الدفاع الروسية: سلاح بيولوجي قد يبدأ البنتاغون باستخدامه ولندن تمول الأبحاث البيولوجية ذات الاستخدام المزدوج
صرح قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيماوي والبيولوجي الفريق إيغور كيريلوف بأن المملكة المتحدة ستخصص 1.5 مليار جنيه إسترليني للبحوث البيولوجية ذات الاستخدام المزدوج، لافتاً إلى أن البنتاغون يخطط لاستخدام درونات لنقل بعوض يحمل عدوى أوبئة إلى صفوف العدو.
جاء ذلك في الإحاطة التي تقدم بها كيريلوف اليوم الاثنين بشأن تحليل الأنشطة البيولوجية العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها في أوكرانيا ومناطق أخرى في العالم، حيث تابع: تشهد على المستوى التقني الأمريكي العالي في مجال استخدام الحشرات المصابة بالعدوى، براءة الاختراع لمركبة جوية بدون طيار مصممة لتفريق البعوض المصاب في الهواء، وهو ما تحدثنا عنه سابقاً.
ووفقاً للمعلومات المتوفرة، تقوم المسيرة الجوية بنقل عبوة تحتوي الحشرات المعدية وتنشرها فوق منطقة محددة ينتشر فيها جيش الخصم، وبعد ذلك يقوم هذا البعوض بلدغ عناصر جيش العدو وينقل له الأمراض المعدية الفتاكة – الملاريا على سبيل المثال.
ولفت كيريلوف إلى أن براءة الاختراع تؤكد على أن الجندي المصاب، لن يكون قادرا على أداء المهام القتالية الموكلة إليه، وهذه الطريقة يمكن أن تشل نشاط عدد كبير من العسكريين وبالتالي سيكون لها تأثير كبير.
وذكر كيريلوف، أن البنتاغون يحاول نقل عدوى الإيدز وحمى إيبولا والتهاب الكبد B وغيرها، إلى حيوانات صغيرة يمكنها لاحقاً نقل العدوى إلى البشر. وقد تم بالفعل الحصول على مزارع من البعوض المصاب بفيروس التهاب الكبد B .
ونوه كيريلوف، بأن المؤسسات البحثية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية نشرت علناً أكثر من 100 عمل حول دراسة الأنواع الرئيسية من البعوض والقراد وناقلات العدوى ذات الأهمية الوبائية – حمى الوادي المتصدع وحمى غرب النيل وحمى الضنك وزيكا.
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تخفي الشكوك عن عملاء برامجها البيولوجية العسكرية، كذلك تستكشف مجموعات الحشرات ناقلات الإيبولا وفيروس التهاب الكبد B وفيروس نقص المناعة البشرية، فيما كان ازدياد الحوادث في المختبرات البيولوجية الأمريكية من بين أسباب نقلها إلى أوكرانيا.
ووفقاً لكيريلوف، فقد ازداد عدد حالات إصابة الطيور المهاجرة بالأنفلونزا في روسيا بسبب هجرتها من أوكرانيا، في حين تبحث الولايات المتحدة عن طرق استخدام مسببات الأمراض المعدية.
وشدد الجنرال الروسي، على أنه من أجل تعزيز عمل فيروسات المفصليات، يستخدم الخبراء العسكريون الأمريكيون بنشاط مسببات الأمراض للعدوى الطفيلية، مثل الميكروفيلاريا. ويتم تنفيذ هذا العمل في مؤسسات عسكرية متخصصة في الولايات المتحدة وستة فروع أجنبية، وهذا يجعل من الممكن نقل 89 نوعاً من البعوض و 12 نوعاً من القراد، فيروسات العدوى في ظروف المختبر.
وحسب المعلومات الرسمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، ارتبط آخر انتشار كبير للحمى الصفراء في إفريقيا عام 2013 بزيادة حادة في عدد البعوض ، مما تسبب في ظهور 170 ألف حالة إصابة بشكل متزامن، مع تسجيل وفاة 60 ألف شخص بسبب ذلك.
من جهة أخرى، أشار كيريلوف بأن الفيضانات المخططة من جانب نظام كييف قد تشكل بؤراً لحمى غرب النيل، لافتاً إلى أن الفيضانات في منطقة خيرسون يمكن أن تؤدي إلى تكون بؤر للأمراض التي ينقلها البعوض، وعلى رأسها حمى غرب النيل.
في السياق ذاته، بيّن كيريلوف أن المملكة المتحدة ستنفق 1.5 مليار جنيه إسترليني الأبحاث البيولوجية ذات الاستخدام المزدوج لدعم سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجال، مشيراً إلى أنه وفقاً للوثائق الاستراتيجية المعتمدة في مجال الإنتاج البيولوجي ومكافحة التهديدات البيولوجية، تحتفظ الدول بالحق في إجراء أبحاث “مزدوجة الاستخدام” وإدارة الوضع البيولوجي بما يخدم مصالحها الخاصة.
وتابع كيريلوف: من خلال الدعم النشط لمثل هذه الأنشطة، أعلنت المملكة المتحدة عن مصالحها في المجال البيولوجي، وتبنت استراتيجية وطنية للأمن البيولوجي في 12 الشهر الجاري ، حيث تبرز أحد الأهداف المعلنة للوثيقة في (تحقيق الريادة العالمية في الابتكار).
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد حصلت، خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا على وثائق حول عمل “Metabiota” في إفريقيا لصالح وزارة الخارجية الأمريكية، حيث تدرس الولايات المتحدة الأمراض التي تنقلها الحشرات، وغير الشائعة في أمريكا الشمالية.