اليوم الأول لمؤتمر الباحثين السوريين في الوطن والمغترب يركز على احتياجات سورية وتطلعاتها للمستقبل

تشرين – أيمن فلحوط- دينا عبد:

تحت رعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. بسام إبراهيم أقامت الهيئة العليا للبحث العلمي مؤتمر الباحثين السوريين المغتربين بنسخته الخامسة تحت عنوان:( الباحثون السوريون في الوطن والمغترب نحو اقتصاد وطني قائم على المعرفة) بالتعاون والتنسيق مع الشركاء وزارة الخارجية والمغتربين؛ الجامعة الافتراضية السورية؛ المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا.

١٦ باحثاً سورياً مغترباً من 12 دولة يشاركون في المؤتمر

أناب وزير التعليم العالي في حضور المؤتمر د. فاديا ديب معاون الوزير التي بيّنت أن التقاء الباحثين السوريين المحليين مع أقرانهم في المراكز البحثية المرموقة خارج سورية أمر في غاية الأهمية، حيث يشارك هذا العام ١٦ باحثاً سورياً مغترباً من 12 دولة، ضمن خمسة محاور مهمة، يقدمون مع أقرانهم 51 محاضرة، إضافة إلى مشاركات أخرى في عدد من الملصقات؛ وأملت د. ديب أن تثمر هذه اللقاءات قريباً كشراكات بحثية تحقق ما نصبوا إليه من تطوير المؤسسات الأكاديمية والبحثية ونقل التكنولوجيا والمعرفة.

وأشارت معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى أن أهمية البحث العلمي تكمن في مخرجاتها، التي تسهم في دعم التنمية المستدامة من خلال استثمارها في القطاعات الإنتاجية والخدمية بهدف زيادة الإنتاج وتحسين الجودة وخفض التكلفة، وأثر المحتوى الرقمي والقدرة التنافسية للمنتجات الوطنية كراجعة للنهوض بمخرجاتها واستثمارها بما يخدم المجتمع وبهدف تحقيق ذلك وضعنا منذ العام ٢٠١٩ الخطة الوطنية لتمكين البحث العلمي في سورية، ودعمت الهيئة العليا للبحث العلمي في السنوات الماضية حوالي ٦٠ مشروعاً بحثياً تطبيقياً بالتعاون مع الوزارات المختلفة بتمويل يقارب المليار ليرة، كما دعم صندوق البحث العلمي والتطوير التجريبي في وزارة التعليم العالي عدداً كبيراً من الأبحاث التنموية الأخرى، وأجرينا عدداً من ورشات العمل في المحافظات بهدف ربط هذه المخرجات مع احتياجات القطاعات الإنتاجية والخدمية، إضافة إلى عدة اجتماعات بهدف استثمار مشاريع طلابية وتوظيفها في خدمة هذه القطاعات الإنتاجية.

د. ديب: نتمنى أن يخرج المؤتمر بتوصيات تساهم في تطوير عجلة الإنتاج وتؤدي لرفع مستوى الاقتصاد

ترتبط باقتصاد المعرفة
وفي تصريح خاص ل”تشرين” بيّنت معاون وزير التعليم العالي  والبحث العلمي الدكتورة فاديا ديب ، أهمية المؤتمر الذي يأتي ضمن خطط الهيئة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الاعتماد على اقتصاد المعرفة وتطويره وتنميته، ومحاور المؤتمر مهمة جداً كونها ترتبط باقتصاد المعرفة، وتعزيز الشراكة أيضاً مع الباحثين من المغترب، وهناك جهات بحثية شاركت في دعم هذا المؤتمر كالجامعة الافتراضية والمعهد ووزارة الخارجية، والمدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا.
المؤتمر يتناول قضايا مهمة جداً يقدمها عدد كبير من الباحثين، الذين جاؤوا للمشاركة ، او عبر المؤتمرات الافتراضية عبر النت.
ونتمنى أن يخرج المؤتمر بتوصيات تساهم في تطوير عجلة الإنتاج، وتؤدي لرفع مستوى الاقتصاد، وأن يجد الباحثون حلولاً للعديد من المشاكل الاقتصادية المهمة، وأن يتم الاستفادة من كل مخرجاته.
وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حريصة على الباحثين السوريين المغتربين، الذين لم ينقطعوا في التواصل مع الوطن، ومن هذا المنطلق تعمل الوزارة على مشروع تحفيز الباحثين، من خلال رصد ميزانية مهمة لدعم كل الباحثين، والأبحاث التي لها أثر تطبيقي وعملي في حياتنا، وهناك العديد من المشاريع التي تعمل عليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع الهيئة العليا للبحث العلمي في هذا المجال.

