اللازمة.
مشكلة غياب الإنارة عن شوارع المدينة والأحياء التابعة لها، كانت على رأس أولويات مجلس مدينة الحسكة – حسب خاجو- هذه المشكلة التي كانت أحد إفرازات الحرب الإرهابية على سورية، والتي أرّقت سكان المدينة، وتسببت بحدوث العديد من المشكلات من قبل ضعاف النفوس والخارجين عن القانون، الذين لا يظهرون إلّا في الظلام لتنفيذ أفعالهم الدنيئة من سرقات لممتلكات السكان وسواها.

250 مليون ليرة لتزفيت الشوارع و150 مليوناً للرصيف والرديف

مبيناً أن تلك الجهود والدراسات أفضت إلى أن الحل الأفضل والأنسب والأرخص يتمثل باستخدام الطاقة البديلة المتمثلة بالطاقة الشمسية المتاحة والمتوافرة بشكل جيد في مدينة الحسكة على مدار العام وخلال فترة طويلة من اليوم. وقد قامت الكوادر الفنية في المجلس بإعداد دراسة فنية متكاملة لمشروع إنارة الشوارع والساحات في وسط المدينة والأحياء التابعة لها بأجهزة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، ومن ثم تواصَلَ مجلس المدينة مع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي في محافظة الحسكة، وقام بتقديم الدراسة لها من أجل تبنّي المشروع ففعلت.

تزفيت ورصيف ورديف
خاجو أوضح أن خطة مجلس مدينة الحسكة في عام 2023 تتضمن إضافة إلى المشاريع السابقة، مشروعاً لتزفيت شوارع المدينة بتكلفة 250 مليون ليرة. وهي بطبيعة الحال غير الشوارع التي تم تزفيتها من المنحة التي قدمتها وزارة الإدارة المحلية والبيئة لمجلس مدينة الحسكة في العام الماضي 2022 والبالغة 550 مليون ليرة من أجل تنفيذ مشروع لتزفيت شوارع المدينة. مبيناً أن مجلس المدينة سبق أن نفذ مشروعاً لتزفيت شوارع المدينة والأحياء التابعة لها بقيمة 250 مليون ليرة، مقدَّمة من وزارة الإدارة المحلية والبيئة أيضاً. حيث أعطيت الأولوية بالتزفيت آنذاك للشوارع التي تم حفرها ضمن مشروع الصرف الصحي الذي نفذه مجلس مدينة الحسكة بدعم من منظمة اليونيسيف في وسط المدينة والأحياء التابعة لها، وتضمن استبدال 6.2 كم من شبكة مجرور الصرف الصحي، ومن ثم تم الانتقال إلى تزفيت عدد من الشوارع الأخرى.
وأشار خاجو إلى أنه إلى جانب مشروع تزفيت عدد من شوارع المدينة في العام الحالي، سيتم تنفيذ مشروع رصيف ورديف لعدد من الشوارع بتكلفة 150 مليون ليرة.
aqtini58@gmail.com