محوران جديدان
المدير العام للهيئة العليا للبحث العلمي د.مجد الجمالي بيّن في تصريح ل”تشرين” لدينا هذا العام محوران نوعيان هما البناء والتشييد استجابة لكارثة الزلزال وما ألم ببعض المحافظات، وهنالك عدد من الأبحاث المهمة، من حيث سلامة الأبنية الإنشائية والكثير من التفاصيل الإنشائية التي سيتم الحديث عنها. والمحور الثاني هو بيئة الأعمال والاستثمار التي تركز على الشراكات بين القطاع العام والخاص.
الفائدة كانت من انطلاق المؤتمر في عامه الأول التواصل مع عدد من الباحثين السوريين، الذين نحن بأمس الحاجة لهم وكل عام نتواصل مع عدد أكبر بالتعاون مع شركائنا.

د. مصطفى: نثمن الجهود التي تقوم بها الهيئة العليا للبحث العلمي في التواصل مع الباحثين والعلماء السوريين

مشاركة نشطة وفعالة
بدوره د. عماد مصطفى مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين بيّن أن الوزارة قامت بالإشراف على الجاليات السورية المغتربة، وقد شاركت مشاركة نشطة وفعالة مع الهيئة العليا للبحث العلمي في التواصل مع الباحثين السوريين في المغترب، وتشجيعهم على المشاركة في هذا المؤتمر .
وثمن د. مصطفى الجهود التي تقوم بها الهيئة العليا للبحث العلمي، من أجل التواصل مع الباحثين والعلماء السوريين، وأكد أن واجبنا كوزارة للخارجية والمغتربين أن نقدم كل أشكال المساعدة والدعم لهؤلاء الباحثين في المغترب.

د. عجمي:  مهمتنا خلق التواصل الافتراضي والفيزيائي ما بين مختلف الفعاليات العلمية في سورية وخارجها

بدوره رئيس الجامعة الافتراضية السورية د. خليل عجمي بيّن أننا كجامعة ندعم المؤتمر من ثلاث سنوات، ونحاول تقديم كل التسهيلات الممكنة للمساعدة بربط الباحثين السوريين المغتربين الموجودين في جامعات خارج سورية مع الباحثين الموجودين في سورية، وهذا أحد أدوار الجامعة الافتراضية السورية لخلق هذا التواصل الافتراضي والفيزيائي ما بين مختلف الفعاليات العلمية في سورية وخارجها .

أبحاث مهمة
ركز الباحثون في اليوم الأول من المؤتمر على قضايا مهمة تتعلق بالمعلومات والاتصالات والأنظمة، فتحدث الدكتور حسن مسلماني من جامعة حلب عن تصميم نظام شبكة ألياف ضوئية عربي متكامل ذكي لدعم متطلبات  الاستدامة ومواجهة الكوارث، كما أشارت الدكتورة فاطمة قداد من حلب لأهمية تمييز الأشخاص بالاعتماد على الشبكات العصبونية باستخدام كاميرا kinegt .
الباحث د. خضر العكاري من كلية الاقتصاد جامعة تشرين اختصاص إحصاء وبرمجة  بيّن أن المشاركة في المؤتمر فرصة غنية للتعرف على باحثين جدد وأفكار جديدة وتقاطع بين العلوم المختلفة، مشيراً للبحث الذي يشارك به ويحمل عنوان: ( التنبؤ الأني بالناتج المحلي الإجمالي في البيئة شحيحة البيانات باستخدام نموذج شعاع الانحدار الذاتي النيزي للبيانات مختلفة التردد.
من خلال البحث تم تطوير الأداة الرياضية، التي تسمح من خلالها أن نتنبأ بالمؤشرات الرئيسية للاقتصاد السوري، في ظل عدم وجود بيانات تسمح بإعطاء تنبؤات دقيقة ومعالجة ما يطرأ عنهم من مشاكل اقتصادية متعددة .
واستفدت في البحث من مجموعة من البيانات التي تصدر بالوقت الحالي، للتنبؤ بناتج إجمالي محلي خلال الربع الأول من عام ٢٠٢٣ وكانت المؤشرات سلبية حسب النتائج، وهذا الموضوع ممكن أن يساعد جهات حكومية، مثل المكتب المركزي للإحصاء ومصرف سورية المركزي بالاعتماد على هذه المنهجية لمعرفة صورة عن الوضع الحالي، والناتج المحلي والإجمالي والتصرف على هذا الأساس.

الرعاية الصحية
وتحدث الدكتور إبراهيم هرموش الأستاذ في الجامعة الافتراضية عن بحثه الذي يحمل عنوان: ” الشراكة بين القطاعين العام والخاص  في مجال الرعاية الصحية”، مؤكداً أنها الرافعة لكل اقتصاديات العالم، وهي التي بنت الاقتصاديات العالمية، وكل الدول تعتمد على الشركات المتكاملة، لأن الدولة كما هو معروف لن تستطيع وحدها القيام بحل جميع المشكلات، ولذلك علينا الاستفادة من التكنولوجيات الموجودة في القطاع الخاص والمرونة وغيرها في مجال الرعاية الصحية.
وقد حرصت على جلب الداتا الحديثة في العديد من دول العالم ، للوقوف على الخلاصات، لتحقيق الرعاية الصحية بعد كورونا، بعد أن وجدت  الحكومات أنها أمام قطاع صحي قديم متهالك بحاجة لدعم كبير من كل الجوانب، لم تستطع ضغوطات الموازنات ولا الأزمة المالية التي عصفت بالعالم من حل تلك الإشكالية، فتم اللجوء إلى الشراكة الكبرى لبناء المجتمعات، فأصبح يدير القطاع الخاص المستشفيات لفترة طويلة أو مجمعات  صحية لفترة طويلة، الدولة ممكن أن تقوم بهذا الموضوع عن طريق ما يسمى حالياً الرسوم الوهمية، بمعنى أن المواطنين يراجعون المستشفيات، والدولة تقوم بدفع التكاليف عن كل مواطن للشركة الخاصة التي بنيت، مقابل تلك الشراكة والمساهمة من قبل تلك الشركات في إعمار المشافي.
ولدي العديد من التوصيات التي سأتحدث عنها وأوجهها للجانب السوري.

لمواجهة الصقيع
وأشارت الدكتورة فينوس حسن من البحوث العلمية الزراعية في اللاذقية في حديثها عن البحث الذي ستقدمه خلال المؤتمر أنه يحمل عنوان: “التحسين الوراثي للحمضيات باستخدام الانتخاب والتقانات الحديثة واستبناط أصول f1  متحملة لإجهاد الصقيع”، والذي جاء بعد المعاناة الكبيرة لأهالي المنطقة من موجات الصقيع، التي أدت إلى خروج العديد من البساتين، وخسارات كبيرة للمزارعين، ويركز البحث على أصول تتحمل الصقيع من خلال طريقة التهجين البسيطة المعروفة، وبالتعاون مع تقنيات حديثة وحيوية لتجاوز تلك المشكلة.

الاستثمار الأجنبي
ولفت الدكتور محمد العكلة المستشار في العلاقات الدبلوماسية في بيروت لأهمية الاستثمار الأجنبي في إعادة الإعمار في سورية، كونه عنواناً جوهرياً يأتي في مرحلة مفصلية بعد الحرب على سورية، لتأتي مرحلة البناء والتعافي الاقتصادي، وترميم ما شوهته الحرب، التي أثقلت العباد والبلاد، ومحاولة إعادة ترميم ما تعرض له الاقتصاد السوري من هجمات نتيجة الحرب الكونية على سورية.
وسورية بحاجة للاستثمارات الأجنبية من أجل إعادة إعمارها، ونحن نرى أن الصين تعتبر من أهم المرشحين للاستثمار في سورية، كون قدرة الصين الاقتصادية الكبيرة، وخبرتها في هذا المجال تتناسب مع مهمة ومتطلبات إعادة الإعمار في سورية في هذه المرحلة الحساسة.

تصوير: طارق الحسنية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
إصابة مدنيين اثنين جراء عدوان إسرائيلي استهدف منطقة القصير بريف حمص (وثيقة وطن) تكرم الفائزين بجوائز مسابقة "هذه حكايتي" لعام 2024..  د. شعبان: هدفنا الوصول لحكايا الناس وأرشفة القصص بذاكرة تحمل وطناً بأكمله معلا يتفقد أعمال تنفيذ ملعب البانوراما في درعا ويقترح تأجيل الافتتاح بسبب تأثر المواد اللاصقة بالأمطار الوزير الخطيب: القانون رقم 30 يهدف إلى حماية بنية الاتصالات من التعديات الوزير صباغ: إمعان الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني يعبر عن سياسات إرهابية متجذرة لديه سورية تترأس اجتماع الدورة السادسة للمجلس العربي للسكان والتنمية في القاهرة الجلالي يبحث مع أعضاء المجلس الأعلى للرقابة المالية صعوبات العمل ووضع حد لأي تجاوزات قد تحدث طلاب المعهد الصناعي الأول بدمشق يركّبون منظومة الطاقة الشمسية لمديرية التعليم المهني والتقني أجواء الحسكة.. عجاج فأمطار الأضرار طفيفة والمؤسسات الصحية بجهوزية تامة لمعالجة تداعيات العجاج انطلاق فعاليات أيام الثقافة السورية في حلب بمعرض للكتاب يضم ألف عنوان